بيروت تستعد لحدث استثنائي في تاريخها: حيَّ على العزاء.. حيّ على الحزن الثوري المعظَّم
المسيرة | متابعة خَاصَّة
في أجواء مختلطة بالحزن والفخر والاعتزاز، تتهيأ الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية “بيروت”؛ لحدثٍ استثنائي في تاريخها الحديث، حَيثُ رُفعت رايات الحداد، والحشرجات المختنقة في أصوات أهل الحب التي تهيأت للعبور في مسارات مراسم التشييع المرصَّعة بالعزة والكبرياء.
وفيما اكتملت التحضيرات الخَاصَّة بمراسم التشييع، يواصل المنظمون متابعة الترتيبات اللوجستية والتنظيمية المتخذة لضمان حسن سير المراسم، وسط استعدادات مكثّـفة لحضورٍ استثنائي، حَيثُ تبدأ مراسم التشييع الرسمية عند الساعة الواحدة في المدينة الرياضية في بيروت.
هنا ساعات فقط؛ تفصلنا عن بدء مراسم تشييع سيد شهداء الأُمَّــة، سماحة السيد حسن نصر الله، والشهيد الهاشمي، السيد هاشم صفي الدين، في حدثٍ يحمل أبعادًا دينية وقومية وشعبيّة واسعة، يتطلب تنظيمًا دقيقًا وتنسيقًا مكثّـفا لضمان مشاركة الحشود الغفيرة التي سترافق الجثمانين الطاهرين إلى مثواهما الأخير.
ساعات فقط؛ بعد أن باتت كُـلّ البيوت بيت عزاء واحد، وكل القلوب مآتم، وكل العوائل أهل الشهيد، والحداد لون كُـلّ العيون، التي تلوذ من برد الفراق إلى دفء الحضور؛ إذ سيبرز الحق كله على مرأى العالم، وسيمكن لأي مشاهد من أهل الأرض أن يرى اجتماع قلوب أهل الشرف الأممي.
ساعات فقط؛ وسنرى كيف يرثي المستضعفون في الأرض الأمين على مواجعهم وصفيه الهاشمي المؤتمن، وسيحضر إلى موقع التشييع كُـلّ حر استطاع إلى الحضور سبيلًا، وسيكون في أصقاع الأرض ألف ألف من القلوب الملهوفة للحضور وما استطاعت.
ساعات فقط؛ ونشاهد جموع الأحرار كيف تتلو أصواتهم نداء أنْ حيَّ على العزاء.. أن قوموا إلى النبأ عظيم، كيف لا وحزننا الثوري ليس يطفئه الزمان ولا يكفكفه الدهر، وسيكون مع الفجر موعدٌ يرانا العالم كله ونحن نسيل الأفئدة ماءً على التربة المشرفة، وسيعلم من عادانا أن هذا الدم ليس كأي دم، وأننا نفخر بقادتنا الشهداء، وأننا ما رأينا، والله، إلّا جميلًا.