حزنٌ مولِّدٌ للغضبِ ومحرّكٌ للإعداد

 

يحيى صالح الحَمامي

حان الوداع آن الأوان تُرفع الأحزان في لبنان بتشييع جثامين طاهرة لقائدين عظيمين، شهيد الإنسانية السيد “حسن نصر الله” رحمة الله تغشاه رحمة الأبرار ورفيق دربه الشهيد السيد “هاشم صفي الدين” رحمة الله تغشاهم رحمة الأبرار، الفقد عظيم والمصاب جلل، خسارة فادحة عندما تفقد الأُمَّــة المحمدية قادتها العظماء، قادة شهداء بذلوا أنفسهم في سبيل الله، حافظوا على الدين والعزة والكرامة للأُمَّـة العربية، استشهاد أمين عام حزب الله سماحة السيد “حسن نصر الله” فقد عظيم، فهو أول قائد عربي وقف أمام “إسرائيل” نكل وأرعب الكيان الصهيوني المحتلّ، باع من الله والله أمده بنصره، إلى أن نهض اليمن ونهضت المقاومة الفلسطينية.

لبنان تشيع جثامين القائدين العظيمين اللذين دافعا على ما تبقى من حقوق واستقلال وحرية الأُمَّــة المحمدية، لقد عشقوا الجهاد والبذل والعطاء في سبيل الله وعاشوا حياة المجاهدين حالهم وحال أسرهم كما المواطن اللبناني البسيط لم تكن حياتهم حياة الرفاهية لم تنعم أسرهم بملذات ونعيم الحياة، حَيثُ وإن الكيان الصهيوني يتربص بهم لقد دفع الكيان الصهيوني المال الكثير لقد جند العملاء وأنشأ الكثير من الخلايا العميلة لأجل النيل بهم، وكُـلَّ ما أنفقه الموساد؛ مِن أجلِ إسكات صوت الحق بالاستهداف لهم، حياة القائدين في خطر من أول يوم من مواجهة جيش الكيان الصهيوني بالنسبة لحياة القائدين ثمرة جهادية واستشهادهم فوز بالآخرة، لقد فقد حزب الله اللبناني قادته وظن الكيان الصهيوني أن حزب الله انكسر واختل توازنه، ولولا عناية الله بالشعب الفلسطيني واللبناني ورعاية وتكريمًا لتضحية أبطال حزب الله لسقط الحزب من بعد خبر استشهاد القائدين العظيمين، نالوا عزة وكرامة فوق الأرض وفازوا بالآخرة، قال تعالى: “وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ”{169} [سورة: آل عمران].

حان الوداع للشهيدين العظيمين -رضوان ربي عليهما- لا يعوضون ولا يسد فراغ غيابهم ولا يحملون من بعده بما كان يحمله من القوة والعنفوان في مواجهة أهل الكفر والشرك أحفاد القردة والخنازير “إسرائيل” التي صنع الغرب منها كياناً صهيونياً في الوطن العربي، وتريد لهم الحق بالعيش في أراضي الغير ويريدون من العرب الاعتراف بهم كدولة على أرض العرب، اغتصبوا أرض الرّسُل ودنسوا المسجد الأقصى، الذي له قداسته في الإسلام فالمسجد الأقصى مسرى نبينا “محمد” أول القبلتين وثالث الحرمين وأحقية العرب بالمسجد الأقصى يترجمها الشعب العربي الفلسطيني الذي فيه أبناء “فلسطين” منذُ قرون من الزمن، ويبذل الدماء في مواجهة قوى الشر والاستكبار العالمي، يدافع عن أرضه بالرغم من تخلي العرب عنهم.

لقد أصبح الأعراب من يقف إلى جانب “إسرائيل” تجاهلوا حق حرية واستقلال الشعب الفلسطيني، لقد ساومتهم “إسرائيل” وتوعدتهم بالموت والفناء، ولكن لا يزال أبطال العرب في أرض الشام يقاومون رغم القلة في العدد والمال والسلاح، الشعب الفلسطيني أعزل مُجَـرّد من السلاح ولكن عزيمتهم لا تلين، لم يمدهم العرب حتى بقطعة سلاح ولا بطلقة نار للسلاح البسيط، مساعدات العرب من زمان من بعد موافقة “إسرائيل” وكانت عبارة عن سلع ومواد غذائية واحتياجات السكن من فراش وخيام.

حان الوداع آن الأوان ترفع الأحزان في لبنان، رحمة الله تغشاهم رحمة الأبرار ورضوان ربي عليهم، تاجروا مع الله وتجارتهم لن تبور، حزب الله اللبناني فقد أكبر قادته، ومن استشهاد شهيد الإنسانية السيد “حسن نصر الله” رضوان ربي عليه، معاناته كانت من العرب أكثر من الكيان الصهيوني صمد في ميدان القتال وثبت أمام طعنات العرب الغادرة لقد واجه “إسرائيل” وواجه العرب الذين وقفوا ضد حزب الله، لقد سخروا أموالهم وقنواتهم الإعلامية لمحاربة حزب الله، لقد ابتلي حزب الله وقادته ابتلاء في مواجهة “إسرائيل” الذي يحظى بحماية الغرب ورعاية العرب.

استشهاد أمين عام حزب الله اصطفاء من الله، وكأنه يسلم راية الجهاد لأخيه في اليمن ويسلم زمام الدين والعزة والكرامة العربية الإسلامية للسيد القائد” عبدالملك بدر الدين الحوثي” يحفظه الله، لا نعلم ما هو التمكين والنجاح للموقف اليمني تجاه “فلسطين” والعمليات العسكرية التي كانت مؤثرة على الكيان الصهيوني هل هو بقدرتنا؟ لا وإنما هو بقوة الله، عمليات اليمن العسكرية حظيت بالتدخل الإلهي فالنجاح يرافق جميع قرارات السيد القائد -يحفظه الله- في البر والبحر والجو قال تعالى: “قُل إِنَّ رَبّى يَقذِفُ بِالحَقِّ عَلّٰمُ الغُيوبِ{48}[سورة: سبأ].

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com