الشيخُ شمسان أبو نشطان في حوار لـ “صدى المسيرة”: للمشايخ من قبيلة أرحب في صف العدوان: ارجعوا إلى جلدتكم وَوطنكم واغنموا العفو العام، ووَرسالتنا للعدوان أنهم لن يركعوا شعباً وصفه اللهُ سبحانه بأولي قوة وأولي بأس شديد
- أقول لرجال الرجال: لقد صنعتم المفاجئات التي خلطت الأوراق لقوى العدوان وقلبت موازين المعركة رأساً على عقب وأشفت صدور قوم مؤمنين
- للعدو: بقدر توغلك أنت وتحالفك العدواني الظالم في جرائمكم بقدر ما يزداد شعبنا صلابةً وصبراً وعزماً على مكافأة معركة الكرامة
- مَنْ لم يتحرك بعد كُلّ هذه المجازر ولم تحركْه كُلُّ هذه المناظر، نقول له أخي اليمني اليوم أهلك وإخوانك وأبناء وطنك يُقتلون ويُحرقون وتُمزق أشلاؤهم، وَوطنك يُدمر، فعلى ماذا تراهن اليوم وما الذي يجعلك في موقف المتفرج؟
- لكل قبائل وأحرار اليمن: إنكم اليوم تصنعون التّأريخ، فاعلموا أنَّ صُنَّاعَ التّأريخ المشرق هم مَن خاضوا غمرات الموت للحق حيثُ كان، وامتلأت بهم مَوَاطِنُ البطولة وميادينُ العزة
- رهانُنا على الله سبحانه وقوتِه التي لا يُغَالِبُها شيءٌ ثم على شهامة وشموخ وإباء أبناء شعبنا الذين يأبون أن يبيعوا شَرَفَهم وكرامتَهم ولو عُرِضَت عليهم كنوزُ الدنيا
- إنْ راهَنَ العدوان أنه بمجازره التي تتكرر كُلّ يوم كفيلةٌ بكسر إرادة قبائل اليمن وأحراره وشُرفائه وإعادتهم إلى بيت الطاعة السعوأمريكي فهو واهم
- مَن يقتل اليمنيين ولا يرعى لمسلم حقاً ولا حُرمةً هو مَن لا يتورَّع عن هدم الكعبة لو سنحت له الفرصة
- ادعاء ضرب المقدسات في مكة المكرمة محاولةٌ فاشلةٌ لكسب المدد والنصرة- من العالم العربي والإسْلَامي – في عاصفتها الهوجاء ومعركتها العدوانية الظالمة وهذا يدل على مدى استخفاف مملكة الشر بعقول المسلمين في أرجاء المعمورة
- السيّد القائد المجاهد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي أثبت للعالَمِ عَظَمَةَ هذا الشعبِ الكريم من خلال قراراتِه الصائبةِ الملائمةِ لمراحلِ الصراع ومستجدات الأحداث
- للمستخفين بالشعب وأبطاله: لقد وجَدَكم الشعبُ حيثُ يكره وفَقَدَكم حيثُ يحب
يتفاوَتُ الناسُ عند الأمور العِظام، كُلٌّ بحسَبِ سجيته وقيَمِه، فذوو النخوة والشهامة والغيرة والحمية لا يقدمون رِجْلاً ويؤخّرون أخرى متردّدين، وثمةَ مَثَلٌ يمني شهير يقول: “العود ما ينفح شَذَاه إلا إذا حرق” كذلك هم أصحابُ الموقف النبيل يظهَرُ معدنُهم الأصيلُ وقتَ المدلهمات التي تسعى أن تعصفَ بوطنهم ومجتمعهم.
وعندما تحصُلُ القضايا الجِسَامُ لا يثبتُ أمامها إلّا الرجالُ الشجعان، ويرتقي أمامَ الملأ جَميعاً المضحون والمدافعون عن أوطانهم بالمال والأهل والولد وأغلى ما يملكون يقدمونه فداءً لِأجل الدين والوطن.
