نكث العهود.. سمةُ اليهود المتوارثة عبر التاريخ

 

فضل فارس

خلال شهر رمضان المبارك، يجب أن يركّز الإنسان على تزكية نفسه، وكسب التقوى، واستثمار روحانية هذا الشهر الفضيل كموسم إيماني يكتسب منه الروحانية والإيمان، ومن أبرز ما ينبغي علينا خلال هذا الشهر هو تعزيز التفاعل مع القضية الفلسطينية؛ باعتبَارها قضية المسلمين الجامعة، وترسيخ الوعي بأحقيتها، وفي الوقت ذاته، إدراك خبث اليهود ومكرهم ونقضهم للعهود، وهو أمر أكّـدت عليه آيات القرآن الكريم، الذي نتلوه ونتدبر معانيه في هذا الشهر المبارك، شهر العدل والإحسان.

قال الله تعالى:

{أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أكثرهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} [البقرة: 100].

اليوم، يواصل اليهود والصهاينة السير على نهجهم في نقض العهود ومخالفة الأحكام والشرائع الإلهية التي تأمر بالوفاء بالعهود والمواثيق بين الأمم والمعتقدات المختلفة. وهذه الأحكام الإلهية جاءت في جميع الكتب السماوية وعلى ألسنة الأنبياء، إلا أن اليهود كانوا دائمًا أول الناكثين بها.

ومثال ذلك ما نراه اليوم في الاتّفاق المعلن بين فصائل المقاومة الفلسطينية والكيان الصهيوني بشأن وقف إطلاق النار في غزة وإدخَال المساعدات الإنسانية. فعلى الرغم من توقيعهم عليه مرغمين ومستسلمين أمام العالم وبضمانة الوسطاء، إلا أنهم – وكما هي عادتهم المتوارثة – سرعان ما أخلّوا به؛ إذ أعلنوا بكل مكر واستهتار عن وقف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، إلى جانب استمرارهم في المراوغة وعرقلة تنفيذ بنود اتّفاق الهدنة.

وفي نهجهم التضليلي المعتاد، يحاولون تحميل المقاومة الفلسطينية المسؤولية الكاملة عن تعطيل وقف إطلاق النار، عبر حجج وذرائع واهية، هدفها الحقيقي هو إلحاق أكبر ضرر بالشعب الفلسطيني، مع السعي لإطالة أمد الحرب لتحقيق مكاسب سياسية، هي أشبه بمحاولة يائسة لإنقاذ غريق من الموت.

وهكذا، يظل الكيان الصهيوني يجسد حقيقة ثابتة أكّـدها القرآن الكريم: لا عهد لهم ولا ميثاق، وهذه سنة الله فيهم منذ الأزل.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com