الرويشان كنموذج للمثقف المعاق الذي يرى العالم كوما من الديدان
بقلم: عبدالملك العجري
رواية خالد الروشان للتاريخ اليمني هي رواية المثقف المازم الذي يسقط تشوهاته النفسية على للتاريخ والوقائع الاجتماعية ,الحبيس لانطباعاته الذاتية وعقد الاضطهاد فيشعر أنه ضحية الزمان ويربط بين الماضي والحاضر بطريقة سحرية مؤسطرة .
خالد الرويشان لا يرى في الف عام من تاريخ اليمن الا بركة اسنة مليئة بالديدان والجهل اما الحوثيون فيمثلون خلاصة قصة الالف عام الدامية الطويلة. بدايةً ونهاية. .سببا ونتيجة رغم تغيرات العالم وشعوبه. . وتقدم الانسان ووصوله للقمر والمريخ..على حد وصفه ..
اذا الوزير المثقف لا يرى في الحوثيين الا تكرارا رثا للماضي او كمقذوف فضائي خارج الزمان اقتحم حياتنا واقف الة الزمن وعطل نواميس التطور ومنع الوزير المثقف من الوصول الى القمر او حتى المريخ !!!!
حسنا :
لنفترض ان الاف عام بركة اسنة مليئة بالديدان وتاريخ من الجهل كما يقول الوزير المثقف ,فهل لسعادته ان يخبرنا وكيف استطاع هذا التاريخ ان ينتج هذا التراث الغني والعقلاني في شتى المجالات الدينية والفلسفية والتاريخية والطب والمساحة والجغرافيا والفلك وان ينجب علماء فطاحلة أمثال لطف الله بن محمد الظفيري اليمني والمهلا بن سعيد الشرفي اليمني وعبد الله بن حسن الدواري سلطان علماء اليمن وابن بهران وابن حابس ونشوان الحميري ومحي الدين النجراني والفلكي محمد بن احمد عز الدين المعروف بابن العنز مخترع الناظور(التلسكوب)…
اذا كان الاف عام تاريخ من الجهل فكيف انتج هذا التاريخ ذخائر قل نظيرها في التراث الفقهي والكلامي الإسلامي على حد القاضي عبدالرحمن الارياني الرئيس الأسبق للجمهورية ؟؟
اذا كان كذلك فلماذا وصف شاعر اليمن والعرب عبدالله البردوني النتاج المعرفي لهذه العصور بمعجزة العصور الوسطى وان اليمن في هذه الفترة كالكوفة والبصرة وبغداد في القرن الثامن والتاسع وحلب سيف الدولة وقاهرة المعز في القرن العاشر؟؟
اذا كان كما قلا الرويشان فكيف اغنى هذا التراث اليمن واغنته كما يقول الشاعر والمثقف والاديب الكبير /عبدالعزيز المقالح “انه وان كانت بدايته قد تشكلت خارج اليمن فان شجرته الكبرى الوارفة الظلال الواسعة الفروع لم تمتد وتتسع ولم تقدم أروع ثمارها إلا بعد أن رحل إلى هذه البلاد واستوطن جبالها وسهولها وحرك في أبنائها حب المعرفة ونزعة الاكتشاف”
لماذا هؤلاء العمالقة راوا فيه هذه الجواهر والنفائس والوزير المثقف لم ير غير الديدان؟
حسنا سأتطوع بالإجابة:
الفرق بينهم وبينه كالفرق بين النحلة والذبابة النحلة فالذبابة لاترى العالم الا اكواما من الديدان والقمامة .
الفرق بينهم وبينه هو الفرق بين المثقف التنويري والمثقف المازوم ,, المثقف التنويري يرى في ثورة 26سبتمبر مشروعا وطنيا للنهضة والمستقبل ,بينما المثقف المأزوم يرى فيها سلاحا لإدانة الماضي واجترار الوعي المرتبط بها واستحياء مورثاتها ومؤثراتها الصراعية.
الفرق بينهما كالفرق بين نقد الماضي وإدانة الماضي النقد فعل معرفي يقارب الاحداث في سياقاتها التاريخية والاجتماعية اما الإدانة فعل نفسي هجائي يلجا اليه المثقف المعاق كحيلة تعويضية لسيطرة مشاعر العجز في التحكُّم بمجريات الاحداث ووسيلة دفاعية ضد قلق مجهول المصدر او اخطار فوباوية مرضية و في الخلاصة شكل من اشكال الاضطرابات النفسية والذهنية ..