هاكم واحداً من هذا الصنفِ الكريم، الشيخُ شمسان محسن أبو نشطان- أحدُ مشايخ قبيلة أرحب وعضو رابطة علماء اليمن، الذي أظهَــرَ نكيرَه لمَـن ارتضى أن يُصبِحَ رخيصاً يسيّره الغزاة، ولام المفرّط والمُقَصّر وعاتَــبَ المتفرّج والصامت والمتنصّل عن مسؤوليته الدينية والوطنية.
وخاطب أبو نشطان، الخصالَ الكامنةَ في الإنْسَان اليمني التي عُرف بها منذ أزمنةٍ غابرةٍ، ولازمته نخوةُ القبائل التي ترفُضُ الإذلال أو أن تُنتهَكَ أرضُها وعِرْضُها أو أن تتعرَّضَ لغزو واحتلال ومجازرَ ثم تسكُت.. وأجلى ما هو حاصلٌ من بيع الذمم واستلاب المروءة لدى مَن ارتضى أن يُصبح رخيصاً لدى مَن دفع له حتى لو كان المقابل غالياً بحجم الأرض والعِرْض والشمائل القَيَّمَة التي يتصفُ بها الإنْسَان اليمني.
“صدى المسيرة” التقت بالشيخ شمسان أبو نشطان.. وخرجت بالحوار التالي:
حاوره/ محمد الباشا
– ما موقفُ قبائل أرحب من الجريمة الكبرى للعدو الأمريكي السعودي في الصالة الكبرى ومجازره الأخرى المتلاحِقة؟، وما رِدَّةُ فعلهم إزاءها؟، وما رسالتك لهم؟
حيّاكم الله أخي الكريم، وأهلاً وسهلاً بكم في هذا اللقاء، ونشكُرُكم وكُلَّ الإخوان القائمين على صحيفة صدى المسيرة، الصَوْت الحُرّ المناهض للعدوان والواقف بجانب هذا الشعب الكريم.
أخي العزيز بالنسبة لموقف قبيلة أرحب من الجريمة الكبرى بالصالة الكبرى والذي راح ضحيتَها مئاتُ الشهداء والجرحى وكثيرٌ من الهامات الوطنية التي تُعتبَرُ خسارةً كبرى على هذا الشعب اليمني العظيم بكل شرائحه وفئاته، فموقفُ قبيلة أرحب هو كموقف كُلّ الأحرار وكل الشرفاء من أبناء هذا الوطن، فقبيلة أرحب الأصيلة بجذور عزتها وكرامتها وبأسها الشديد في أعماق التأريخ، فكما كانت منذُ أول لحظة لهذا العدوان الغاشم في طليعة المواجهين له والمضحين بالمال والنفس والسلاح وكل غالٍ ونفيس، ستظلُّ دائمةَ الحضور في مواجهة العدوان السعودي الأمريكي على بلادنا، وإن راهن العدوان أنه بمجازره هذه التي تتكرر كُلّ يوم وفي كُلّ مكان من ربوع هذا الوطن والتي كان من أبشعها جريمة الصالة الكبرى، هذه المجزرة التي يندى لها جبين الإنْسَانية، وغيرها من المجازر التي تماثلها؛ كفيلة بكسر إرادة قبائل اليمن وأحراره وشُرفائه وإعادتهم إلى بيت الطاعة السعوأمريكي فهو واهمٌ.
ونقول لهذا العدو الغاشم الذي فاق في جرائمه وتوحُّشِه كُلّ المجرمين وعلى مر التأريخ بقدر توغلك أنت وتحالفك العدواني الظالم في جرائمكم بقدر ما يزداد شعبنا صلابةً وصبراً وعزماً على مكافأة معركة الكرامة بما تستحقه من تضحيات جسيمة في المال والأرواح والممتلكات الشخصية والعامة وستكون ردة الفعل من كُلّ الأحرار موجعة ومؤلمة لكل المتحالفين على هذا الوطن الغالي، وَرسالتنا لهم أنهم لن يركعوا شعباً وصفه اللهُ سبحانه بأولي قوة وأولي بأس شديد.
