في وداع الحَسَن
الشاعر عبدالحفيظ حسن الخزان
سلامُ اللهِ ما انتحبَتْ حُروفي
وما طوَّلتُ في وَجعٍ وُقوفي
ورُضوانٌ عليك وأنت فينا
حسينَ الأمسِ في نفسِ الظروفِ
وطُوبى من رياحينٍ ورَوحٍ
تجدِّدُ فيكَ ملحمةَ الطُّفوفِ
ومن صلواتِ ربِّك زاكياتٍ
تجودُ لديك وارفةَ القطوفِ
وأنوارُ النبي وقد تجلَّى
يقولُ لآيةِ التطهيرِ: طُوفي
وتنبض سورةُ (الأحزاب) بُشرى
وتسألُ (هل أتى) خيرُ الضيوف!!
وتلك مَحاجرُ (الزهراءِ) ألقت
عليك سحائبَ القلبِ الرؤوفِ
وروحي ترقُبُ الأملاكَ وحيًا
على ذكراك تنعَمُ بالعكوفِ
ووافى حيدرٌ في قلبِ جيشٍ
يواسيه الأشاوسُ في صفوفِ
حملتَ كرامةَ الإنسان دينًا
وخُضتَ لأجلهِ شتى الصُّروفِ
وكُنتَ لصوتِه الصوتَ المواسي
وكنتَ على العدا أقوى السيوفِ
فأيُّ مواهبٍ أولاك ربي
بسالةُ فارسٍ وفؤادُ صوفي؟!
(أبا هادي) وروحُك كُـلُّ حرٍّ
بدرب الحق يهزأ بالحتوفِ
****
هديلَ الحزنِ هاتِ أنينَ باكٍ
يليقُ بساكنِ القلبِ الشغوفِ
(أبو هادي) الذي ابتعث المعاني
حقائقَ ما جفَتْ صورَ الطيوفِ
كَمِيٌّ ما وَهَىَ فمضى شهيدًا
وما خافَ الرَّدَى ولظى الحُتُوفِ
فتىً إنْ فاه بالكلماتِ أبدى
قوى صهيونَ ترجُفُ كالخروفِ
ترى الكلماتِ منه مجنحاتٍ
مزوَّدةً بنيرانِ الحروفِ!
تُريك جيوشَ “إسرائيل” وَهْمًا
وهم قتلى على راحِ الكفوفِ
وفي (وادي الحُجَير) أقام قبرا
(لمركافا) وداسَ على الأُنوفِ
وأثبت أن “إسرائيل” أوهى
من الخيطِ المُعنكَّبِ في السقوفِ
وقال لأُمَّةِ الخِذلانِ: هذي
حقيقةُ سورةِ (الأنفالِ) شوفي!
على منوالِه قِيسي وهَيَّا
خذي القرآن من فوقِ الرفوفِ
وهَيَّا حطَّمي أصنام وعيٍ
وزِيدي في رؤاك على الكهوفِ
وإن أغراكِ أفلاطونُ نهجًا
فنصرُ اللهِ أعظمُ فيلسوفِ
****
مضى (حسنٌ) ونصرُ الله باقٍ
سيشرُقُ بعد مرحلةِ الكُسوفِ
(أبا هادي) حياتُك في رؤانا
ستبقى في المئاتِ وفي الأُلوفِ
وشخصُك لن يموتَ بألفِ طُنٍ
ومَن قتلوك أقربُ للحُتُوفِ
ومَن يحمي اليهود إذَا وثبنا؟
و(أمريكا) ستُسحَقُ بالخُفوفِ
أواسي فيك أحرارَ البرايا
من (البيرو) إلى عَــرَبِ (الهَفُوفِ)