نحو 500 شهيد وجريح غالبيتهم أطفال ونساء.. طفولة مقتولة دون ذنب
نماذج من جرائم العدوان الأمريكي السعوديّ في شهر فبراير خلال 9 سنوات:
المسيرة: أيمن قائد
لا مناص للعدوان الأمريكي السعوديّ من الاقتصاص من جرائمه التي ارتكبها بحق اليمنيين؛ فكل جريمة باقية وصمة عار على جبين المجرم المتصهين حتى وإن طالت الأيّام والسنون؛ فاليمنيون لا ينسَون ثأرَهم؛ لأَنَّ جراحهم عميقة ولا يسقط بالسهولة نتيجة ما تلقوه من استهداف لكل مقدرات الحياة من قبل تحالف الشر والإجرام على مدى ما يقارب العقد من القتل والتدمير والانتهاكات للبشر والحجر والشجر.
وفي هذا التقرير نستعرض أبرز جرائم العدوّ الأمريكي والسعوديّ بحق اليمنيين عن شهر فبراير في 9 أعوام، والتي تظهر الاستهداف الإجرامي لكل مناحي الحياة في اليمن، وانتهاج العدوّ قاعدة اشتباك مفادها: “اقتلوا الجميع”، حَيثُ بلغ عدد الضحايا من الأطفال في هذا الشهر إلى 495 بين شهيد وجريح وفق إحصائية وَثَّقَها مركَزُ عين الإنسانية للحقوق والتنمية، وهي نسبة تعري زيف ادِّعاء المنظمات الحقوقية والإنسانية التي تتغنى بحق الطفولة لكنها تغمض عينيها عما يحدث لأطفال اليمن من قتل وتجويع وسلب للحقوق والحريات.
وحتى النازحون الذين تركوا منازلهم نتيجة استهداف طيران العدوان، لم يسلموا من القصف وهم في طريقهم للبحث عن مكان آخر ليمكثوا فيه.
أما المواطنون في الأسواق هم الآخرون كذلك نالهم نصيبهم من القصف، وكذلك التجار الذين كانوا يخافون على بضائعهم من التلف لم يتصوروا أن يتم إحراق أجسادهم وإزهاق أرواحهم؛ لأَنَّها سلبت فجأة دون إشعار مسبق من قبل مجرم لم يرقب في مؤمن إلًّا ولا ذمة.
استهداف جسر ونازحين بصنعاء:
في اليوم الثاني من شهر فبراير للعام 2016م عند الساعة العاشرة تقريبًا من صباح يوم الاثنين، شن طيران العدوان الأمريكي السعوديّ غارتين جويتين على جسر عين وشا الحيوي بمديرية نهم محافظة صنعاء دمّـرت الجسر بشكل كلي، ثم عاد القصف بعد ساعة من الاستهداف الأول وذلك بصاروخ ثالث استهدف الجسر من جديد؛ ما أَدَّى إلى استشهاد الطفل شهاب أحمد حجيل، وإصابة خمسة أطفال آخرين من أسرة بني حجيل، أثناء تواجدهم بجوار الجسر وهم يشاهدون آثار الدمار الذي خلفه القصف.
وبعد يوم واحد من استهداف جسر عين وشا، واصل طيران العدوّ الغاشم بحثه عن أهداف بشرية أُخرى وبالتحديد في ذات المديرية، ولكنه هذه المرة تعمد قصف أسر المواطنين هناك، فعند الساعة الواحدة ظهر يوم الثلاثاء، وأثناء ما كان النازحون والمسافرون في الخط العام فاجأتهم طائرات الحقد والإبادة الجماعية بغارة جوية استهدفت سيارة المواطن النازح يحيى أبو علهان مباشرة وبشكل متعمد كالعادة.
وكان على متن تلك السيارة المستهدفة المواطن يحيى وزوجته وأبنائه الأطفال وبناته وإحدى أخواته، جميعهم استشهدوا بفعل غارة لطيران العدوان أحالت أجسادهم إلى جثث متفحمة وأشلاء متناثرة، وبهذا أضاف مأساة جديدة بحق المدنيين إلى مئات المآسي والجرائم التي ارتكبتها تلك الطائرات وبشكل يومي.
استهداف منزل الإعلامي منير الحكيمي ومخزن زيوت:
وفي شهر فبراير نفسه من العام 2016م شن طيران العدوان الصهيوأمريكي غارتين جويتين على منزل الإعلامي منير الحكيمي ومخزن بازرعة للزيوت بحي بيت معياد المأهول بالسكان المدنيين وممتلكاتهم الخَاصَّة وأعيان مدنية بمديرية السبعين بأمانة العاصمة صنعاء، عند الساعة 9:30 مساء في اليوم التاسع من الشهر.