– بصفتكم عضواً في رابطة علماء اليمن.. كان لكم موقفٌ من ادّعاء السعوديةِ استهدافَ القوةِ الصاروخية اليمنية للأماكن المقدّسة في مكّة المكرّمة.. برأيك إلى ما يرمي آلُ سعود بهذا الادعاء؟، وهل انطلى على عُلماءِ المسلمين؟، أم كُشِفَ زيفُه أمام الأُمَّةِ المسلمة والعالم؟
هذا الادعاءُ الفارغُ والكاذبُ يدُلُّ على حالة الإفلاس والتخبُّط التي تعيشُها مملكة الشر، فهي تسعى إلى توظيفِ كُلِّ العناوين القومية والدينية في سبيل تحقيقِ مطامعها السياسية والاقتصادية اللا مشروعة واستعادة الهيمنة السعوأمريكية على يمن الإيمان والحكمة، فمنذ زمن بعيد وهي تدّعي محاربة الشركيات والممارسات الوثنية وَالدفاع عن السُّنة النبوية الشريفة وكذا الذود عن أمهات المؤمنين أو الصحابة… إلخ هذه الأسطوانة المشروخة والتباكي على الدين أو العروبة أو المقدّسات الإسْلَامية، كما في هذه الفِرْيَةِ المفبركة والمفتعلة، في محاولةٍ فاشلةٍ لكسب المدد والنصرة- من العالم العربي والإسْلَامي – في عاصفتها الهوجاء ومعركتها العدوانية الظالمة، وهذا يدُلُّ على مدى استخفاف مملكة الشر بعقول المسلمين في أرجاء المعمورة وكأنهم مجموعة قطيع لا يفقهُ شيئاً، ولكن لله الحمدُ فالشعوبُ العربية والإسْلَامية، وفي مقدمتهم الكثير من علماء الأمة الإسْلَامية ذوو وعيٍ وبصيرةٍ، وَلم تعد تنطلي على عقولهم مثل هذه الدعاية السخيفة بسخافة أبواق الفتنة وألسنة الإفك.
ويبقى أن نقولَ إن مَن لا يرقُبُ في مؤمن إلاًّ ولا ذمةً ولا يرعى لمسلمٍ حقاً ولا حُرمةً هو مَن لا يتورَّعُ عن هدم الكعبة لو سنحت له الفرصة، فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول (لأن تُهدَمَ الكعبةُ حجراً حَجَراً أهونُ عند الله من أن يراق دم أمرئٍ مسلم)، فمَن يقتل المؤمنين في يمن الإيمان ومن يوطّد علاقته مع الكيان الإسرائيلي الغاصب الذي يستبيحُ ويدنِّسُ أولى القبلتين وثالثَ الحرمين (الأقصى) ومَن يقتُلُ ضيوفَ الرحمن (الحجاج) في الشهر الحرام والبلد الحرام ومَن يجعلُ مِن يزيد وأمثال يزيد سَلَفاً صالحاً، ويزيدُ هو مَن أحرق الكعبة ورماها بالمنجنيق ومَن يحمِلُ الثقافةَ الوهابية المدمّرة التي تسعى إلى تزييفِ معالم الشريعة الإسْلَامية ومحو المعالم الإسْلَامية الأثرية والتأريخية مَن اجتمعت فيه أمهاتُ الكبائر وخلاصة ُالرذائل التي سبق وَسردنا عدداً منها هو مَن نخافُ على الإسْلَام وعلى أبناء الإسْلَام وعلى مقدّسات الإسْلَام من بغيه وفجوره ومن أذيته وشروره.
