خُطَى العمالة تدنس الأرض!

 

غيداء شمسان

أيها العرب، يا حماة الأوطان، يا ساكني القلوب الغيورة، هل بقي في جُعبة الزمان ما يدهشنا؟ هل بقي في ساحة الخذلان ما يزيد الطين بلة؟ لقد تجاوزت الخطايا الحدود، وتجاوزت النوازل المأمول، وغدا الأمر جليًّا لمن كان له قلب أَو ألقى السمع وهو شهيد.

ما عاد السر خفيًّا، ولا البيان ملتبسا، فها هو السيسي، يرسم خطاه على أهواء الأمريكي وأطماع الصهيوني، يستشار فيذعن، ويؤمر فيطيع، ويوجه فينقد، قد نسي أنه راع على قوم، وأن الله سائله عما استرعاه، أضاع أم حفظ.

يا سادة، إنها لمصيبة جلى، أن ترى مصر، قلب العروبة النابض، وحامية التاريخ العريق، تنزلق في دركات العمالة، وتتخلى عن دورها القيادي، وتصبح مُجَـرّد أدَاة في يد الأعداء، تحَرّكها الأهواء والمطامع، وتوجّـهها المؤامرات والمكايد.

أَو ما كفانا عارا أن يغلق معبر رفح، ويشدّد الحصار على غزة، ويترك أهلها يموتون جوعا وعطشا ومرضا، بينما يستمر الكيان الصهيوني في قتلهم وتهجيرهم وتدمير مدنهم؟

واليوم، يزداد الأمر سوءا، ويتضح الخطب أكثر، إذ نرى مصر، بتواطؤ مكشوف، وتعاون معلن، تساهم مع قطر، في الضغط على حماس، لقبول شروط نتنياهو، وتنفيذ مطالبه، بدلا من أن تضغط على الكيان المحتلّ، لوقف عدوانه، ورفع حصاره، والاستجابة لحقوق الفلسطينيين.

وا لهف نفسي على زمان، كنا نرى فيه مصر، قائدة العرب، وحامية الحقوق، وناصرة المظلوم، فما بالها اليوم، تصبح وسيطا مهانا، وطرفا مذللا، وشريكا في الجريمة؟

أيها الأحرار، لا تغرنكم المسلسلات والأفلام، ولا تلهكم الفضائيات والبرامج، فهذه وسائل تضليل وتغييب، تستخدم لإلهاء الشعوب عن قضاياها، وتشتيت أفكارها عن مصائرها، وتزييف وعيها بحقيقة ما يجري حولها.

إن العدوّ يتوغل في سوريا، ويحاصر غزة، ويهدّد الأمن القومي العربي، فهل نحن مدركون لخطورة الموقف، ومستعدون لمواجهة التحدي؟ إن الجميع يتحَرّك لمعركة وعد الآخرة، فهل نحن جاهزون لها؟ أم أننا سنظل غارقين في لهونا وسهونا وتقاعسنا، حتى يحل بنا ما حَـلّ بالأمم من قبلنا؟

فاتقوا الله، يا أولي الألباب، واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا، وتذكروا قوله تعالى: “إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم”.

وختامًا، أتوجّـه بندائي هذا إلى كُـلّ عربي حر، أن استيقظ من غفلتك، وتحرّر من وهمك، واعتمد على نفسك، وكن جزءا من التغيير، وساهم في بناء مستقبل أفضل لأمتنا فالأمانة عظيمة، والمسؤولية جسيمة، والوقت يمضي، ولا ينفع الندم. فلنستعد ليوم لا ينفع فيه مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم. والله ولي التوفيق.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com