غزة والخِذلانُ العربي

 

بشرى المؤيد

اجتمعت القمة العربية الطارئة وكما قلنا سابقًا نتيجة اجتماعهم “لا تغني ولا تسمن من جوع” بل بعد اجتماع قمتهم “حوصروا وطلب منهم نزع سلاح مقاومتهم مقابل إعمار مبانيهم المهدمة من قبل العدوان الظالم عليهم؛ فماذا سيفيد البناء ولا يوجد السلاح الذي سيحميهم؟

ازداد جوعهم وعطشهم فالذين نجوا من نيران العدوان لم ينجوا من الجوع والعطش في رمضان الكريم، فكيف سيكون صيامهم وَتسحرهم على بطون خاوية؟ لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

واليمن الكبير، والعظيم بمواقفه الإنسانية ككل مرة ما زال دم العروبة “يجري في دمه” يقف بمواقف مشرفة مع المظلومين وَالمستضعفين، وقد سمعتم قول الفصل في الخطاب من السيد القائد عبدالملك الحوثي -قائد الثورة اليمنية لثورة الـ٢١ من سبتمبر المجيدة “معكم أربعة أيام” وما “بعد الفرصة إلا غصة” كما قال الإمام علي كرم الله وجهه، وأنتم تعرفون قوله وَفعله إغلاق البحار معناه أنه سينتج عنها حصاركم كما تحاصرون “غزة”.

إن من يقف مع الشيطان لن يكون مواقفه وأفعاله وَأقواله إلا بالباطل وَسيؤدي بهم إلى الخزي والهزيمة في الدنيا والآخرة، ومن سيقف مع الله ورسوله لن تكون مواقفه وَأفعاله وأقواله إلا بالحق وَسيؤدي بهم إلى الرفعة والعلو والنصر في الدنيا وَالآخرة.

هي المواقف العملية والفعلية التي تشرف الإنسان وَمن تجعل الإنسان يقف المواقف الصحيحة، وكل يقيس على نفسه أفراد، جماعات، فئات، مجتمعات، دول تضع نفسها في الأمكنة التي تناسبها.

ما تعيشه غزة هو الخذلان بعينه من العرب وَالمسلمين، فالذل وَالهوان قد تسلل لقلوبهم؛ فأكثريتهم لا يعيشون “اليقين” الذي يستقر في القلب والتأكّـد بوعود الله في كتابه العزيز، “اليقين” الذي يجعل المؤمنين لا يشكون ولا يتردّدون، ولا تتذبذب مواقفهم، ولا تضعف أمام ضغوطات الأعداء، ونسي البعض أن الله فوق الجميع وَأن الله هو مدبر الأمور لكونه الواسع، هو سبحانه المسيطر على ملكوت ملكه، كل من في السماوات والأرض، يخضعون لحكمه بأمر “كن فيكون”.

إن ما يعيشه العرب هو بعدهم عن قرآنهم وكلام الله، مما سبب لهم هواناً وضعفاً وَهزائم نفسية، تجعلهم يمجدون وَيخافون ممن ليس لهم أمر ولا سلطان؛ فلا قدرة إلا قدرة الله سبحانه.

الحمد لله والشكر لله الذي جعل مواقف اليمن ثابتة لا تتغير ولا تتبدل، وهذه نعمة عظيمة منّها الله للقائد والشعب، فهم يشكلون لحمة واحدة، وَعصبة واحدة، ويداً واحدة؛ لا يستطيع أي أحد إضعافها إلا بأمره هو.

الحمدُ لله وَالشكر لله الذي ما زال “نبض العروبة” ينبض في قلوب اليمنيين بقائدهم الحكيم، فالنبض ما زال يغذي إخوتهم ويمدهم بطاقة معنوية بقول قائدنا: “لستم وحدكم فنحن معكم والله ناصركم ومؤازركم” وما النصر إلا من عند الله سبحانه.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com