أما اليمن فلو أُذِنَ للكعبة أن تتكلمَ لصدعتْ بالحق وقالت إن اليمنيين هو من بناها وكساها ويسعى إلى تحريرها وحمايتها مع بقية المقدّسات والبلدان الإسْلَامية الأخرى.
أما آلُ سعود فلو أمَرَهم البيت الأبيض أن يدمروا البيتَ العتيقَ لَفعلوا ولَمَا تردّدوا عن الإقدام على هذه الخطوة غير الغريبة على عملاء اليهود وأحفاد القردة.
- تستنفِرُ القبائلُ اليمنيةُ اليومَ جميعَ أَبْنَائها لمواجهة العدوان الأَمريكي السُعُوْديّ.. هل ساهمت مجزرةُ الصالة الكبرى في تحريك مَن لم يتحركْ من قبلُ؟
نعم أخي العزيز، فمَن كان بالأمس في موقف المحايد، اليومَ وبعدَ ما رأى من إجرام وبشاعة في هذه المجزرة تحرَّكَ الجميعُ والتحق الآلافُ وعشرات الآلاف من الرجال الأوفياء بكل جبهات القتال.
– بما تنصَحُ مَن لا زالوا يعتبرون أنفسَهم محايدين وأن مجابَهةَ العدوان لا تعنيهم رغم اقترافِه المجزرةَ تلوَ المجزرة؟
مَنْ لم يتحرَّكْ بعدَ كُلّ هذه المجازر ولم تحرّكْه كُلُّ هذه المناظر، نقولُ له أخي اليمني اليوم أهلك وإخوانك وأبناء وطنك يُقتلون ويُحرقون وتُمزق أشلاؤهم، وَوطنك يُدمر، فعلى ماذا تراهن اليوم؟، وما الذي يجعلك في موقفِ المتفرِّج بعدَ كُلّ هذه المآسي التي تراها وتشاهدُها.
- رسالةٌ تريدُ توجيهَها لمشايخ محسوبين على قبيلة أرحب يؤيدون العدوان ويسيرون في رَكْبِه؟
بالنسبة للمشايخ الذي من قبيلة أرحب في صف العدوان، نقول لهم بأنه اليوم يمضي على هذا العدوان قُرابة العامين، وقد شهد العالَمُ في هذه الفترة أبشعَ وأعظمَ الجرائم بأبناء اليمن ومقدراته ولم يحققْ أيَّ هدف من أهدافه، وللعِلْمِ فالعدوان الغاشم يجعلُكم شماعةً لجرائمه البشعة التي لم تحصُلْ في التأريخ.
اليومَ وبعدَ كُلّ هذه الجرائم نُنادي هؤلاء القومَ ونناشِدُ ما تبقّى لديهم من ضمير أَوْ إنْسَانية ونقولُ لهم: وطنكم اليوم ينزِفُ من جِراحاته الدامية، ارجعوا إلى جلدتكم وَوطنكم واغنموا العفو العام الذي صدر من المجلس السياسي الأعلى، واعلموا أن هذا العدوَّ الذي يزُجُّ بكم لحربِ إخوانكم ولدمار وطنكم ليس كما تظنون، وقد شهدتم ما لحق بكم، وكيف تخلى عنكم في أكثر من موقف، بل وكيف يقدمكم لقمةً سائغةً لتحقيق أتفه أهدافه الإجرامية، واعلموا أنكم إذا لم تصحوا من سباتكم، فستكون لكم العاقبة الوخيمة في هذه الدنيا والآخرة، وأن كُلّ دماء وأشلاء اليمنيين التي تسقُطُ يومياً في كُلِّ شبر من هذا الوطن هي مَن ستلاحقكم وتحاكِمُكم وتوصلكم إلى مزبلة التأريخ، وستظل توقيعاتكم على كُلّ الغارات وكل الجرائم وصمةَ عارٍ في جباهِكم ولعنةً أبديةً ترشقُكم بها الأجيالُ الصاعدة إلى الأبد.
