رسائل اليمنيين لشهيدَي الإنسانية: إنَّا على العهد يا نصرَ الله

الشهاري: دم الشهيد القائد السيد حسن نصر الله سيكون نبراسًا لتحرير المسجد الأقصى وكل فلسطين

الشبل عسكر: نؤكّـد لكل القادة الشهداء، أننا على دربكم ماضون، وسنأخذ الدمَ بدمَين، ولن نتخلى عن مشروعكم

المروني: الأُمَّــة تعيش أحداث كربلاء بكل تفاصيلها وهي المعركة ذاتها معركة انتصار الدم على السيف

 

 

المسيرة – منصور البكالي:

وسطَ أجواءٍ كربلائية حزينة مغسولة بالدموع ومشاعرَ فيَّاضة وجدانية، وحَّدت القلوب والنفوس، وأذابت الجغرافيا ومسافاتها يؤكّـد اليمنيون استمرارهم على درب شهيدي الإنسانية السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين.

الخسارةُ للشهيدين فادحة، والمصاب جلل، فالقائد العظيم نصر الله، لم يكن شخصية عادية، ترحل ويوارى جثمانها في التراب وينتهي المشوار، بل كان قائدًا ملهمًا، وجبلًا أشمَّ، وحائطَ صَدٍّ لكل مؤامرات الأعداء الأمريكيين والإسرائيليين، وأدواتهم من العرب المنافقين؛ ولهذا كانت مواقفه وخطاباته المناصرة للشعب اليمني، خارطةَ طريق، ووثيقة عهد بينهم وبينه، وتاريخ لا ينسى، وستظل باقية في وجدانهم، بكل عباراتها وتفاصيلها، وكلماتها الخالدة.

وفي يوم تشييع جثامين الشهيدين خرج الشعب اليمني في مختلف الساحات والميادين في صنعاء، وعموم المحافظات، مؤدين صلاة الغائب على روحيهما، ومعبّرين عن الحزن الكبير، لفَــقْدِ قائدين عظيمين استثنائيين، مؤكّـدين أن شخصية الشهيد القائد السيد حسن نصر الله، ستظل محفورة في أذهان اليمنيين؛ فمنه استمدوا الجهاد، والصبر، والعزيمة، والثبات.

 

رجلٌ عظيم وجبل شامخ:

ويرى المواطن عبدالسلام الشهاري أن “الخسارة بفقدِ الشهيدين الأعظمين نصر الله وهاشم صفي الدين كانت عظيمة، فهما من أعلام أهل بيت النبوة، وليس الفقد للبنان، بل للأُمَّـة كلها، لافتًا إلى أن الأُمَّــة فقدت جبلين شامخين، كانت تحتمي في ظلهما، ويلوذ بهما جميع المستضعفين، وكانا هم الأمل الوحيد الذي يعيدنا بأمل الغد”.

ويضيف: “كان شهيد الإنسانية السيد حسن نصر الله صمته يخيف الأعداء، وهو رجل خسرناه فعلًا، وهو رجل المرحلة، ونادرًا ما يأتي مثله، ولكن بإذن الله العلي القدير أن دمه سيكون نبراسًا لتحرير المسجد الأقصى، وكلّ فلسطين”.

ويتابع: “كما قال سنصلي في القدس، فسنصلي في القدس، نحن أم أبناؤنا، أم أحفادنا، أَو الجيل الذي سيأتي، فنصر الله جبلًا شامخًا وسيظل فينا حيًّا ما بقينا، وهو في ذاكرتنا وفي قلوبنا، وفي تدفق دمائنا، يجري فينا وفي أروحنا إلى الأبد، وسيكون همنا اليوم وغدًا هو الاستمرار في رفع رايته وتنفيذ مخطّطه والسير على نهجه، وتحقيق هدفه، وهو تحرير فلسطين وكلّ الأُمَّــة من المستكبرين”.

ويؤكّـد الشهاري أن الشهيد نصر الله قد رحل بجسده، لكنه باقٍ بمواقفه وجهاده وفكره وعمله، ارتقى نحو السماء؛ ليستبشر بمن سيلحق به، وبمن سيسير على دربه، ومن سيوفي له، ومن سيخون العهد؛ فهو في السماء “نعم” لكنه تعمق في القلوب أكثر، وبات مدرسة على مستوى كُـلّ من سيخلفه في الوعي السياسي، معتقدًا أنه لا توجد مؤامرة إلا ومرت عليه، وقدم لنا النموذج في كيفية الانتصار على تلك المؤامرات، وإفشالها، وقدَّم لنا تأريخًا كَبيرًا، والموروث الكبير، والكنز الفكري والسياسي والجهادي والإرشادي والعسكري، والاقتصادي، مُشيرًا إلى أن الأُمَّــة ستستفيد منه، وهو من انتصر حيًّا وانتصر شهيدًا.

