رابطة علماء اليمن تحيي ذكرى غزوة بدر وفتح مكة وتدعو لتفعيل فريضة الجهاد أمام مؤامرات الأعداء

 

المسيرة: صنعاء

نظَمت رابطة علماء اليمن، الجمعة، بالجامع الكبير في صنعاء فعاليةً خطابيةً بعنوان “يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ”؛ إحياءً لذكرى غزوة بدر الكبرى وفتح مكة.

وفي الفعالية التي حضرها مفتي الديار اليمنية -رئيس رابطة علماء اليمن- العلامة شمس الدين شرف الدين، أشار أمين عام الرابطة العلامة طه الحاضري، إلى أهميّة إحياء ذكرى غزوة بدر وفتح مكة لاستذكار الدروس والعبر في واقع الأُمَّــة التي ما تزال تواجه الأعداء منذ عهد النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- حتى اليوم.

وأكّـد أهميّة اضطلاع أبناء الأُمَّــة بدورهم في إعداد العدة من القوة والسلاح لمواجهة العدوّ الذي يتربص بالأمة العربية والإسلامية للنيل منها واستهدافها بكل أشكال الحرب، بما فيها الحرب الناعمة لسلخها عن الهُوية والعقيدة وطمس معالم الدين والتاريخ الإسلامي.

وقال: “مع السلاح لا بُـدَّ من الموقف الإيماني والأخلاقي والإنساني، وموقف اليمن الذي أعلنه السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، لم يكن في حسبانهم ولا توقعاتهم، خَاصَّة بعد أن ظن الأعداء أن معركة “طوفان الأقصى”، انتهت وفاز المجرم ترامب وسقط النظام السوري، ومع الجرح الذي أصاب حزب الله والمقاومة العراقية”.

ولفت العلامة الحاضري، إلى أن “موقف السيد القائد حفظ للأُمَّـة كرامتَها ورجّح على مواقف القمة العربية، التي خرجت بتوصيات يمكن وصفها بالميتة”، مُشيرًا إلى الدور المخزي الذي يلعبه بعض زعماء العرب، مؤكّـدًا أن “ما يخيف الأعداء ويزعجهم، هو الإعداد العسكري، والتنظيم والتسليح والتخطيط”.

بدوره أكّـد عضو المكتب التنفيذي لأنصار الله الدكتور حمود الأهنومي، أهميّة قراءة التاريخ وسيرة المصطفى -صلى الله عليه وآله وسلم- لما فيه خير الأُمَّــة، والاستفادة منه في واقعها الذي هو امتداد لواقع تاريخي.

وتطرق إلى أن “قريش بلغ أوج عدائها وإعاقتها لمسيرة الإسلام حَــدّ مستوى التآمر على حياة الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام، مع إدراكهم بأن رسالة الإسلام تحرّر الإنسان وتفصله عن كيان الطاغوت وتبني حياته على أَسَاس مستقل ومتحرّر يعتمد على توجيهات الله تعالى”.

وشدّد الأهنومي على ضرورة تفعيل فريضة الجهاد في سبيل الله لقطع دابر الكافرين والمشركين والمنافقين، مؤكّـدًا أن غزوة بدر أثبتت المدد والتدخل الإلهي لرسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- والمسلمين.

وبيّن أن معركة غزوة بدر نقلت المسلمين نقلة نوعية حتى سُمِّيت بيوم الفرقان وأصبح المسلمين قوة لا يستهان بها، وشجَّعت الكثير على الالتحاق بهم، مؤكّـدًا افتقارَ المسلمين اليوم إلى الله تعالى، وانشدادهم إليه، والوثوق بوعده في الانتصار على قوى الطاغوت.

بدوره، أشار عضو رابطة علماء اليمن الشيخ مقبل الكدهي، إلى الدروس والعبر المستفادة من فتح مكة، خَاصَّة العفو والتسامح والصفح عمن آذوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

وذكر الشيخ الكدهي، أن “النبي صلى الله عليه وآله وسلم، كانت أعماله مرتبة ومنظمة وترمي إلى مغزى وليست عشوائية حتى في هجرته عليه الصلاة والسلام، كانت في رأسه أربع ركائز، الركيزة الأولى عقَدية بتأسيس المسجد، والركيزة الثانية اجتماعية تمثلت في المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، والركيزة الثالثة اقتصادية تمثلت في إقامة سوق للمسلمين ومقاطعة سوق بني قينقاع، والركيزة الرابعة سياسية وثّق لها وثيقة المدينة كأول دستور في الإسلام”.

ودعا بيان صادر عن الفعالية “أبناء الأُمَّــة الإسلامية، ولا سيَّما العلماء والدعاة والخطباء إلى إحياء سيرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، الجهادية وتوظيفها التوظيف الصحيح في التعبئة ضد أمريكا و”إسرائيل” ودول الاستكبار المساندة لها”.

وحثَّ البيانُ العلماءَ إلى الامتثال للأمر الإلهي للنبي الكريم عليه الصلاة والسلام، بالتحريض على قتال الأعداء، معتبرًا “الجهاد في سبيل الله صمامَ عزة الأُمَّــة وكرامتها واستقلالها وحريتها وهو فريضة دينية وواجبٌ شرعي ومبدأ إسلامي وضرورة واقعية”، محذرًا من خطورة المرجفين والمثبطين الذين يمثلون الطابور الخامس للعدو.

وبارك البيان قرار السيد القائد بإسناد غزة والوقوف معها عسكريًّا وسياسيًّا وإعلاميًّا، معتبرًا “قرار منع مرور السفن الإسرائيلية حكيمًا وموقفًا وصائبًا ومرضيًا لله تعالى، ومخرجًا لليمن من دائرة الخزي والسخط والعقوبات الإلهية التي ستطال المتخاذلين والمتواطئين”.

وشدّد على وجوب وحتمية الإعداد في كُـلّ مجالات القوة والردع للعدو الأمريكي، والإسرائيلي مع الاستعانة بالله والتوكل عليه والثقة المطلقة بنصره وتأييده، والحرص على الأخذ بأسباب وعوامل النصر والتمكين المعنوي والعملي.

وأدان البيانُ حالةَ الصمت والهوان واللا مبالاة للأنظمة العربية وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي إزاء حرب الإبادة والتجويع في غزة، محمِّلًا إياهم مسؤولية إدخَال الغذاء والدواء إلى غزة وإنقاذ مليونَي مسلم من الموت، مندِّدًا بالموقف المخزي للجماعات التكفيرية من غارات العدوّ الإسرائيلي وتوغّله في الأراضي السورية، والمجازر التي ارتكبتها بحق السوريين، خَاصَّة في الساحل السوري.

 

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com