تأكيدًا على التزامها بالمرحلة الأولى وضمن الدفعة السابعة.. المقاومة في غزة تُسلّم 6 أسرى للاحتلال

 

المسيرة | خاص

إنجاز المقاومة لعملية التبادل ضمن الدفعة السابعة، لستة أسرى صهاينة يؤكّـد التزامها بالاتّفاق، في مقابل مواصلة الاحتلال المماطلة في تنفيذ بنوده، والذي جاء في مشهدٍ فلسطيني مهيب، يعكسُ وَحدةَ الشعب وفصائله، بينما يعيش الاحتلالُ حالةً من التشظِّي وتبادل الاتّهامات.

لمدة دقائقَ طويلة، وضعت المقاومةُ أسراها الصهاينة على المسرحِ أمام الجمهور الغزّي المبتهج، وكانوا يرتدون الزيَّ العسكري، وبعد 505 أَيَّـام، لتؤكّـدَ للعائلات الصهيونية أن لا “نتنياهو” ولا جيشه هو من أعاد إليها أبناءها، بل المقاومة الفلسطينية، من أفرجت عنهم.

في تفاصيل المشهد؛ سلّمت المقاومة الفلسطينية في غزة، السبت، للصليب الأحمر الدولي، 6 أسرى إسرائيليين، في الدفعة السابعة ضمن المرحلة الأولى لاتّفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.

وجرت عملية التسليم الأولى لأسيرين إسرائيليين في رفح جنوبي قطاع غزة، حَيثُ رفعت المقاومة لافتة على مسرح التبادل كُتب عليها: “نحن الطوفان، نحن البأس الشديد”، وخلال عملية التبادل في “رفح”، انتشر مئات المجاهدين من عناصر المقاومة في ساحة الإفراج عن الأسرى.

ولفت مراقبون إلى أن عملية تسليم الأسرى الصهاينة التي جرت السبت، جاءت للمرة الأولى في مدينة “رفح”، وعلى مرمى حجر من وجود جيش الاحتلال الإسرائيلي، وفي سياق رسائلها النفسية؛ وضعت المقاومة على المنصة 6 قطع من الأسلحة الإسرائيلية التي اغتنمتها القسام خلال عملية “طوفان الأقصى”.

أمّا العملية الثانية، فجرت في “النصيرات” وسط قطاع غزة، حَيثُ تمّ الإفراج عن 3 أسرى صهاينة آخرين، رفعت المقاومة لافتة على مسرح التبادل كُتب عليها: “الأرض تعرف أهلها.. من الأغراب مزدوجي الجنسية”.

وفي مشهدٍ وصفته وسائل إعلام العدوّ بـ”مراسم الذل والعار”، برعت المقاومة الفلسطينية في تقديم تفاصيل المشهد الذي نقلته كُـلّ وسائل الإعلام العالمية، وسط تغطيةٍ إعلاميّة إسرائيليّة حيّة ومكثّـفة؛ إذ لم يكن الحدث مُجَـرّد عملية تبادل أسرى، بل تحول إلى استعراض سياسي ونفسي مدروس.

وظهر بجانب المِنصة معرضٌ لغنائم القسام، والذي حوى على أسلحة الاحتلال الصهيوني التي تم انتزاعها من جنوده في معركة غزة، وتحت المنصة أرسلت المقاومة ردًّا على “نتنياهو” في لافتهٍ كُتب عليها مقولة مشهورة له بالعبرية: “فقط الضغط العسكري وحده هو الذي سيعيد الأسرى”.. وكتبوا عليها ردًّا “اهدأ يا نتنياهو ولا تنضغط”.

وبحسب مراقبين، فَــإنَّ “حماس” استحوذت على المشهد بالكامل، ووجهت رسائل مباشرة استهدفت الوعي الإسرائيلي على كافّة المستويات، وكان اللافت في عملية التسليم في “النصيرات”، قيام الأسير الصهيوني “عومر شيم توف” بتقبيل رأسَي عنصرين من كتائب القسام.

وانتشر فيديو التقبيل؛ على وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، بشكلٍ كبير وواسع؛ نظرًا لكون خطوة الأسير الإسرائيلي تعكس الأخلاق الطيّبة التي تعاملت بها كتائب القسام مع الأسرى الإسرائيليين لديها.

وفيما تمّ تسليم الأسير الصهيوني “هشام السيد” في مدينة غزة، وجهت كتائب القسام رسالة لأهل الداخل الفلسطيني بالقول: “قرّرنا تسليم هشام السيد دون مراسم احترامًا لفلسطينيي الداخل”، مؤكّـدةً أن “حالات التجنيد الشاذة لفلسطينيي الداخل في صفوف الاحتلال مرفوضة من الكل الفلسطيني”.

واعتبرت المقاومة أن “الاحتلال تخلى عن الأسير هشام السيد 10 سنوات؛ لأَنَّه فلسطيني من الداخل مع أنه خدم بصفوفه”، لافتةً إلى أن “شعار هبة الكرامة بجانب شعار طوفان الأقصى أثناء التسليم تأكيد على التكامل الشعبي”.

وفيما ظل الأسير الصهيوني من أصل أثيوبي “أبراهام منغستو” محتجزًا في قطاع غزة، لمدة أكثر من عقد من الزمن، ظهر على منصة التسليم، وكانت وسائل إعلامية تنقل الحدث من منزله، إذ ضجت والدته بالفرح هاتفةً: “شكرًا غزة.. شكرًا حماس؛ لأَنَّكم حفظتم ابني من براثن الإرهاب الصهيوني، من يد نتنياهو وجيشه”.

هذه الأم لم تتردّد يومًا في كشف الحقيقة، فقد سبق لها أن وجهت نداءً قويًّا إلى جميع أبناء الشعب الإثيوبي، محذرةً إياهم من وضع ثقتهم في الكيان الصهيوني الإرهابي، قائلة: “في لحظة واحدة يمكنهم أن يبيعوك.. فلا قيمة لك عندهم”، وشدّدت على “مخاطر الهجرة إلى إسرائيل”، مؤكّـدةً أنها ليست سوى “دولة احتلال”.

وفيما بات واضحًا للجمهور الصهيوني أن أمامهم خيارين: “إما أن يستقبلوا أسراهم في توابيت كما جرى يوم الخميس؛ بسَببِ عنجهية نتنياهو أَو أن يحتضنوا أسراهم أحياءً التزامًا بشروط المقاومة”، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية: إن “على الحكومة اختيار الحياة بدلًا عن الألم، والمضي نحو المرحلة الثانية”.

في الإطار، قالت حركة حماس في بيانٍ لها: إنّ “إنجاز المقاومة عملية التبادل لستة أسرى اليوم يؤكّـد مجدّدًا التزامَها بالاتّفاق، في مقابل مواصلة الاحتلال المماطلة في تنفيذ بنوده”، مشدّدةً على “جاهزيتها للانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتّفاق، واستعدادها لإتمام عملية تبادل شاملة، بما يحقّق وقفًا دائمًا لإطلاق النار، وانسحابًا كاملًا للاحتلال”، محذّرةً من محاولات الاحتلال “التنصّل من الاتّفاق”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com