أمريكا وبريطانيا تدعوان لوقف إطلاق النار والعودة للطاولة.. وعبدالسلام: بشرط وقف إطلاق النار الشامل براً وبحراً وجواً وفك الحصار والحظر الجوي
صدى المسيرة/ خاص
جاءت الدعوةُ المشتركةُ لوقف فوري لإطلاق النار في اليمن بدون شروط والعودة للمفاوضات السياسية وذلك من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والأمم المتحدة إثر اجتماع انعقد أمس الاحد في لندن للجنة الرباعية التي تضم الإمَارَات والسعودية من دول العدوان، بعد أن استنفد معسكر العدوان السعودي كامل أوراقه العسكرية والاقتصادية.
وفيما تعتمد الدول الراعية للعدوان على رأسها الولايات المتحدة، على المتغيرات الناتجة عن فشل الحل العسكري وفشل استخدام الورقة الاقتصادية، فإن موقف القوى الوطنية يرتكز على قاعدة ثابتة وموقف موحد يؤكد في كُلّ المراحل على أن الحل الشامل يجب أن ينطلق من وقف كافة أشكال العدوان ووقف الحصار البري والبحري والجوي ورفع القيود الاقتصادية المفروضة على اليمن من قبل تحالف العدوان.
وفي هذا السياق كشفت وكالات الانباء الدولية أن وزيرَي خارجية الولايات المتحدة وبريطانيا والأمم المتحدة ممثلة بالمبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ، دعوا إلى وقف لإطلاق النار في اليمن بشكل فوري وبدون شروط والعودة للمفاوضات السياسية.
جاء ذلك عقب اجتماع أمس الأحد في لندن للجنة الرباعية التي تضم الولايات المتحدة وبريطانيا والسعودية والإمَارَات.
وذكرت وكالة فرانس برس أن الولايات المتحدة وبريطانيا والأمم المتحدة دعت يوم الأحد الأَطْرَاف المتحاربة في اليمن إلى إعْلَان وقف لإطلاق النار خلال أيام.
وبحسب الوكالة الفرنسية قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري عقب محادثات دبلوماسية رفيعة المستوى في لندن “الآن هو وقت تطبيق اتفاق وقف إطلاق نار غير مشروط، وبعد ذلك يتم التحرك نحو طاولة التفاوض”.
وعقب الاجتماع تحدث للصحفيين كلٌّ من وزيرَيخارجية الولايات وبريطانيا والمبعوث الأمم إسماعيل ولد الشيخ، ولم يتم الكشف عن سبب غياب وزيري خارجية الإمَارَات والسعودية عن المؤتمر الصحفي رغم مشاركتهما في الاجتماع.
وبحسب وكالة رويترز قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بأنه “حان الوقت لتطبيق وقف غير مشروط لإطلاق النار ثم التوجه إلى طاولة المفاوضات.”
وأضاف “نود التأكيد بشدة اليوم على الضرورة الملحة لإنهاء العنف في اليمن.”
وقال كيري إنه يدعو مع نظيره البريطاني جونسون وولد الشيخ أحمد إلى تنفيذ وقف إطلاق النار “بأسرع ما يمكن وهو ما يعني الاثنين أو الثلاثاء.”
من جهته قال وزيرُ الخارجية البريطاني “إن الصراع الدائر في اليمن “يثير قلقاً دولياً متزايداً وعدد القتلى الذي نشهده هناك غير مقبول.”
وأضاف “يتعين أن يكون هناك وقف لإطلاق النار وأن تقود الأمم المتحدة الدعوة إليه.”
أما المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ فقال إن الإعْلَان عن تفاصيل وقف إطلاق النار سيتم بعد موافقة الأَطْرَاف المعنية على ذلك.
وعلى مدى الستة أشهر الماضية، أي منذ انطلاق المفاوضات في الكويت والتي كانت الولايات المتحدة ودول العدوان خاصة السعودية تتحكم في مسارها، فيما يخص موقف الطرف الآخر، بالتزامن مع تقديم عدة رؤى لم تكن تسعى بالفعل للتوصل إلى حل سياسي، خصوصاً أن الأمريكي كان يتدرج في كُلّ مرحلة في استخدامه للأوراق التي بيده والتي قوبلت بصمود يمني ساعد في ثبات الموقف الوطني الذي لم يتغير في كُلّ تلك المراحل.
وفيما يبدو على أنه رد أولي تجاه ما ورد على لسان وزيري خارجية بريطانيا والولايات المتحدة، فقد أكد الناطق الرسمي لأنصار الله محمد عبدالسلام أن وقف اطلاق النار هو مطلَبُ كُلّ اليمنيين، غير أنه يجب أن يكون متزامناً مع وقف كلي لكافة أشكال العدوان.
وقال عبدالسلام إن “وقف إطلاق النار الشامل براً وبحراً وجواً وفك الحصار والحظر الجوي موقفٌ يطالب به كُلّ اليمنيين، والمشاورات في ظل استمرار العدوان مضيعة للوقت”.
قبل ذلك وجّه رئيسُ المجلس السياسي الأعلى صالح الصماد رسالتين لرئيس مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة، طالبهم فيها باتخاذ قرار حاسم وحازم بإيقاف العدوان الآثم والغاشم الذي تشنُّه السعودية والمتحالفون معها والداعمون لها ضد اليمن أرضاً وإنساناً”.
وأشار الصماد في رسالتيه إلى “أن وقوف مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة أمام هذا العدوان الغاشم البربري دون اتخاذ أي قرار ضد المعتدين لَأمرٌ يثير الاستغراب ويتعارض مع واجبات منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن، خاصة وأن هذا العدوان يرافقه فرض حصار شامل وجائر على الشعب اليمني براً وجواً وبـحراً ومنع وصول الإمدادات الغذائية والدوائية وكل مستلزمات الحياة الضرورية للإنسان، بالإضافة إلى إغلاق الأجواء اليمنية ومنع رحلات الطيران المدني التي كانت تتم في أضيق الحدود وبإشراف ورقابة دول العدوان وفي مقدمتها السعودية”.
وفي إطار الحديث والدعوات لوقف الحرب على اليمن كشف مندوب بريطانيا لدى الأمم المتحدة، ماثيو رايكروفت الخميس الماضي عن التفاصيل الأولية لمشروع القرار الذي ستتقدمُ به بلاده إلى مجلس الأمن والذي يدعو لوقف إطلاق النار في اليمن بشكل فوري والعودة للعملية السياسية.
وقال رايكروفت بأن المشروع الذي ستتقدم به بلاده يدعو لوقف إطلاق النار فورياً في اليمن والعودة للمفاوضات السياسية بين جميع الأَطْرَاف المعنية بالصراع هناك.
وأَشَـار إلى أن المشروعَ جاء بعد الغارة التي استهدفت قاعةً تقام فيها مراسم عزاء في صنعاء الأسبوع الماضي، في إشارة منه للمجزرة المروعة التي ارتكبها العدوان بقصف الصالة الكبرى.
وقال رايكروفت متحدثاً للصحفيين في نيويورك “لقد قرّرنا تقديم مشروع قرار لمجلس الأمن بشأن اليمن يدعو إلى وقف فورى للأعمال الحربية واستئناف العملية السياسية”.