عملاء ترامب: أوراقٌ تنتهي وأُخرى ما زالت، فما النتيجة؟
مطيع حفيظ
يمضي الأمريكي في تنفيذ أجندته وفي نصب عينيه قاعدة تقول: يجب أن تحقّق أهدافي، وتدفع لي المال أَيْـضًا؛ على غرار طريقة الشيطان التي ذكرها الله في قوله تعالى: “وَشَارِكْهُمْ فِي الْأموال وَالأولادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرورًا”.
فيما مضى عمل الأمريكي على الدفع بالنظام الأوكراني لمواجهة روسيا؛ بغرض استنزاف القدرات الروسية القتالية، بالإضافة إلى إشغالها عن التفكير في مواجهة الخطر الأمريكي، وفي سبيل الأمريكي قدم الأوكراني العديد من جنوده، وخسر الكثير من آلياته، بالإضافة إلى خسارته مئات الكيلوات من أراضيه.
وبعد هذا الاستبسال الأوكراني -لإرضاء الأمريكي- يأتي الطاغية ترامب ليغير الموازين، ويقلب الطاولة رأسًا على عقب، فيطلب من الأوكراني أن يعطيه 50 % من المعادن النادرة في الأراضي الأوكرانية، ويطلب أن يدفع له 300 مليار دولار بدلًا عن تأمين أوكرانيا من الاجتياح الروسي، والأدهى من ذلك هو تصالح الأرعن ترامب مع الدب الروسي على حساب حقوق الأوكراني وأراضيه.
هذا على مستوى الضحايا والعملاء الأُورُوبيين، أما على المستوى العربي فحدث ولا حرج، فإذا كان المنافقون في عهد رسول الله -صلى الله عليه وآله- يخدمون اليهود ليحصلوا على الأموال؛ فقد تغير الحال مع منافقي هذه المرحلة، فالمنافق هو من يخدم اليهودي وهو من يدفع المال أَيْـضًا، ومن أبرز التجليات لهذه الحقيقة هو ما يقوم به النظامان العميلان السعوديّ والإماراتي من تنفيذ الأجندة الأمريكية والإسرائيلية، ويدفعون الأموال علاوة على ذلك.
السؤال الذي يتبادر إلى الأذهان هو: هل سينال منافقو هذه المرحلة رضا الأمريكي وأعوانه؟!
كلا، فقد رأى العالم كيف عمل الأمريكي بالأوكراني وهو من أكثر العملاء إخلاصًا له، فكيف بعملاء يقدمون كُـلّ ما يملكون من أموال، وينفذون كُـلّ ما يشتهيه الأمريكي، وفي الأخير ينالون لقب (البقرة الحلوب)، يعني بالرغم من كُـلّ ما عملوه لم يحظوا بالإنسانية عند الأمريكي، بل لا زالوا في نظره حيوانات.
ولذلك إذَا لم يتحَرّك الناس في سبيل الله، ويقدمون أموالهم وأنفسهم في سبيله وهو الشيء المفترض؛ فَــإنَّهم سيقدمون كُـلّ ذلك في سبيل الشطيان والباطل، وهو ما أكّـد عليه الشهيد القائد -رضوان الله عليه- عندما قال: نحن -أعتقد- إذَا لم ننطلق في مواجهة الباطل، في هذا الزمن فَــإنَّنا من سنرى أنفسنا نساق جنودًا لأمريكا في ميادين الباطل في مواجهة الحق.
فمن يتفانى في خدمة الأمريكي عليه أن يعتبر بنهاية العميل الأوكراني، وما السعوديّة والإمارات من أوكرانيا ببعيد.