أنت الرأس.. وهـم الأذناب

 

الشيخ عبدالمنان السنبلي

من يمثـل الأُمَّــة..؟

أُولئك الذين اجتمعوا في القاهرة في قمة طارئة وعاجلة لبحث خطة يعاقبون من خلالها المقاومة في غزة على تماسكها وثباتها وصمودها..

أم هذا الذي خرج محذرًا ومتوعدًا العدوّ الصهيوني باستئنـاف المواجهة في أربعة أَيَّـام إن هو لم ينفذ ما أتفق عليه في كُـلّ ما يتعلـق بالملـف الإنساني وإدخَال المسـاعـدات..؟

من يمثِّـل العــرب..؟

أُولئك الذين إن دعوا إلى قتـالٍ أَو مواجهـةٍ أَو نصـرةٍ أَو اتِّخاذ موقف مشرِّف قالـوا: إن بيـوتنا عـورة..

أم هـذا الـذي لـم يـخلع بعـدُ لامةَ الحـرب منـذ أن استـصرخته واستنصرته غزةُ أول مرة..؟

أُولئك الذين فتـحوا طريقـًا بريًّا إسعافيًّا لإغاثة وإنقاذ الكيـان العبري وتمرير المساعدات إليه..

أم هـذا الذي لم يتردّد في أن يحـاربَ العالـم كله؛ مِن أجلِ إدخَال وإيصال المساعدات إلى غزة..؟

أُولئك الذين صمتوا عن غزة دهرًا ونطقوا كفرًا..

أم هـذا الذي لم يصمُت أَو يغفل أَو يغض الطـرف لحظة واحدة عن غزة منذ بدء العدوان عليهـا..؟

ومن يمثـل غــزة..؟

أُولئك الذين لم يتحَرّك لهم طرفٌ إزاء تساقط أكثر من مِئة وعشرين ألف ما بين شهيد وجريح ومفقود في غزة..

أم هذا الذي لم يغمض له جفن طوال أكثر من خمسة عشر شهرًا وهو يحـاول ويحـاول جاهدًا إنقاذ ونصرة غزة..؟!

أخبروني يا بتـوع «الماكدونيز»..

أنا لا أتكلم سياسة هنـا..

ولا أدغدغ العواطف..

أنا هنا أخاطب العقـول..

إن كان لا يزال ثمة عقـول..

فسِر أبا جبريل..

سِرْ على بركة الله تعالى..

فنحن في زمن يشهد أكبرَ مفارقة عجيبة في التاريخ..

وأكبر مغالطة على مر العصور..

الأذناب يقدمونها رؤوسًا

والرؤوس يصورونها أذنابًا..

سر أبا جبريـل..

فأنت الرأس وهم الأذناب..

سِرْ، ولا تبتئسْ بما كانوا يصنعون.