14 يومًا على إغلاق المعابر.. الكارثة الإنسانية تتفاقم في غزة

في انتهاك إضافي لوقف إطلاق النار في غزة.. 9 شهداء بينهم صحافيان في غارة للاحتلال

 

المسيرة | متابعات

لليوم الـ 14 على التوالي، وما تزال سلطاتُ الاحتلال الصهيوني تعمّق الكارثة الإنسانية في القطاع عبر مواصلة إغلاق “معبر كرم أبو سالم” جنوب شرقي قطاع غزة، وتمنع إدخَال المساعدات والبضائع والوقود.

ومع استمرار إغلاق المعابر وتشديد الحصار باتت تداعياته الإنسانية تظهر في القطاع المنكوب، وهناك مؤشرات واضحة لعودة شبح المجاعة وانعدام الأمن الغذائي، ويفاقم استمرار إغلاق المعابر الوضع الإنساني ومعاناة أكثر من مليونَـــي فلسطيني، في ظل نقص السلع الأَسَاسية والوقود والمستلزمات الطبية.

ويتهدّد خطر الموت حياة آلاف المرضى والجرحى؛ بسَببِ نقص العلاج وانهيار المنظومة الصحية، ومنع دخول الأدوية والمستلزمات الطبية.

وتسبب إغلاق المعابر بانعدام الأمن الغذائي وفقدان 80 % من الفلسطينيين، مصادرهم للغذاء سواء بتوقف “التكيات الخيرية” أَو توقف صرف المساعدات من الجهات الإغاثية لعدم توفر المواد التموينية والغذائية، وخلو الأسواق من هذه السلع.

وأشَارَ مكتب الإعلام الحكومي في غزة، إلى تأثر كميات الخبز للمواطنين بعد توقف 25 % من مخابز قطاع غزة عن العمل، وقرب توقف أعداد أُخرى؛ بسَببِ نفاد الوقود، حَيثُ يعاني القطاع من شح كبير وأزمة خانقة في مياه الاستخدام المنزلي، وأزمة أكبر في مياه الشرب؛ بسَببِ منع الوقود الذي تُشغل به الآبار ومحطات التحلية.

وبات 90 % من سكان غزة لا يجدون مورد مياه واضطرار البلديات لتقنين تشغيل الآبار، حفاظًا على ما هو متوفر من وقود ولضمان إيصال المياه للمواطنين أطول فترة ممكنة.

وَأَضَـافَ الإعلام الحكومي أن توقف برامج فتح الشوارع وإزاحة الركام والنفايات في غالبية البلديات للاستفادة من كميات الوقود في تشغيل آبار المياه، يعني معاناة مضاعفة للمواطنين ومكاره صحية وبيئية ستترك أثرًا كارثيًّا، لا سيَّما مع ارتفاع درجات الحرارة حَـاليًّا.

وفي ظل شح الوقود، اضطر الغزيون للعودة إلى استخدام الحطب في طهي الطعام بدلًا من غاز الطهي، ما يؤثر على الصحة والبيئة بشكلٍ خطير، ويتسبب في ازدياد المصابين بأمراض الجهاز التنفسي، كما تتضاعف معاناة نحو 150 ألف من المرضى المزمنين والجرحى الذين لا يجدون الدواء أَو المستهلكات الطبية لمداواتهم.

وأكّـد الإعلامي الحكومي أن ‏هذه المؤشرات تعكس صورة مما يواجهه أكثر من 2.4 مليون إنسان داخل قطاع غزة، بعد أن قرّر الاحتلال أن يقتلهم ببطء؛ فأحكم حصارهم ومنع عنهم كُـلّ مقومات الحياة وجعل من غزة سجنًا كَبيرًا.

‏وحذر من أن الساعات القادمة ستحمل معها المزيد من تدهور الواقع الإنساني المنكوب على الصعيد المعيشي والصحي والبيئي، مع ترسخ المجاعة وانعدام الأمن الغذائي والمائي، وانهيار المنظومة الخدماتية والصحية بشكل شبه تام.