 

 حاضرٌ في وجدان اليمنيين:

وخلال سنوات العدوان السعوديّ الأمريكي على بلادنا، كان الشهيد الأسمى وحزب الله الأوفى، هم الحاضرون في قلب المعركة، مقدمين العون والسند للشعب اليمني ضد قوى الاستكبار العالمي، فانتصر نصر الله لليمن، حينما خذله العالم، ووقف إلى جانب المشروع والمسيرة القرآنية، حين حاربها الكثيرون، ولا تزال خطاباته ومحاضراته ترنو في عقل كُـلّ يمني، متذكرين تلك الكلمات الخالدة: “إذا لم يكن الشعب اليمني من العرب فمن العرب؟

ومع احتدام المعارك في الساحل الغربي، ومحاولة العدوّ اقتحام المدينة، كانت كلمات الشهيد القائد السيد حسن نصر الله صادحة، وقد عبّر عن انذهاله ودهشته من براعة المقاتلين اليمنيين، وصمودهم، وصبرهم، وثباتهم، حتى قال: “يا ليتني كنت معكم، وتحت راية قائدكم الشجاع السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي”، فكانت روحه ونفسه، ووجدانه، ومشاعره معهم، وإلى جانبهم تقوي عزائمهم، وترفع معنوياتهم، وتضيء دروبهم، ومسالكهم في الجبال والسهول والهضاب، وفي ضربات البحر والجو، وخلال معركة إسناد غزة، كان الشهيد الأقدس حاضراً في كُـلّ صاروخ وطائرة مسيّرة، وكانت صوره ترفع في كُـلّ مسيرة، ومظاهرة ووقفة.

وعلى صعيد متصل يقول الشبل يحيى عسكر، وعيناه تذرفان الدموع حزنًا وتألمًا: “الشهيد السيد حسن نصر الله قائد عظيم، بعظمة المشروع الذي استشهد في سبيله، والقضية الإنسانية والإسلامية الجامعة التي جاهد في الدفاع عنها، وضحى بكل غالٍ ونفيس في سبيل الله، وهو يقارع أئمة الكفر “إسرائيل” وأمريكا، وقال عنه الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي: “من أعظم نكبات الأُمَّــة أن تفقد عظماءَها”، والسيد نصر الله كان أعظم شخصية في هذه الحقبة، ولكن اليوم نصر الله، وتحت قيادة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- مع المقاومة ومع فلسطين، ولن نتخلى عن فلسطين، ونحن من هذا المكان، نؤكّـد لكل القادة الشهداء، أننا على دربكم ماضون، وسنأخذ الدم بدمين، ولن نتخلى عن مشروعكم إلى أن نلحق بالشهداء، أَو ننتصر”.

 

قائدٌ جامعٌ لكل الأُمَّــة:

من جهته يقول المواطن صالح يحيى نصر الله: “إن الشهيد القائد السيد حسن نصر الله كان قائدًا جامعًا لكل الأُمَّــة بمختلف طوائفها وشعوبها ومذاهبها، وقدم نفسه ودمه ومقاومته للدفاع عن الشعب الفلسطيني، ونال الشهادة وهو يذود عن غزة، والأقصى، وهو رجل عظيم قوي، من أشرف وأنبل الناس المجاهدين لدى شعبنا اليمني، ونتخذ منه عَلَمَ هدى، وقُدوة وقائدًا، في حياته واستشهاده”.

ويضيف يحيى في حديثة لـ “المسيرَة”: “قلوبنا ونفوسنا حاضرة، وموجودة وتشارك في تشييع جثمانه الطاهر، ونحن مع إخوتنا المجاهدين في لبنان خطوة بخطوة وكتفاً بكتف، وإن باعدتنا المسافات، إلا أن مسار الشهادة ودروب الشهداء، ودماءهم الزكية وحدتنا وجمعت نفوسنا وجدانيًّا، لا نفارقهم للحظة واحدة، منذ يوم استشهاده، وقلوبنا معلقة به، فكره ووعيه وهداه لا يفارق أفكارنا وأذهاننا، ما قدمه للأُمَّـة لن يذهب سدى، بل سيثمر نصرًا وعزًّا وتحريرًا لفلسطين كُـلّ فلسطين بمقدساتها وجغرافيتها البحرية والبرية، بكل ذرات ترابها، بل سيكون لدمائه صدى بقدر مكانته، وستمثل بركانًا هائجًا سيطهر المنطقة بكلها من الغزاة والمستكبرين والمنافقين.

بدوره يجدد مجاهد الجالدي العهد بالقول: “إنّا على دربهم ماضون ولفلسطين محرّرون، ولدمائهم ثائرون، وسنستمر على ما كانوا عليه من جهاد وتصد للباطل، ومواجهة أعداء الله وقوى الظلم، والاستكبار العالمي”.

ويتابع الجليدي في حديثة لصحيفة “المسيرة”: “السيد حسن نصر الله كان ولا يزال نبض القلوب لكل اليمنيين، وهو الذي أحيا النخوة والروح الجهادية لدى كُـلّ أبناء الأُمَّــة، في مواجهة الصلف الصهيوني، ولتحرير القدس، وكانت بُوصلته القدس وفلسطين، وعليها سيكون شعبنا اليمني، كما كان قادَته الشهداء”.