– الشعبُ اليمني منذُ القِــدَمِ يتمتَّعُ بالطابع القبَلي.. ما دورُ القبيلة اليمنيّة في مواجَهة العدوان؟، وما رسالتُك للقبائل ولمشايخها المعروفة؟، وما هو الواجبُ عليهم القيام به؟
دورُ القبيلة محوريٌّ في مواجهة الطغاة والغُزاة والتصدي لأطماع المحتلين والقتَلة والمجرمين، والقبيلةُ هي المعسكرُ الأولُ للمقاتل الصبور، وهي ميدانُ التدريب والتثقيف وصناعة الأبطال، وهي الرافدُ الأولُ لجبهات القتال، وهي مخازنُ المَدَدِ بمختلف المؤن والحاضن للجرحى والمأوى للمتضررين، ومعسكرُ الاحتياط الأسرع لوقتِ الشدائد، والتأريخ يشهَدُ للقبيلة اليمنية الأبية بأنهم أسقطوا كُلَّ المتسلطين والطغاة ودحروا كُلّ المجرمين والغزاة.
ومنذ قبل الإسْلَام والقبيلة هو مأوى الضعيف، فقد تشكّل في مكة حلف الفضول الذي أشاد به النبيُّ، وعندما طغت قريشٌ وتجبرت كانت قبيلة الأوس والخزرج تستلمُ رايةَ الانتصار للقيم، واستمرَّ دورُ القبيلة هكذا على مدى تأريخ الأمة فكانوا دَائماً في طليعة المناهضين للطغيان والتسلط.
وعندما غزا اليمنَ المماليكُ والأكرادُ ثم الأتراكُ والبرتغالُ وأخيراً البريطانيون كانت القبائل ُهي المضحّي الأولَ والمقاتلَ الأولَ في وجوه هؤلاء الغزاة حتى تم دحرُهم في كُلِّ جولة من جولات الصراع.
ورسالتي لكل قبائل وأحرار اليمن الشرفاء الأوفياء: إنكم اليوم تصنعون التّأريخ، فاعلموا أنَّ صُنَّاعَ التّأريخ المشرق هم مَن خاضوا غمرات الموت للحق حيثُ كان، وامتلأت بهم مَوَاطِنُ البطولة وميادينُ العزة، ولولا أن سَلَفَكم الطاهرَ سَطَّرَ المواقفَ البطوليةَ المشرِّفة وقدّم التضحياتِ الجسامَ لَمَا خلّدهم التأريخُ في أنصع صفحاته وسطَّر أسماءهم ومواقفَهم في سجل العظماء، فاليوم ونحن نواجه أصلف عدوان عرفه التأريخ أهيبُ بكل الشرفاء أنْ اجعلوا لسانَ حالكم اليوم كما قال الشاعر:
لسنا وإنْ أحسابُنا كَرُمَتْ يوماً على الأحسابِ نَتَّكِلُ
نبني كما كانت أوائلُنا تبني ونفعلُ مثلما فعلوا
فها هي الفرصةُ قد أتيحت لكم أيها القبائلُ الشرفاء لتقتفوا آثارَ آبائكم وأن تجددوا مواقفَهم العظيمة التي بها تنتصروا لمظلومية شعبٍ تكالب عليه فراعنةُ العصر وشُذَّاذُ الأفاق ومرتزِقةُ العالم، وتأخذوا بثأرِ كُلّ مظلوم تمزقت أشلاؤه وقطعت أوصالُه وتفحّمَ جَسَدُه بقنابلِ الضغينةِ وصواريخِ الحقد، فأنتم الأملُ والرهانُ بعد الله القوي الجبار لهذا الشعب الذي لا ناصرَ له إلا اللهُ والأوفياءُ من أبطاله ورجاله.