إلى ذلك، استشهد 9 مواطنين فلسطينيين بينهم صحفيون، السبت، بقصفٍ صهيوني استهدف مجموعة من العاملين بمؤسّسة خيرية، في “بيت لاهيا” شمالي قطاع غزة.

وأحدثت جريمة العدوّ الصهيوني هذه سيلًا من الإدانات والاستنكارات من جهات فلسطينية وعربية مختلفة، والتي أكّـدت وجود نية للاحتلال لنقض وقف إطلاق النار الذي يستمرّ في انتهاكه في غزة.

وأشَارَت البيانات إلى أنّ “هذه الجريمة هي استكمال لحرب الإبادة الممنهجة التي يشنّها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، والذي يسعى إلى طمس حقيقة ما يجري في غزة”، داعيةً المعنيّين إلى اتِّخاذ مواقف جادة للضغط على الاحتلال لإلزامه بإيقاف انتهاكاته.

في السياق، أفادت مصادر إعلامية بارتفاع عدد الشهداء الصحفيين إلى (206 صحفيّين وصحفيات) منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على القطاع، بعد الإعلان عن استشهاد الزميلة الصحفية “آلاء أسعد هاشم” التي ارتقت شهيدة السبت، متأثرة بإصابتها بقصفٍ صهيوني سابق.

بدوره؛ قال المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة “إسماعيل الثوابتة”: إنّ “استهداف المدنيين العُزّل، خَاصَّة أُولئك الذين يعملون في خدمة الإنسانية وتقديم المساعدة للنازحين والمشردين، يُشكّل انتهاكاً صارخًا للقانون الدولي والإنساني”.

ومن جانبها، وفي بياناتٍ متفرقة -تابعتها صحيفة المسيرة- قالت فصائل الجهاد والمقاومة الفلسطينية: إنّ “المجزرة المروعة التي ارتكبها جيش الاحتلال، في بلدة بيت لاهيا، السبت، تعدّ استمراراً لجرائم الحرب، وتصعيدًا خطيرًا، وتعكس نيّته الانقلاب على اتّفاق وقف إطلاق النار”.

وشدّدت على أنّ “هذا التصعيد الإجرامي، وما يُرافقه من قتل متعمّد وقصف همجي في مختلف مناطق القطاع، يؤكّـد تعمّد الاحتلال تخريب أي فرصة لاستكمال تنفيذ الاتّفاق وتبادل الأسرى، في تحدٍّ سافر للوسطاء والمجتمع الدولي”.

ورأت أنّ تصاعد جرائم الاحتلال، والتي أودت بحياة أكثر من 150 شهيدًا منذ بدء سريان وقف إطلاق النار في يناير الماضي، يضع الوسطاء الضامنين، والأمم المتحدة، والأطراف المعنية كافة، أمام مسؤولياتهم السياسية والقانونية لوقف هذه الجرائم البشعة.

في السياق، وضمن الانتهاك المُستمرّ لوقف النار، أطلقت زوارقُ الاحتلال الحربية نيرانَها بشكل مكثّـف في بحر غزة وسط القطاع، بينما استهدفت طائرة “كواد كابتر” للاحتلال منطقة حي “تل السلطان” غربي مدينة رفح.

وأفَاد جهاز الدفاع المدني في غزة بأن طواقمه ولليوم الثاني على التوالي تقوم بنقل جثامين 13 شهيدًا، بينهم 3 مجهولو الهوية، تم دفنهم داخل أسوار مجمع الشفاء الطبي في غزة خلال حرب الإبادة.

ونقل الجهاز مساء الجمعة، بالتعاون مع الطواقم الطبية التابعة لوزارة الصحة والأدلة الجنائية في جهاز الشرطة جثامين 48 شهيداً، تم دفنهم داخل أسوار مجمع الشفاء الطبي بغزة خلال حرب الإبادة الإسرائيلية.

وبحسب آخر حصيلة أعلنتها وزارة الصحة في قطاع غزة؛ جراء حرب الإبادة الجماعية، ارتفع عدد الضحايا إلى 48543 شهيدًا و111981 جريحًا منذ السابع من أُكتوبر 2023م.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com