ظهور الآثار الاقتصادية الناتجة عن كلفة عدوانها على اليمن.. السعودية تُخفّض رواتب موظفيها
لا يبدو أن مملكة آل سعود قد استطاعت الاستمرار في اخفاء الآثار الاقتصادية والمالية الكارثية الناتجة عن كلفة عدوانها على اليمن ، فهاهي اليوم هذه الآثار قد بدأت تظهر تباعاً وعلى شكل اجراءات تقشفية لعل أبرزها كان رفع الدعم عن خدمات أساسية و تقليص نفقات سيادية كالرواتب والمكافآت والحوافز.
و بحسب وكالة واس السعودية الرسمية ، فإن أوامر ملكية سعودية تقشفية قد صدرت اليوم بتقليص عدد من النفقات السيادية المتعلقة بالرواتب و الحوافز والمكافآت والمصروفات و تمس بعضها القيادات العليا في الدولة.
القرار الملكي قضى بتخفيض راتب الوزير ومن في مرتبته بنسبة 20 في المائة و مكافأة عضو مجلس الشورى بنسبة 15 في المائة ، إضافة إلى تخفيض المبلغ المقطوع بالنسبة ذاتها ، ولم يتوقف الأمر عند هذه النسب التي تبدو كبيرة ، بل تضمنت الأوامر الملكية إيقاف تأمين السيارات لكبار مسؤلي الدولة و إلغاء قيمة السيارة التي تمنح لعضو مجلس الشورى و ما تتطلبه من نفقات مثل أجور قيادتها و صيانتها و محروقاتها.
مراقبون اعتبروا هذه القرارات اجراءات تقشفية من الدرجة الأولى ، وتعد مؤشراً خطيراً على أن وراءها أزمة مالية واقتصادية ليست بالهينة ، على اعتبار أن تخفيض الرواتب سابقة خطيرة في تاريخ المملكة بشكل خاص وفي تأريخ الأنظمة عموماً .
وبحسب المراقبين فإن نسب التخفيض المعلنة في الرواتب كبيرة إذا ما جرى قياسها بحجم الرواتب و بمستوى الدخل الذي يتقاضاه أصحاب هذه المناصب ، علاوة على كونها إجراء يثير التساؤل إذا ما أخذنا الأمر من زاوية أن السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم و صاحبة الاحتياطيات الضخمة .
التساؤلات التي طرحها إعلاميون و ناشطون عرب و يمنيون بشأن دواعي تلك الاجراءت و ما الذي يقف وراءها ، لم تلق إلا إجابات تصب كلها في أن المملكة باتت منهكة اقتصادياً بسبب العدوان الذي تشنه على اليمن وكلفته الباهضة .
وكانت تقارير قد نشرها البنك الدولي تقول إن كلفة الحرب السعودية في اليمن تجاوزت 19 مليار دولار في شهر أغسطس الماضي ، وهو ما يقود إلى المستوى الذي يمكن أن تكون وصلت إليه كلفة الحرب عموماً .
يأتي هذا في الوقت الذي يفرض العدوان السعودي الأمريكي على اليمن حصاراً خانقاً و اجراءات اقتصادية من شأنها أن تفاقم الوضع الاقتصادي المتدهور .
يذكر أن اليمن يشهد حالياً حملات شعبية واسعة تلبية لدعوة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي التي دعا فيها الشعب إلى دعم البنك المركزي و مواجهة التحديات التي يفرضها العدوان لاستهداف الاقتصاد اليمني .