- رغم ما يجترحُه أبطالُ الجيش واللجان من تقدُّمٍ ودَكٍّ للمواقع في عُمق العدو من خلال الصواريخ البالستية والاقتحامات لا زال البعضُ يقلّل من أهميّة ذلك.. ما رسالتُك لهم وبما تصفُهم؟
ضعفاءُ النفوس والساقطون أخلاقياً كانوا وما زالوا ينظرون إلى ملاحمِ الصمود وآياتِ النصر بأعين الحقد والاستحقار لأبناء هذا الشعب، فهم دَائماً ينظرون لمملكة الشر وقوى الاستكبار بأنهم قوةٌ كبرى وأسطورةُ جيش لا يقهر، ولكنهم تفاجأوا بعظمة اليمنيين وقوة شكيمتهم وشدّة بأسهم وكفاءتهم القتالية وقُدرتهم العالية على إدارة المعركة بالنفَس الطويل وبلورة النصر بالخيارات الاستراتيجية المفتوحة التي أوهنت تحالُفَ البغي والاستكبار وأسقطت كُلّ رهاناته، كما أذهلت العالَمَ المتفرِّجَ على غطرسة قوى الاستكبار وتواطؤِ مجلس الأمن والأمم المتحدة ومَن يدور في فلكِهم من الأنظمة وَالمنظمات الحقوقية الخرساء التي أسكتها النفطُ، فأقول لهؤلاء المستخفين بالشعب وأبطاله: لقد وجَدَكم الشعبُ حيثُ يكره وفَقَدَكم حيثُ يحب.
وأقول لرجال الرجال الذين أرخصوا أرواحَهم ودماءهم وكرّسوا جهودَهم المباركةَ وإمكانياتِهم المتواضعةَ: لقد صنعتم المفاجئات التي خلطت الأوراق لقوى العدوان وقلبت موازين المعركة رأساً على عقب وأشفت صدورَ قومٍ مؤمنين.
- رسالةٌ أخيرةٌ تريدُ توجيهَها في ختام هذا الحوار، ولمَــن؟
إنْ راهَنَ العَدُوُّ على قوتِه وترسانتِه العسكرية الهائلة وعلى أربابِ تحالُفِه المشؤوم ومرتزِقتهم الذين جَلَبَهم من أصقاع الأرض فرهانُنا على الله سبحانه وتعالى وقوتِه التي لا يُغَالِبُها شيءٌ ثم على شهامة وشموخ وإباء أبناء شعبنا الذين يأبون أن يبيعوا شَرَفَهم وكرامتَهم ولو عُرِضَت عليهم كنوزُ الدنيا، بل يجودون بأرواحهم في سبيل مبادئهم وقِيَمِهم وعِزَّتِهِم وشَرَفِهم، فمزيداً من الصبر والصمود والثقة عظيمة بالله وبالنصر.
ونبعَثُ عبرَ صحيفتِكم الموقَّرَةِ خَالِصَ التحايا والشُّكْرِ والعرفانِ لقيادةِ الثورة المباركة، متمثلةً بالسيّد القائد المجاهد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي، حفظه الله وَرَعَاه، والذي أثبت للعالَمِ عَظَمَةَ هذا الشعبِ الكريم من خلال قراراتِه الصائبةِ الملائمةِ لمراحلِ الصراع ومستجدات الأحداث.
كما لا ننسى أولئك الأبطالَ المغاويرَ الصناديدَ المرابطين في جبهات الرجولة والبطولة، ومواقع العزَّةِ الشرف، والصامدين في بُطُونِ أوديةِ الأسود الضارية، وسفوح جبالِ النمور الهَصُورة، وعلى رَمْضَاء صحاري الوحوش والأفاعي السامة، مَن يدافعون عنا وعن كرامة شعبنا وسيادة أرضنا في ساحات الإباء والفداء.
وخالص التحية والإجلال للقوة الصاروخية الضاربة التي شَفَت الصدورَ، كما هي للإخوة في الجبهةِ السياسيةِ والاقتصاديةِ.
والرحمة للشهداء، والشفاء للجرحى، والنصر لشعبِنا اليمني العظيم.