العدوان الأمريكي.. والإصرار اليمني

 

محمُد يحيى فطيرة

في اعتداء جديدٍ يؤكّـد الوجه الحقيقي للسياسة الأمريكية القائمة على الهيمنة والاستكبار، شنت الولايات المتحدة عدوانًا غاشمًا على بلادنا، أمس، في محاولةٍ يائسةٍ لكسر إرادَة شعبٍ لا يعرف الخضوع.

لم تكن هذه الضربة سوى حلقةٍ جديدة في سلسلة طويلة من الاستهداف الذي يطال اليمن أرضًا وإنسانا، لكنها لن تزيد الشعب اليمني إلا صلابةً وإصرارا على مواجهة الطغيان الأمريكي بكل الوسائل الممكنة.

إن هذا العدوان يأتي في سياق حربٍ معلنة على الشعوب الحرة، التي ترفض الوصاية والتبعية، وتسعى لنيل استقلالها الكامل؛ فاليمن الذي وقف في وجه التحالف المدعوم أمريكيًّا طوال السنوات الماضية لن يتراجع اليوم وهو أكثر قوةً وخبرةً وقدرةً على الرد، بل إن هذه الجرائم لن تؤدي إلا إلى مزيدٍ من الاصطفاف الشعبي والتلاحم الوطني لمواجهة الغطرسة الأمريكية، والاستمرار في دعم القضية الفلسطينية، وَالتي تمثل بوصلة الأحرار في كُـلّ مكان.

وفي هذا السياق يؤكّـد الشعب اليمني أن موقفه من القضية الفلسطينية ثابتٌ لا يتغير، فكما واجه العدوان الأمريكي بالأمس، سيواصل دعم وَإسناد غزة بكل ما أوتي من قوة، ولن تكون هذه الاعتداءات سببًا في تراجع الموقف اليمني الداعم للمقاومة الفلسطينية التي تخوض معركة العزة والكرامة ضد الاحتلال الصهيوني؛ فالأمريكيون مهما حاولوا لن يتمكّنوا من ثني اليمن عن موقفه المبدئي من نصرة فلسطين، ومواجهة الاحتلال الصهيوني وأدواته.

إن هذا الإصرار الأمريكي على العدوان، يثبت أن واشنطن تشعر بالإحباط أمام صمود الشعب اليمني، الذي بات رقمًا صعبًا في المعادلة الإقليمية، بل وأصبح تأثيره واضحًا في تغيير موازين القوى، بما يخدم القضايا العادلة للأُمَّـة، وَإنّ هذا الصمود الأُسطوري هو ما جعل العدوّ يلجأ إلى التصعيد العسكري، في محاولةٍ بائسة لفرض معادلات جديدة، لكن هيهات؛ فالشعب الذي واجه القصف والحصار لسنواتٍ، لن ترهبه صواريخ المعتدين، بل سيزداد يقينًا بأن المواجهة هي السبيل الوحيد لنيل الحرية والاستقلال الكامل.

إننا اليوم أمام مرحلةٍ فارقة تتطلب مزيدًا من الوعي والصمود والتلاحم؛ فالمعركة التي يخوضها الشعب اليمني ليست معركة تخصه وحدهُ؛ بل هي جزءٌ من معركة الأُمَّــة ضد الاستكبار الأمريكي والصهيوني، وما يحدث في اليمن وفلسطين ولبنان والعراق وسوريا ليس إلا حلقات مترابطة في مواجهة مشروعٍ استعماري يهدف إلى إبقاء شعوبنا تحت وطأة الهيمنة والاحتلال، لكن الشعوب الحية ترفض الخضوع، وستظل تقاوم حتى تحقيق النصر بإذن الله.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com