حيثُ استهدفت الغارة الأولى منزل الحكيمي ودمّـرته بالكامل على رؤوس أفراد أسرته المكونة من 5 أشخاص وهم رب الأسرة منير مقبل الحكيمي البالغ من العمر 40 عامًا، وزوجته الإعلامية سعاد علي حجيرة تبلغ من العمر 35 عامًا، وأطفالهما الثلاثة رامي منير البالغ من العمر ١٠ أعوام، ومحمد منير ٨ أعوام، ونوران منير البالغة من العمر٥ أعوام، فيما أصابت الغارة الأُخرى مخزن الزيوت لبازرعة على مقربة من منزل الحكيمي وتفصل بينهما مسافة تقدر بـ (١٠ – ٥ أمتار) هدمت الغارة مبنى الهنجر وأتلفت محتوياته من زيوت المحركات وتسببت الغارة أَيْـضًا إلى اندلاع حرائق كبيرة بالمخزن طالت منزل الضحية الحكيمي وممتلكات المدنيين المجاورة لتصبح الحصيلة النهائية وقوع مجزرة بشعة راح ضحيتها 18 شهيدًا وجريحًا.
استهداف المدنيين في المدينة الأثرية كوكبان:
وفي الرابع عشر من ذات الشهر والعام، أقدمت طائرات العدوان الأمريكي السعوديّ على ارتكاب واحدة من أبشع الجرائم بحق الإنسانية والتراث الإنساني وقتلت وجرحت عددًا من المدنيين الأبرياء من أُسرتَي الولي وآل الشامي وجيرانهم من أسرة حسين ناصر بالمدينة التاريخية كوكبان بمديرية شبام محافظة المحويت؛ ما أَدَّى إلى استشهاد وجرح 17 طفلًا.
استهداف سوق خلقة بنهم صنعاء:
أما مجزرةُ سوق خلقة بمديرية نهم محافظة صنعاء فهي الأُخرى حدثت في 27 من شهر فبراير من العام 2016م، عند الساعة الواحدة ظهر يوم السبت، وأثناء تواجد المواطنين وازدحامهم في هذا السوق ومرور المتسوقين والمسافرين من وسط السوق فاجأهم صوتُ انفجار شديد لصاروخ استهدف سيارتَينِ لمدنيين نازحين من بيوتهم في طريقهم إلى العاصمة صنعاء أثناء تواجدهم وسط السوق وبعد دقائقَ عاود الطيران الحربي لدول التحالف بالقصف للمرة الثانية بصاروخ استهدف السوق، وقد أَدَّى هذا الاستهدافُ إلى احتراق السيارات واستشهاد (٣٢) مدنيًّا من المتسوقين والنازحين وأصحاب المحلات التجارية بينهم (٩) أطفال وجرح آخرين بينهم سبعة أطفال وتدمير عدد من السيارات والمحلات التجارية وإتلاف ممتلكات المواطنين وقتل أغنامهم ومواشيهم.
استهداف عزاء نساء أرحب:
وفي قرية شراع بمديرية أرحب الواقعة على بعد 40 كيلو متراً من العاصمة صنعاء، تجمعت فيها عشرات النساء في منزل النكعي عصر الأربعاء الموافق 15-2-2017م، لتقديم واجب العزاء في وفاة أحد أقارب عائلة صاحب المنزل.
وعصر ذلك اليوم وبعد تجمع عشرات النساء تم استهداف الديوان الذي كانت النساء يجلسن فيه لتأدية العزاء، وتطايرت أحجار المنزل وكومة النيران في الهواء جراء الانفجار العنيف الذي أحدثته الغارة الجوية؛ وقد نتج عن هذا الاستهداف استشهاد 6 مدنيين بينهم طفل وجرح 12 آخرين بينهم 4 أطفال.
استهداف نساء يعملن في رعي الأغنام بصعدة:
أما في العام 2018م هو أَيْـضًا شهد جرائمَ للعدوان الأمريكي السعوديّ على المواطنين؛ ففي حدود الساعة التاسعة والربع صباح الاثنين، في الخامس من فبراير وأثناء ما كانت مجموعة من النساء يقمن برعي المواشي في منطقة القطينات الواقعة بمديرية باقم محافظة صعدة، قام طيران العدوان الأمريكي السعوديّ الغاشم باستهدافهن بغارة جوية أَدَّت إلى سقوط عدد منهن بين شهيدة وجريحة.
