عطاء الشهادة وثبات القادة
سعيد الجوفي
{فَلَا تَهِنُواْ وَتَدۡعُوٓاْ إلى ٱلسَّلۡمِ وَأَنتُمُ ٱلۡأَعۡلَوۡنَ وَٱللَّهُ مَعَكُمۡ وَلَن يَتِرَكُمۡ أَعۡمَٰلَكُمۡ}، لا للوهن، فنحن الأعلى بإذن الله سبحانه وتعالى، والله سبحانه وتعالى لن يضيع أجر من يتحَرّك في سبيله، وفي سبيل نصرة المستضعفين من عباده كما أخبر بذلك سبحانه وتعالى: {وَأَنَّ ٱللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجۡرَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ}، {إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجۡرَ ٱلۡمُحۡسِنِينَ}.
فلن يضيع أجركم يا سيدنا وقائدنا وقائد الأُمَّــة العربية والإسلامية ككل حسن نصر الله، عليك وعلى روحك الطاهرة السلام، ولن ننسى مقولاتك الشهيرة وستظل محفورة في قلوبنا ما حيينا (إن أقصى ما يملكه عدونا هو أن يقتلنا).. (نحن لا نهزم).. (عندما ننتصر ننتصر وعندما نستشهد ننتصر).. (الشهادة هي إحدى الحسنيين).. (النصر أَو الشهادة وإن أقصى ما يمكن أن نتطلع إليه هو أن نقتل في سبيل الله عز وجل).
أنت من جسدت معاني قول جدك الإمام زيد بن علي -عليهما السلام- عندما قال: (من أحب الحياة عاش ذليلاً)، وأنت من جسدت قول جدك الحسين -عليه السلام- عندما قال: (هيهات منا الذلة)، وقد كنت أنت من تردّدها دائماً فلم نعرف معانيها إلا منك حقيقة قولاً وعملاً في زمنٍ قل فيه الرجال، وفي زمن بلغ فيه الذل والخنوع ذروته.
أنت من صدع بالحق في زمن أصبح الكثير إن لم نقل الكل لم يجرؤ أن يلفظ ببنت شفة ليقول للإسرائيلي والأمريكي كفوا عن جرائمكم وإلا فبيننا وبينكم الليالي والأيّام والميدان.
أنت من أثبت أن قادتنا قادة في الميدان وليسوا على كراسي الملك؛ لأن الشهادة في سبيل الله هي أمنية نتمناها، فنحن قوم نعشق الموت كمت يعشق أعداؤنا الحياة، لأن الله هو من أخبرنا ومن وعدنا بها ووعدنا بالجنة.
ولو لم يكن للشهيد إلا رضوان الله عليه لكفى، فقادتنا يبذلون نفوسهم وأرواحهم الغالية؛ مِن أجلِ عزة وكرامة الأُمَّــة ككل، وليسوا كأُولئك أبقار الخليج الحلوبة الذين يبذلون أنفسهم وأمولهم للأمريكي فيهينهم ويدوسهم بأقدامه ويذلهم.
فقائد الأُمَّــة السيد المجاهد الكبير حسن نصر الله، هو من جسّد معانيَ الثقة بالله والتوكل عليه بالشكل الحقيقي، كما كان أنبياء الله موسى وإبراهيم ورسولنا محمد-صلوات الله عليهم جميعاً.
وأنت يا قائدنا الشجاع من جسد معنى قوله تعالى: {ٱلَّذِينَ قَالَ لَهُمُ ٱلنَّاسُ إِنَّ ٱلنَّاسَ قَدۡ جَمَعُواْ لَكُمۡ فَٱخۡشَوۡهُمۡ فَزَادَهُمۡ إِيمَٰنٗا وَقَالُواْ حَسۡبُنَا ٱللَّهُ وَنِعۡمَ ٱلۡوَكِيلُ}.
وأنت يا قائدنا الكبير من جسدت معنى الخشية من الله كما أراد الله: {أَتَخۡشَوۡنَهُمۡۚ فَٱللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخۡشَوۡهُ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ}، وليس كما يعمل الحكام البلداء الذين يخشون أمريكا وإسرائيل ويطيعونها ويعصون الله.
وأنت من جسد معاني الإسلام المحمدي الأصيل بقيمه وأخلاقه ومبادئه، في مقابل سقوط الكثير في المستنقع الأمريكي الذي لم يرتق بأحد إلا إلى الانحطاط التي كان آخرها لب العاهرات إلى بلاد الحرمين الشريفين للطواف حول مجسم الكعبة المشرفة، ولن ننسى مقولتك الأخيرة: (ولى زمن الهزائم وأتى زمن الانتصارات)
أنت وأنت وأنت..
لن نقول لك وداعاً بل أنت لا زلت باقياً في الأذهان لن تغيب عنا أبداً، أَلَا يُدْرِك أحفاد القردةِ والخنازير أنهم بقتلك قد جعلوا من دمائك الزكية وقوداً حرك الكثير والكثير من أحرار العالم بمختلف طوائف وجنسياته.
فإنا على العهد باقون، وعلى خطاك سائرون، لن نتخلف عن نهجكم مهما صار.
ومن أحب الحياة عاش ذليلاً.