عيد الغدير قد ينقذ الأُمَّة من الواقع المرير
عيد الغدير قد ينقذ الأُمَّة من الواقع المرير
نوح جلاس
ما تعيشه أمتنا العربية والإسْـلَامية من واقعٍ مريرٍ كفيلٌ بأن يدفعنا إلى معرفة الأسباب والخلفيات التي أوصلتنا إلى هذا الحد، وما هو الذنب الذي اقترفناه حتى أَصْبَـحنا أمةً تُقتَّل في جميع بلدانها، وما هو المنهج الذي سلكناه حتى صرنا نُحارَب باسم القومية العربية والإسْـلَامية.
بالتأكيد ما أوصلنا إلى هذا الواقع هو أننا تركنا السفينة التي أُمرنا بأن نمشي على ركبها، وركبنا سفينةً أُخْرَى لم تكن جديرة بأن تحملنا جميعاً كي نُبحر أُباةً أعزاء في كُلّ بقاع الدنيا.
نحن نعيش هذا الواقع بكل مراراته بسبب كُلّ أولئك الذين تقافزوا إلى السلطة وقيادة الأُمَّة متجاهلين كُلّ الأوامر الإلهية التي قد رسمت لهم من هو الجدير بقيادة الأُمَّة، وذلك لما يحمله من مؤهلات دينية تحمل معها مشروع عزة وكرامة لهذه الأُمَّة التي وُجدت عزيزة وشامخة.
وهذا التهافت على السلطة ليس وليد اليوم أَوْ الأمس، بل هو حاصل منذُ أن تركنا قائد البشرية صلوات الله عليه وعلى آله الأطهار.
ذاك القائد الذي رسم لنا المنهج الذي نمشي عليه ودلّنا على المركب الذي يجب أن نمتطيه.
وها نحن نعيش على أعتاب الذكرى التي فيها وقف قائد البشرية صلوات الله عليه وعلى آله الأطهار أمام جموعٍ من المؤمنين يوصيهم من هو قائدهم والمولى الذي يجب أن يتولوه ومن هو الذي يجب أن يتولوا عنه.
إنه عيد الغدير، ذاك العيد الذي يجب أن تحييه هذه الأُمَّة كي تتمكن من معرفة قائدها الحقيقي الذي هو كفيل بأن ينقذها من المستنقع الذي علقت فيه.
لأن هذا العيد يعتبر بوصلة ذو اتجاهين متضادين، الاتجاهُ الأول يشير إلى معرفة من نتولى، والاتجاهُ الآخر يشير إلى معرفة من نعادي ولمن نتصدى.
ولأن أُمتنا بكل أطيافها وفي كُلّ بلدانها أَصْبَـحت تتخبط في ظلام التبعية العمياء لأنها فقدت الخارطة الحقيقية التي توصلها إلى النعيم والهناء، واستدلت بخارطةٍ أوصلتها إلى الجحيم وجعلتها تمشي في ذنَب المارين، لذلك يجب عليها أن تستعين بماضيها الكفيل بإنقاذها؛ لأن فيه العبر والدروس الذي يعتبر قبلة يأوي بها إلى واقعٍ تكون فيه من الأعزة الشامخين.
فإحياء هذه الذكرى العظيمة قد ينفخ فيها روح الموالاة الحقيقة للأولياء الجديرون بالتولي، ويصنع فيها النزعة العالية لمحاربة أعدائها الذين تجرعت منهم الويلات، فما أحوج الأُمَّة لمعرفة قائدها المنقذ لها، وما أحوجها لمعرفة عدوها اللدود الذي عمل على إخضاعها وإذلالها.