وبعد حوالي خمسَ عشرةَ دقيقةً من الاستهداف قام الطيران باستهداف سيارة المواطن حسن علي حسين فريح والذي حاول إسعاف ضحايا الغارة الأولى، وعندما قدمت سيارة أُخرى للمساعدة في الإسعاف استهدفت أَيْـضًا لتصبح حصيلة هذا الاستهداف سقوط 6 من الشهداء المدنيين بينهم 5 أطفال وجرح 10 آخرين بينهم 3 أطفال.
استهداف منزل المواطن أحمد نهاري:
وفي محافظة الحديدة أَيْـضًا في تمام الساعة الثامنة والنصف مساء يوم السبت، في العاشر من فبراير للعام 2018م، وبينما كان المواطن أحمد محمد علي نهاري متجهًا إلى منزله الكائن في منطقة الشريجة بمديرية الجراحي، قامت طائرات العدوّ الغاشم المتغطرس بتعقبه حتى وصل إلى منزله وبينما هو جالس مع زوجته وأطفاله وقد وصل إلى المنزل بعض جيرانهم وأغلبهم نساء وأطفال واكتظ المنزل بهم؛ قامت الطائرة بقصف المنزل بصاروخين أسفر ذلك الاستهداف إلى استشهاد المواطن أحمد محمد علي نهاري وكافة أفراد أسرته ورجل وامرأة وطفلة كانوا في المنزل من أسر أُخرى وجرح شخصين، وقد اكتفى العالم والمنظمات حينها بالصمت دون تحريك أي ساكن.
استهداف منازل مواطنين بصعدة:
في تمام الساعة الثانية ظهر يوم الثلاثاء، الموافق 27 فبراير للعام نفسه، قام الطيران الأمريكي باستهداف منزل أحد المواطنين في منطقة حفصين مديرية سحار محافظة صعدة بغارة جوية أَدَّت إلى تدمير المنزل على رؤوس ساكنيه، وعندما اجتمع مجموعة من الناس، محاولين إسعاف الضحايا قام الطيران باستهدافهم أَيْـضًا؛ مما أَدَّى إلى سقوط عدد من الضحايا بين المسعفين أنفسهم؛ رغبة من العدوّ في منع إسعاف الضحايا وإسقاط عدد أكبر من الضحايا من بين أوساط المدنيين، وقد بلغ عدد الشهداء جراء هذا الاستهداف 5 مدنيين بينهم ثلاثة أطفال، فيما بلغ عدد الجرحى 19 بينهم 8 أطفال.
وفي اليوم التالي بمحافظة صعدة ذاتها وبالتحديد عند الساعة الثانية عشرة والنصف ظهرًا وبينما كان مجموعة من المدنيين والذين يعملون لدى المواطن أحمد حمدان أبو مشعف في منزله المحاذي للمزرعة التي يعملون فيها وكان عددهم ثلاثة عشر شخصًا من الرجال والنساء والأطفال، استهدفهم طيران العدوان الأمريكي السعوديّ بغارة جوية؛ مما أَدَّى إلى سقوطهم جميعًا بين شهيد وجريح معظمهم من النساء والأطفال.
استهداف منازل المدنيين بالجوف:
أما في العام 2020م، حَيثُ استمرت جرائم العدوان الأمريكي الغاشم كالعادة تبحث عن أهداف من أشلاء المدنيين والأطفال والنساء وهم في قراهم وداخل منازلهم؛ فعند الساعة الواحدة مساء يوم السبت، الموافق ١٥ فبراير أقدمت الطائرات الحربية التابعة للتحالف الأمريكي السعوديّ على استهداف منازل تابعة للمدنيين في منطقة الهيجة التابعة لمديرية المصلوب بمحافظة الجوف بأربع غارات جوية، أسفرت عن سقوط ٥٨ مدنيًّا بين شهيد وجريح، حَيثُ بلغ عدد الشهداء ٣٥ مدنيًّا بينهم ٢٧ طفلًا و٦ نساء، أما الجرحى فبلغ عددُهم ٢٣ جريحاً بينهم ١٨ طفلًا وامرأة واحدة.
المدنيون المستهدفون جُلُّهم من أسرة آل (جخرة) وآل (خفران) وآل (العفن)، حَيثُ تم في البداية استهداف منازل المواطنين (شاجع أحمد جخرة، ناصر محمد جخرة، علي هادي العفن)، بالإضافة إلى استهداف رابع للمزرعة التي هرع إليها سكان المنازل المجاورة للمنازل المستهدفة؛ ما يؤكّـد أن هناك إصرارًا إجراميًّا كَبيرًا لدى القتلة المجرمين.