إدارة دمشق تفتح بابًا للاحتلال.. توتر أمني في “جرمانا” السورية وكيان العدوّ يهدّد بالتدخل
المسيرة | خاص
يتمثَّلُ منطقُ كَيان الاحتلال الإسرائيلي الأمني في التعامل مع سوريا بشكلٍ واضح، وليس لمُجَـرّد النوايا المعلَنة والإجراءات العملية، فحسب؛ بهَدفِ منع أي تواجد عسكري جنوب سوريا، ومنع أية سيطرة فعالة على مناطق “الدروز”، على وجه التحديد.
في التفاصيل، ذكرت وسائل الإعلام العبرية أن “إسرائيل” تضغط على الولايات المتحدة الأمريكية للمحافظة على ضَعف سوريا، والسماح لروسيا بالاحتفاظ بقواعدها العسكرية فيها؛ مِن أجلِ مواجهة النفوذ الإيراني في البلاد، والنفوذ التركي من جهةٍ أُخرى.
وعبر القنوات الأمريكية استطاع كيان العدوّ إقامة تحالف حقيقي مع القوات الكردية التي تسيطر على ما يقارب 30 % من سوريا وعندها معظمُ آبار النفط، مع تهديد واضح لهذه القوات بعدم إقامة أية علاقات فعالة مع العراق ولبنان؛ بحجّـة منع الإمدَاد عن حزب الله.
ويرى مراقبون أن الاحتلال الإسرائيلي المتنامي في جنوب سوريا بعد سقوط نظام الأسد، يشكل تهديدًا خطيرًا، فكل التجارب في لبنان وفلسطين تؤكّـد أن الاحتلال يولّد المقاومة، بينما يُعد الرد السوري المتواضع خطأً استراتيجيًّا.
لذلك جاءت وتصاعدت الدعوات إلى ضرورة تشكيل مقاومة شعبيّة سورية في الجنوب لضرب مواقع الاحتلال وتكبيده ثمنًا للبقاء، وعَدَّ مراقبون هذا الأمر سيكون أفضلَ من الاعتماد على الحلول الدبلوماسية؛ فدون مقاومة فعلية ستتمكن “إسرائيل” من السيطرة على الجنوب والتلاعب بمكوناته الاجتماعية والطائفية.
مواجهةً لهذه التحَرّكات؛ أصدر مكتب رئيس حكومة الاحتلال “نتنياهو”، مساء السبت، بيانًا أعلن فيه أنّ “نتنياهو ووزير الحرب الصهيوني “يسرائيل كاتس”، أصدرا تعليماتهما لقوات “الجيش، بالاستعداد لما أسموها “للدفاع عن قرية جرمانا الدرزية في ضواحي دمشق”.
وتابع البيان زعمه، أنّ “جرمانا تتعرَّض حَـاليًّا لهجومٍ من قبل قوات النظام السوري” الحالي، مُشيرًا إلى أنّه “لن نسمحَ للنظام الإرهابي الإسلامي المتطرف في سوريا بإيذاء الدروز. وَإذَا أذى النظام الدروز، فسوف نؤذيه”.
وقال المكتب الإعلامي لوزير الحرب الإسرائيلي: “نحن ملتزمون تجاه إخواننا الدروز في إسرائيل، ببذل كُـلّ ما في وسعنا، لمنع المساس بإخوانهم الدروز في سوريا، وسنتخذ كُـلَّ الخطوات اللازمة للحفاظ على أمنهم”.
وتجري في “جرمانا” حملة أمنية، للبحث عن مطلوبين، وذلك بعد مقتل عنصر من جهاز الأمن العام بوزارة الداخلية السورية، وكانت مصادر محلية قد أفادت باشتباكات بين الأمن العام ومجموعات مسلحة في “جرمانا بريف دمشق”.
ويسعى كيان الاحتلال الإسرائيلي لضم الجنوب السوري تدريجيًّا، بدءًا بتقديم الحماية للطائفة الدرزية وانتهاء بقضم ما أمكن قضمُه من هذه الأرض؛ بهَدفِ تحقيقِ استراتيجية ما يسمى “الأمن الشامل” للدولة، واعتبر مراقبون أن النظامَ الجديدَ في دمشق يتعاطى مع مخطّطات العدوّ بشكلٍ غير معلن، ويتماهى مع خططه، التي يواصل فيها اعتداءاته دون رادع.
الصراع الإقليمي في سوريا أطل برأسه، ومن البوابة الإسرائيلية:
ويشير خبراء عسكريون إلى أن “إسرائيل” يهمها مصلحتها، ولا تهتم للآخرين حتى وإن كانوا من أقرب حلفائها، بل هي تحاول القول “للدروز” في سوريا: “أنا أحميكم”، والهدف، شراء ولاءاتهم، وهناك، في سوريا، من يفتح الباب لـ “إسرائيل”، تارة بصمته عن الاحتلال، وتارة بمعالجة خاطئة لا تشبه معالجات الدولة.
وعليه؛ من فتح بابًا لكيان العدوّ الإسرائيلي جنوب العاصمة السورية “دمشق”، يجب عليه إقامة حوار جاد يشمل الجميع، بما فيهم خصومهم السياسيون، وهذا لم يحصل حتى الآن، وبالتالي فسوريا، التي لا جيش لها، لا بد وأن تكون لها مقاومة.