من بدر إلى اليمن.. النصر وعد إلهي للصابرين

 

شاهر أحمد عمير

مع كُـلّ تصعيد عسكري، تسعى أمريكا وأدواتها إلى تضخيم هجماتها وتصويرها على أنها ضربات حاسمة، متجاهلة حقيقة ثابتة في كتاب الله: ﴿لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ﴾. فالتاريخ يشهد بأن القوة وحدها لا تصنع النصر، وأن إرادَة الشعوب أقوى من ترسانات الطغاة، وأن العاقبة دومًا للمتقين.

ونحن اليوم على أعتاب ذكرى غزوة بدر الكبرى، نستذكر كيف واجه المسلمون الأوائل تحالف اليهود والنصارى وكفار قريش، وهم قلة في العدد والعدة، لكنهم كانوا مؤمنين بعدالة قضيتهم، فكان النصر حليفهم، وولّى الأعداء الأدبار مهزومين. واليوم، يخوض الشعب اليمني مواجهة مماثلة ضد قوى الهيمنة والاستكبار العالمي، متسلحًا بالصبر والإيمان، مستلهمًا من بدر دروس الثبات والانتصار.

لقد خاضت أمريكا حروبًا كثيرة، لكنها لم تحصد سوى الفشل والخسائر. في فيتنام، العراق، أفغانستان، واليوم في فلسطين واليمن، أثبتت الأحداث أن العدوان لا يدوم، وأن أصحاب الأرض هم المنتصرون في النهاية. فماذا جنت أمريكا من تدخلاتها سوى الفوضى والهزائم المتكرّرة؟

القصف الجوي والحصار لا يمكن أن يكسر إرادَة الشعوب، بل يزيدها صمودًا. فالشعب اليمني، رغم الحصار والعدوان، ظل ثابتًا على مواقفه، مؤمنًا بحقه في الدفاع عن أرضه وحريته. أمريكا ليست سوى قشة تحاول البقاء عائمة وسط أمواج المقاومة المتصاعدة، لكنها تدرك أنها عاجزة عن تحقيق أهدافها أمام صمود المؤمنين.

في هذه الأيّام المباركة، نجدد ولاءنا وثباتنا مع حفيد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، السيد القائد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي، حفظه الله، ونعاهد الله أن نظل على طريق الجهاد حتى يتحقّق النصر المؤزر. فكما انتصر المسلمون في بدر، وكما سقطت قوى الطغيان على مر العصور، فَــإنَّ الظالمين اليوم إلى زوال، والنصر حتمي بإذن الله.

﴿وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com