 

انتصار الدم على السيف:

أما المواطن عبدالكريم المروني، فيقول: إن “الأُمَّــة اليوم تعيش أحداث كربلاء بكل تفاصيلها، وهي المعركة ذاتها، معركة انتصار الدم على السيف، وخروجنا في هذا اليوم لنعبر عن جزء من مكانة الشهيد الأقدس في قلوبنا؛ فلقد كان شعبنا اليمني يستمد من فكره وقداسة موقفه الإيماني الجهادي الصُّلب، العزيمة والإرادَة، وكان نعم السند والمعين الناصر، وحين اختاره الله إلى جواره، فاز بفضل الله، نعم، لكن الأُمَّــة خسرت خسارة كبيرة، وهذا يؤكّـد ما قاله الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي –رحمه الله- حين قال: “إن من أكبر خسائر الأُمَّــة أن تخسر قادَتها”.

ويؤكّـد المروني في حديثه لصحيفة “المسيرة” أن “رحيل شهيد الإسلام والإنسانية يمثل نهاية مرحلة، وبداية مرحلة جديدة، وهو القائد التاريخي، وسيد الأُمَّــة بكلها، وهو شخص في أُمَّـة، وأمة في شخص، وسيستمد كُـلّ أحرار الأُمَّــة والإنسانية منه الدروس والمواقف، وبات اليوم مدرسة في الحرية وأُسطورة في الشجاعة، والجهاد، والتفاني، والوقوف مع المستضعفين، ونصرة القضية الفلسطينية، بل إن دماءَه مثلت دفعة جديدة، فرَّقت بين الحق والباطل، والخير والشر، وبات نهجه الجهادي اليوم مرجعًا لكل أحرار العالم”.

 

مكانته في قلوب اليمنيين:

من جانبه يقول يحيى الخوعي: “مكانة الشهيد الأسمى نصر الله في قلوب اليمنيين هي مكانة عظيمة بشكل عام، وفي قلوب أولياء الله بشكل خاص، ومنذ بزوغ فجره والكثير من أبناء شعبنا اليمني يسمون أبناءهم وأحفادهم باسم “نصر الله” فخرًا به واقتدَاء، وتعبيرًا عن مكانته، فكم هم اليوم من شبابنا وأبنائنا يحملون اسم نصر الله؟ الكثير في مختلف الصفوف الدراسية ستجد اسمه موجودًا، وفي العديد من الأسر لا تخلو من اسمه، وهذا يعكس مكانته قبل استشهاده، فكيف سيكون له من الحب والارتباط والأثر الوجداني في قلوب شعبنا بعد استشهاده؟، وهذه رمزية فقط، وإلا مكانته أكبرُ من ذلك بكثير، وهذا لمُجَـرّد الاستدلال فقط”.

ويتابع الخوعي في كلامه لـ “المسيرَة”: “هذا اليوم هو بالنسبة لنا يوم انتصار الدم على السيف، يوم عز الله هذه الأُمَّــة بدماء زكية وقربان بحجم السيد العلم نصر الله، التي سيكون لدمائه الأثر البالغ في تغيير شكل الخارطة، وهو يذكرنا ويعيد إلى تاريخ أمتنا، يوم وقف جده الحسين بن علي بن أبي طالب -عليهم السلام- في وجه قوى البغي والنفاق في كربلاء، وقدم نفسه وأسرته فداء في سبيل الله، للدفاع عن دين الله والمستضعفين”.

 

 إنّا على العهد يا نصر الله:

بهذا العنوان يقول متوكل حميد علي، وعلى وجهه الحزن: “في يوم استشهاده، بدأت مهمتنا في استكمال مشواره، والسير على دربه، وحمل رايته الخفاقة باتّجاه فلسطين، باتّجاه المسجد الأقصى، بل زاد شعورنا بمسؤوليتنا أمام ما تركه لنا من المسؤوليات”، مؤكّـدًا أن “الشهداء القادة ولكل مجاهدي محور المقاومة أننا لن نتخلى عن دربه، وفي يوم تشييع جثمانه الطاهر نجدد عهدنا له أنّا على دربه، وسنأخذ بثأره، وسنكون اليد التي يضرب بها، والصاروخ والمدفعية التي يقصف بها عمق الكيان، وها هو سيدي ومولاي السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي -يحفظه الله- يقودنا نحو ذلك، وهو اليوم امتداد لشهدائنا القادة، وسيرى العالم منا ما لم يتوقع”.

ويتابع المتوكل: “بيننا وبين الشهداء الاستمرار على العهد إلى أن يتقبلنا الله في خَاصَّة أوليائه الشهداء، ومن يشتاق منا اليوم لشهيد الأُمَّــة حسن نصر الله، ورفيق دربه هاشم صفي الدين، وكلّ الشهداء، عليه أن يسلك مسلكهم ويتجه باتّجاه بوصلتهم التي حدّدوها، فلسطين والأقصى، ومن هنا من اليمن نقول لإخوتنا في حزب الله وفصائل المقاومة: “اليمن معكم ونحن معكم، ودماء الشهيدين الأقدسين فينا حية، ولن يهدأ لنا بال حتى ننتصر لقضيتنا، ونحرّر فلسطين كُـلّ فلسطين من المحتلّ الصهيوني”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com