اليمن في قلب المعركة.. لا تراجع حتى النصر!
عبد الغني حجي
الشعب اليمني وقيادته موقفهم واحد، صوتهم واحد، وقرارهم واحد: الوقوف مع غزة حتى يتحقّق النصر، مهما كانت التضحيات، لقد أعلنها السيد القائد بكل وضوح: لن نكون جزءًا من معادلة الصمت والخنوع، ولن نقبل أن تعيش غزة تحت النار بينما ينعم الآخرون بالأمن والرفاهية ومعادلة اليمن واضحة وحاسمة: إما أن تعيش غزة كما يعيش العالم، أَو أن يعيش العالم كما تعيش غزة، ولن نحيد عن هذا الخيار مهما كانت التحديات ومهما بلغ حجم العدوان.
لقد اختار اليمن، بقيادته وشعبه، طريق العزة والإباء، طريق المواجهة والصمود، ولن تستطيع أي قوة في العالم أن تجبره على التراجع، لا بالحصار، ولا بالقصف، ولا بالترغيب أَو التهديد والقصف لن يثني عزائمنا، والحصار لن يكسر إرادتنا، والتصعيد الأمريكي لن يحقّق أهدافه، بل سيجد أمامه شعبًا لا يعرف الخضوع، وقيادةً لا تساوم على المواقف، وقد أثبت اليمنيون أن لديهم القدرة على تغيير المعادلات الكبرى، وأن الشرق الأوسط لن يكون بعد اليوم ساحة مفتوحة للهيمنة الأمريكية، بل سيكون مقبرة لأحلامها ومشاريعها الاستعمارية.
نحن نثق بالله ونعتمد عليه، وبهذا الإيمان الراسخ نمضي في معركتنا، ونعلم أن النصر قادم، وأن المستضعفين هم من سيسودون الأرض، ستُهزم أمريكا في المنطقة بأيدي اليمنيين، كما هُزمت في أماكن أُخرى، وسيدفع العدوّ ثمن عدوانه غاليًا، وسيُقابل التصعيد الأمريكي بالتصعيد، والعدوان لن يمر بلا رد، والحصار على غزة لن يُرفع إلا بالقوة. لن يكون هناك تراجع، ولن يكون هناك توقف حتى يتحقّق الهدف المنشود، وحتى يعلم العدوّ أن هذه الأُمَّــة لم تُخلق لتُستعبد، ولم تُخلق لتُحاصر، وإنما خُلقت لتكون حرةً عزيزةً أبيةً، لا تخضع إلا لله وحده.
اليمن، بشعبه الحر وقيادته الحكيمة، رفض أن يكون جزءًا من معادلة الذل، وقرّر أن يكون في طليعة المواجهة، حَيثُ لا مجال للتراجع، ولا مكان للحياد، نحن اليوم في موقع القوة بالله تعالى، لا نطلب إذنًا من أحد، ولا نخشَى أحدًا، فنحن أصحاب الحق، ومن كان مع الحق كان النصر حليفه، ولو اجتمع عليه الطغاة والمستكبرون جميعًا، ولن تهزنا صواريخهم، ولن ترهبنا حاملاتهم، ولن تُضعفنا تهديداتهم، فهم أضعف من أن يكسروا إرادَة شعبٍ نهل من العزة، وتربى على الكرامة، وصمد أمام أعتى التحالفات العالمية لسنوات طويلة ولم ينحنِ.
أمريكا وأدواتها في المنطقة يراهنون على القصف والحصار، يظنون أن ذلك سيجبر اليمن على التراجع، ولكنهم لم يدركوا بعد أن القصف لا يحقّق نصرًا، وأن الحصار لا يخضع الأحرار، وأن كُـلّ عدوان لن يزيد اليمن إلا بأسًا، ولن يدفعه إلا لمزيد من الصمود والتصعيد، لقد اختاروا المواجهة، وسيندمون على ذلك؛ لأَنَّ القادم سيكون أكثر إيلامًا لهم، وأشد وقعًا عليهم، وما رأوه حتى الآن ليس إلا البداية.
نحن أُمَّـة لا تضعفها المحن، بل تصنع منها وقودًا للانتصار، سنظل على عهدنا مع غزة، ومع كُـلّ مستضعف في هذه الأرض، لن نتركها وحدها ولن نخذلها، ولن يكون هناك سلام ولا استقرار حتى تتوقف آلة القتل والحصار، وحتى يعود الحق إلى أهله، وحتى تُكسر هيمنة أمريكا وأدواتها في المنطقة، إن أمتنا اليوم أمام لحظة فاصلة، واليمن هو الرمح الذي يمزق أوهام الهيمنة، ويعيد رسم موازين القوى.
لن ينفعهم التهديد، ولن تجديهم مناورات السياسة، فقد انتهى زمن الهيمنة المطلقة، وبدأ زمن الشعوب الحرة التي تصنع مستقبلها بإرادتها، لا بإملاءات المستكبرين، والقادم أعظم، واليمن ماضٍ في طريقه، وكل طلقة يطلقها عدونا ستعود إليه أضعافًا مضاعفة، ولن يكون هناك تراجع، ولن يكون هناك توقف حتى تتحقّق الأهداف كاملة، وحتى يُرفع الحصار عن غزة، وحتى تنهار المشاريع الاستعمارية تحت ضربات الأحرار، وإن غدًا لناظره قريب!