تهديد السيد القائد للكيان الغاصب
أم المختار مهدي
قمم عُقدت، سلطات تجمعت، أعلام رُفعت، ساعات في القمة العربية انقضت دون الخروج بأي فعل قد يفيد غزة ووضعها المأساوي في شيء، هامات طُؤطئت، رايات نُكِّست، أخلاق شُطبت في القمة العربية الضعيفة ولا عجب؛ حَيثُ إن من باع دينه بدنياه، وباع إنسانيته بثمن بخس فظل يتفرج على الإجرام في غزة لأكثر من عام لا يُتوقع منه سوى ما يزيده انحطاطا ولدينه تنكرًا.
اليوم في خطاب السيد القائد عبد الملك الحوثي -يحفظه الله- أعاد السيد المعادلة من جديد ضد الكيان الغاصب أي: إن استمروا في إجرامهم الوحشي على غزة ستعود الحرب عليهم من جديد، وإن استمروا في حصار غزة فسيُفرض عليهم حصار البحر من جديد وهذا ما يخشى العدوّ حدوثه ويحاول عدم وقوعه، لهذا من المحتمل جِـدًّا أن يقف عند حدِّه؛ لأَنَّ غضب اليمن يعني الجحيمَ عليه.
خطاب لا يتجاوز ثلاث عشرة دقيقة كان أكبر أثرًا وأعظم إنجازًا من قمة طويلة الوقت قصيرة اليد، قائد واحد عاهد ووعد وأقسم على الوفاء وإن كان ثمنه الدماء موقفه أسمى وأرقى من موقف عشرات الزعماء والرؤساء والملوك والأمراء الذين يبحثون عن رضا الأمريكي والإسرائيلي على حساب شعوبهم، هدّد فيه الكيان المحتلّ بالحد من عجرفته والتنازل عن طغيانه وإجرامه مقابل سلامه وقد قرن التهديد بمدة الأربعة أَيَّـام.
إن تخلى العدوّ عن عنجهيته وعرف مصلحة نفسه سيكتفي دون أن ترجع عليه الأيّام بأس الله تعالى على أيدي اليمنيين، وإن تمسك بعتوه وعناده فسيكون بذلك قد فتح عليه أبواب الجحيم القادم، ولا بد أن العاقبة ستكون عليه شديدة وقاسية بقدر إجرامه وتفننه في القتل والتجويع والدمار.
قائدنا يهدّد بدلًا عن أن يندّد، يتخذ المواقف بدلًا عن المعاتبة، إن قال فعل، وإن وعد صدق وأوفى، لا مداهنة ولا تراجع ولا تنصل عن المسؤولية الدينية والإنسانية، يقف خلفه شعبٌ لو أمره بالسير على الأقدام نحو الكيان لما تردّد، عاشق للسلاح، ألف للساح، في سبيل الله لا يخاف لومة لائم.