“المسيرة” في تغطية واسعة لتفاصيل المشهد.. من خطوط التماس إلى مراسم التشييع

 

المسيرَة| منصور البكالي

من قلب الأحداث، وعلى خطوط التماس المباشرة مع الأراضي الفلسطينية المحتلّة، انطلقت قناة “المسيرَة” في تغطية شاملة لمراسم تشييع شهيدَي الإسلام والإنسانية، السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين.

وتأتي هذه التغطيةُ في ظلّ أجواء مليئةٍ بمشاعر الحزن والرثاء، والوجدان، من قلب المناطق الأكثر تأثرًا بالعدوان الإسرائيلي في الضاحية الجنوبية لبيروت وجنوب لبنان، ونقل المشاهد الحيَّة عن صمود الشعب اللبناني ومقاومته الصامدة، وقدرته على تحويل الخسائر إلى إرادَة لا تنكسر.

وبدأت قناة “المسيرَة” الفضائية، خلال اليومين الماضيين، بتغطية مسبقة لتحضيرات مراسم تشييع شهيد الإسلام والإنسانية الشهيد القائد السيد حسن نصر الله، أمين عام حزب الله، ورفيق دربه الشهيد السيد هاشم صفي الدين، أمين عام حزب الله، واستقبال الوفود ونقل صور معبرة عن صمود وثبات الشعب اللبناني ومقاومته الصامدة، وحجم الدمار والخراب، ورصد الدمار والخراب الذي خلّفه العدوانُ الإسرائيلي، في البنية التحتية والمنازل والمزارع والحسينيات والمقابر، ونقل رسائل ومعنويات الحاضنة الشعبيّة، وصلابتها في لبنان.

وتوزَّع موفدو قناة “المسيرَة” على أماكنَ متعددةٍ في لبنانَ لتغطية الحدث التاريخي الكبير عبر نقاط متعددة، ابتداء من تغطية استقبال الوفود والزوار في مطار بيروت الدولية التي قدمت للمشاركة في التشييع المهيب من أكثر من 80 دولة عربية وإسلامية وغربية، حَيثُ أعلنت مشاركتها في التشييع، ومشاركة الكثير من الأحرار من مختلف القارات، ومن غالبية دول العالم، مُرورًا بتحضيرات وتجهيزات الأماكن المعدة لاستقبالهم، التي سينطلق منها موكب التشييع، إلى المكان المخصَّص لضريح الشهيد ورفيق دربة، ومراسم وبروفات وتحضيرات التشييع المختلفة، إضافة إلى نقل صورة مباشرة للأماكن التي استشهدا فيها، ومناطق صمود الحاضنة الشعبيّة للمقاومة في الضاحية الجنوبية، في آخر نقاط التماس مع الأراضي الفلسطينية المحتلّة، وأماكن تمركز جيش كيان العدوّ فيما تسمى بالنقاط الخمس التي لم ينسحب منها.

 

 بيروت تستقبل الوفود الرسمية:

ومن أمام صالة التشريفات في مطار بيروت الدولي نقل موفد قناة “المسيرَة” الزميل بندر الهتار حجم الوفود والحشود التي تتقاطر للمشاركة في التشييع، والتي كان في طليعتها وصولُ الوفد الرسمي للجمهورية اليمنية برئاسة مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين، والاستقبال الرسمي، من قبل تجمع علماء المسلمين في لبنان، ووصول الكثير من فود دول العالم.

ومن أمام الصالة الرياضية، تتواصلُ أعمالُ التجهيزات والتحضيرات لاستقبال الوفود، واحتضان الحدث الكبير الذي سيشهده لبنان في 23 فبراير، وتظهر موفدة “المسيرَة”، زهراء حلاوي، العمل المتواصل للجنة العليا لمراسم التشييع، وَالعمال المتطيون الذين يعملون لساعات متأخرة من الليل لتجهيز المكان بما يليق بهذا الحدث التاريخي، وصور المعدات والآليات، والكراسي والباحات الخارجية، التي تسع لقرابة 100 ألف، ومواقف السيارات، إضافةً إلى مدرج المدينة الرياضية، الذي يتسع بدوره لـ 55 ألفًا، وأرضية الملعب التي ستكون مخصصة للوفود والشخصيات الرسمية.

وعن آخر الترتيبات عن المكان المخصص للمرقد المقدس لسماحة شهيد الإسلام والإنسانية السيد حسن نصر الله” ورفيق دربه الشهيد السيد هاشم صفي الدين، ستنطلق مراسم التشييع التي ستشق طريقها إلى جادة الشهيد سليماني، وانتهاء بالمقام، يوصّف موفد “المسيرَة” مرتضى المتوكل المشهد من أمامه، ويقول: “اللمسات الأخيرة توضع على المقام، والحوش الخاص الذي سيكون حوله، بكافة تجهيزاته التقنية والفنية واللوجستية؛ فالعُمَّالُ يقومون بأعمالهم بشكل منتظم لوضع اللمسات الأخيرة”.

 

من قانون النهر إلى حولا.. رحلة في عمق الصمود:

ومن النقطة صفر على خطوط التماس مع الأراضي الفلسطينية المحتلّة، جولة إعلامية لموفد “المسيرَة” علي ظافر بمشاركة أكثر من 90 صحفيًّا عربيًّا وإسلاميًّا ودوليًّا، في رحلة بدأت بمنطقة قانون النهر البلدة التي ينتمي إليها السيد هاشم صفي الدين، التي كانت المحطة الأولى، ناقلًا صورًا لمكان الضريح الذي سيُدفَنُ فيه الجُثمانُ الطاهر الشهيد السيد هاشم صفي الدين، لا ليدفن تحت الثراء، بل ليحيا في قلوب الأجيال القادمة.

