يوم الفُرقان
زكريا الغرسي
عندما تسمع السيد القائد وهو يتحدث عن المواجهة البحرية مع العدوّ واستهداف حاملة الطائرات الأمريكية، وعندما تستحضر في ذهنك أَيْـضًا غزوة بدر الكبرى في عهد الرسول (صلى الله عليه وآله) في السابع عشر من رمضان (في السنة الثانية للهجرة)، يتبادر إلى ذهنك أن المواجهة اليوم هي ذاتها، لا فرق إلا في الزمان والمكان.
من فضل الله علينا في هذا العصر أن نحيي هذه الذكرى، وأن يحييها الجيشُ اليمني والقوات المسلحة اليمنية والقوة الصاروخية والطيران المسيّر في الواقع العملي استجابة لله وجهادًا في سبيله ونصرةً للمستضعفين في فلسطين، وَقتالًا للعدو في البحر، بالإضافة إلى الخروج الشعبي والجماهيري لتجديد العهد والولاء للرسول، ولعلَم الهدى في هذا العصر السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي (يحفظه الله)، فالشعب اليمني وأحفاد الأنصار اليوم يردّدون كما قال الأنصار للرسول (صلى الله عليه وآله): “والله لا نقول لك كما قال بنو إسرائيل لموسى: اذهب أنت وربك فقاتلا، بل نقول: اذهب أنت وربك فقاتلا إنَّا معكم مقاتلون، سر بنا يا رسول الله، والله لو خضت بنا هذا البحر لخضناه معك” في موقف الحق والعدل، وعلى الطريق المستقيم الذي أرسل الله رسوله به. والرسول هو القُدوة والأسوة لنا في هذه المعركة: {لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا، وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَٰذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ۚ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا} [سورة الأحزاب: 21-22].
مواجهة الطغيان والكفر والظالمين والمجرمين في هذا العالم فضل من الله علينا، قال تعالى: (ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ). يجب أن يكون هناك في هذه المعركة موقف إيماني وجهادي عظيم وقوي يمثل الإسلام، ويقدم نموذجًا رائعًا لعظمة الإسلام وعزته أمام الأعداء، كما نصر الله رسوله والمؤمنين في غزوة بدر الكبرى، ويحق الحق والعدل وتعلو كلمة الله. هذا ما يجسده أحفاد الأنصار اليوم أمام مرأى ومسمع العالم، وهو مسؤولية وواجب ديني. المسؤولية على الأُمَّــة جمعاء، أن تقف كواجب ديني وإسلامي ومبدئي وأخلاقي وإنساني مع إخوانهم في فلسطين، أمام ما يفعله العدوّ من تجويع وحصار للشعب الفلسطيني. للأسف، ورغم التخاذل والتنصل والسكوت، إلا من رحم الله، بل ويسعون لدعم العدوّ بكل الوسائل، والتطبيع معه، والتآمر على أبناء أمتهم. هؤلاء لن ينجوا من عذاب الله، وسيصيبهم الله بما لم يكن في الحسبان؛ بسَببِ تخاذلهم. والعاقبة للمتقين.