اليمن.. طوفانُ العزم وإعصارُ الانتقام
عدنان ناصر الشامي
أيها الطغيان الأمريكي، كلما صببتم نار حقدكم، ازداد اليمن بأسًا، وزاده الله صلابةً وألقاه عليكم جمرةً تحرقُ جبروتكم وتلتهمُ أحلامكم الواهمة. وكلما ظننتم أن غاراتكم ستكسر عزيمته، خرج من تحت الركام أصلب من الفولاذ، وأشد على أعدائه من الطوفان!
تظنون أن القصف سيُرهقه ويمنعه عن نصرة غزة وفلسطين، أن الحصار سيجعل رايته تخبو، أن التآمر سيُضعفه.. لكنكم لم تدركوا بعد أن اليمن لا يُقهر، بل يُصقل بالمحن!
كل صاروخٍ تطلقونه عليه، يُنبت في أرضه جبلًا من العزم، وكل قطرة دمٍ تُسفك، تتحوّل إعصارًا يزلزل عروشكم الهشّة. لا تخوضون حربًا، بل تحفرون قبوركم بأيديكم! كُـلّ قنبلةٍ تلقيها طائراتُكم، توقّع على وثيقة زوالكم، وكلُّ بيتٍ تدمّـرونه، يرفع في أنقاضه راية الانتقام! وكل شهيدٍ يسقط، يُشعل جذوة المقاومة التي لن تخمد حتى تُزال هيمنتكم من الوجود.
وكلما ارتفع الدخان في سمائها، اشتدّ اللهب في صدور رجالها، وكلما أمعنتم في العدوان، اشتدّت قبضتهم على الزناد، وأكثروا لكم المفاجآت التي لن تحسبوا لها حسابًا!
اليمن لا يُرهَب، ولا يبيع قضيته، ولا يتراجع عن واجبه. وغزة ليست وحدها، فكما دكَّ اليمن أوكاركم في البحر، ستلاحقكم عواصفه في كُـلّ مكان، حتى تدركوا أنكم لم تفتحوا على أنفسكم مُجَـرّد حرب، بل أبواب الجحيم ذاتها! مباركٌ لكم دخولكم إليها!
هذه الأرض مذ كانت، وهي تُسقط الغزاة، من الأحباش إلى العثمانيين، من البريطانيين إلى السعوديّة، واليوم أمريكا تركب حماقتها متوهّمةً أن مصيرها سيكون مختلفًا! لكن كُـلّ من وطأ هذه الأرض محتلّا، خرج منها ذليلًا منكس الرأس، ومن ظنّ أنه قادر على ترويض اليمن، وجد نفسه بين أنياب الإعصار!
استمرّوا.. لكن لا تلوموا إلا أنفسكم!
أطلقوا صواريخكم، أشعلوا نار حقدكم، حاصروا، وتآمروا.. لكن حينما ترتدُّ عليكم شراراتُ جريمتكم، لا تتساءلوا برعب: كيف أصبحنا نحن الهدف؟!
سيأتي اليوم الذي تصبح فيه طائراتُكم حُطامًا يتهاوى، وبوارجُكم أشلاء تطفو على سطح البحر، ومصالحُكم في الشرق الأوسط تتلاشى، وهيمنتُكم التي جثمت لعقودٍ تزول، فتبحثون عن مهربٍ فلا تجدون!
تلك سننُ التاريخ.. فمن عادى اليمن، سقط في غيابات الفناء، ومن ظنّ أنه قادرٌ على كسر إرادته، وجد نفسه تحت أنقاض هيبته المهشّمة!
والنصر آتٍ لا محالة، والنصر قريب.. والفتح الموعود يلوح في الأفق!