ويقول الكاتب السياسي علي المحطوري: “سوف يوارى جثامينهم، لكن فكرهم وقضيتهم ومسيرتهم مُستمرّة، وإلى مزيد من الانتصارات، ودماؤهم ستزيدُ شعب الجنوب وجمهور المقاومة والجهاد، في كُـلّ منطقة، عزة وقوة، حتى النصر بإذن الله”.

ومن فوق الضريح المقرّر للشهيد العظيم صفي الدين الذي قضى ثلثَي عمره جهادًا في سبيل الله وفي بناء أُمَّـة حزب الله، ينطلق الزميل علي ظافر بجولته الميدانية، نحو منطقة “حولا” على الحدود مع فلسطين المحتلّة، التي تحكي بركامها وَمنازلها عن بشاعة العدوّ وإجرامه، وتحكي البلدة أَيْـضًا صمود المجاهدين وحاضنتهم الشعبيّة.

يقول أحد السكان: “نحن هنا منذ 13 شهرًا، ولم يستطع جيش العدوّ الصهيوني أن ينفذ شبرًا واحدًا نحو منازلنا هنا، وما تدمّـر اليوم كان سببه الهُدنة، التي أتاحت لجيشِ العدوّ لفعل كُـلّ هذا حين فخَّخوا منازلنا، وأحياءً بالكامل”، مُضيفًا أن “أهل اليمن وأهل الجنوب حالهم واحد”، منوِّهًا أن أكثر من 400 منزل تم تدميرها جزئيًّا أَو كليًّا، وباتت البلدة منكوبة بالكامل”.

يقول أحد الأهالي: “نسبة الدمار في المنطقة 80 %”، وتستمر الرحلة، إلى آخر نقطة، مع فلسطين المحتلّة، وتبعد عدسة “المسيرَة”، وأقدام الموفدين لأقل من كيلومترًا، وفي أفق المشهد كرامة وعزة، وثبات وانتصار، وجهاد ومقاومة.

ومن بلدة مارون الرأس، التي دمّـرها العدوان لكنها صمدت، ينقل الزميل ملاطف الموجاني مشاهدَ لمستعمرات شمالي فلسطين المحتلّة، مؤكّـدًا أن الأنظار تتجه نحو “معركة التحرير القادمة”.

ويختتم التغطية برسالةٍ من الأهالي بالقول: “دمّـرت بيوتنا، لكن لم تدمّـر عزائمُنا؛ فالشهداء شعلةٌ تُضيء درب النصر”.

كما ركّزت التغطية على الحاضنة الشعبيّة للمقاومة، ونقلت القناةُ شهاداتٍ لأهالي المناطق المدمّـرة، الذين رفعوا أعلامَ حزب الله، والدولة اللبنانية فوقَ أنقاض منازلهم، معبِّرين عن تمسُّكهم بخيار المقاومة، قائلين إنه “وعلى الرغم من الدمار، لن نتنازل عن أرضنا؛ فدماء الشهداء عمرت الأرض عزًا وكرامة”، كما أبرزت التغطية التحوّل في وعي الأهالي بعد استشهاد قادتهم، وبات فكر الشهداء “مدرسةً تجمع أحرار العالم”، وفق تعبير أحد المشاركين.

لم تكن مراسم التشييع مُجَـرّد وداعٍ للشهداء، بل تحوَّلت إلى محركٍ للثبات، وإعادة تأكيد للعهد باستمرار النضال حتى التحرير.

عبّرت قناة “المسيرَة” عن هذا المشهد بقوة، حَيثُ حوَّلت صور الدمار إلى شهاداتٍ حية على انتصار الإرادَة، وخلقت روايةً مضادةً لرواية الاحتلال، تُجسِّدُ قوة الشعب الذي يرفُضُ الانكسار، ونجحت في تسليط الضوء على بطولةِ الإنسان في مواجهة آلة الدمار، مؤكّـدةً أن صرخاتِ الأهالي من فوق الأنقاض ستظلُّ شاهدةً على أن “دمارَ الأرض لا يعني نهايةَ الحياة”.

والتقت القناة بعددٍ من القيادات السياسية والفكرية العالمية، التي أشادت بموقف لبنان الرافض للاحتلال، ووصفته بأنه “نموذجٌ للصمود في مواجهة أعتى الجيوش”.

ويؤكّـد الشارع اللبناني على مشاركته الواسعة في هذا الحدث؛ وفاءً لروح الشهيد القائد السيد حسن نصرالله والسيد الهاشمي، وأشارت القناة إلى وصول العديد من الأسر والعوائل، وتبيتُ جوارَ الملعب؛ لتفاديَ الزحمة التي قد تمنعُ الكثيرَ من أبناء لبنان من الوصول إلى المدينة الرياضية، كما حثت العديد من الأحزاب اللبنانية جماهيرها على المشاركة في هذه المراسيم.

ويعمل حزب الله جاهدًا على استيعاب الأعداد الكبيرة ونقلها إلى بيروت بطريقة سلسة، حسب ما أعلنته اللجنة من مسارات متعددة حسب المناطق لتصل جميعُها إلى مواقف السيارات المؤمَّنة في بيوت، ومن ثَمَّ تنطلق مشيًا على الأقدام، وُصُـولًا إلى الملعب.

وعبَّرت قناة “المسيرَة” عن حجم التضحيات والصمود، ونقلت رسالةً واضحةً من الشعب اللبناني، مفادُها أن دماءَ الشهداء لن تذهب هدرًا، والمقاومة مُستمرّة حتى التحرير، كما كشفت التغطية عن وَحدة الشعب اللبناني وتماسكه في مواجهة العدوان، وعن قوة الإرادَة التي لا تنكسر أمام الدمار.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com