أهمية باب المندب والأطماع الإقليمية والدولية في “منتدى مقاربات” الأسبوعي
صدى المسيرة/ خاص
عقد “منتدى مقاربات” الأسبوعي الذي يقيمه مركز الدراسات الاستراتيجية والاستشارية اليمني لقاءه الثاني وذلك عصر يوم الأربعاء 9نوفمبر 2016م، حيث ناقش المنتدى أهمية باب المندب والأطماع الإقليمية والدولية، وكذا التواجد العسكري الأجنبي والادعاءات الأمريكية باستهداف الجيش اليمني واللجان الشعبية للسفن العابرة في المضيق وتهديدها سلامة الملاحة البحرية، وما تبع ذلك من استهداف أمريكي مباشر لمحطات الرادار البحري اليمنية, والمساعي الساعية لتدويل هذا الممر الحيوي.
حيث أشار الدكتور/ عبد العزيز الكميم أستاذ العلوم السياسية إلى الإطار النظري لمفهوم التدويل من منظور أمني شامل، بالإضافة إلى تأثير جملة من المتغيرات وأهمها المتغير البشري والذي أثبت وسطر حالة غير مسبوقة من الصمود والتلاحم انعكست على حالة المواجهة مع العدو السعودي، ما جعل السلطة الوطنية هي الطرف المؤهل والموثوق من قبل المجتمع الدولي لحماية الممر بخلاف الأطراف الأخرى والتي لم تتمكن من توفير الأمن والاستقرار لمدينة واحدة من المدن الواقعة تحت سيطرتها، واستبعد الدكتور/ الكميم أي محاولة للتدويل سواء من طرف تحالف العدوان أو المجتمع الدولي لأن في ذلك تهديد لمصالحهم، ذلك أن أي تدويل يعني تحويل المضيق لمنطقة مواجهات عسكرية توقف حركة الملاحة الدولية.
فيما تناول الدكتور/ يحيى الصرابي، أستاذ القانون الدولي ورئيس قسم الدراسات الأمنية بأكاديمية الشرطة، أهداف التدويل للقضايا الأمنية بالإضافة إلى تصاعد دور بعض المتغيرات الدولية مؤكداً أن الحرب على اليمن تأتي في إطار حملة شاملة تستهدف الوطن العربي وتأتي استكمالاً لحلقة تفتيت الدول العربية من خلال تعميم الصراعات المذهبية وتحويل اليمن الي ساحة لهذا الصراع لإفراغه من عناصر قوته العسكرية والبشرية، كما أشار إلى أن اليمن يمتلك العديد من الجزر الهامة في البحر الأحمر والمحيط الهندي، والتي تحرك المطامع الأجنبية، وأن إحدى الوسائل لمواجهة الأطماع الأجنبية يتم من خلال تأهيلها ودفع المواطنين للسكن والاستثمار فيها.
أما العميد/ شرف مطهر لقمان الناطق الرسمي باسم الجيش اليمني فأكد أن تدويل المضيق موضوع قديم حديث، مضيفاً أن احتمال حصول ضربة تعرضت لها البارجة الأمريكية يو إس إس ميسون إن صحت قد يكون من تدبير طرف من أطراف التحالف، في محاولة لجرجرة الولايات المتحدة الأمريكية واستفزازها للدخول في الحرب والعدوان على اليمن بشكل مباشر، وفيما يخص السفينة الإماراتية فقد نفى أن يكون استهدافها قد تم بصواريخ إيرانية أو أن يكون ضمن المنظومة الصاروخية للجيش اليمني واللجان الشعبية أي مواد أو قطع إيرانية. وأكد أن اليمن يتمتع بساحل يمني طويل ويشرف على واحدة من أهم المضائق المائية الدولية، ولدى الجيش اليمني القدرة على حمايتها وتأمين الملاحة الدولية، وأشار إلى أن المفروض على المجتمع الدولي تعزيز قدرات الجيش اليمني، وليس السماح بتواجد الجماعات الإرهابية على الساحل اليمني، كما يفعل التحالف السعودي الأمريكي بهدف تبرير تواجده العسكري في هذه المنطقة الحيوية للإقليم والعالم.
أما الأمين العام لحزب الحق الأستاذ/ حسن زيد فتحدث قائلا: أن التدويل معناه استصدار قرار من مجلس الأمن ينزع السيادة اليمنية على المضيق، وهذا صعب للغاية، مشيرا إلى أن الدول الكبرى وعلى وجه الخصوص روسيا والصين وكذا اليابان تدرك أن مصالحها غير مهددة، كما لا ترى في اليمن عامل تهديد للملاحة الدولية عبر المضيق، ومن ثم استبعد مسألة طرح مشروع قرار على مجلس الأمن الدولي بهذا الخصوص.
أما الأستاذ/ عبدالسلام يحيى المحطوري رئيس دائرة الابحاث بمركز الدراسات الاستراتيجية والاستشارية اليمني، فقد رأى أن التهديد الحقيقي لمضيق باب المندب إنما يتمثل في الأعمال العسكرية العدائية التي يقوم بها التحالف السعودي الأمريكي ضد اليمن انطلاقا من هذا الممر الدولي الهام لحركة السلع والبضائع والنفط، كما رأى أن تمكين الجماعات الإرهابية في المناطق الساحلية اليمنية من قبل التحالف يمثل تهديدا حقيقيا للمضيق ولحركة الملاحة الدولية، وأن على العالم أن يستذكر نتائج وتداعيات انهيار الدولة الصومالية التي حولت خليج عدن والبحر العربي والمحيط الهندي إلى مرتع خصب لقرصنة الجماعات الارهابية، كما أشار إلى أن زيادة وتيرة الأعمال العسكرية ضد القرى والمدن الساحلية اليمنية، يدفع بتحويل الممر إلى منطقة عمليات عسكرية قد تعيق وتهدد حركة الملاحة الدولية.
وفي الختام أكد المشاركون في المنتدى على ضرورة وقف أي استفزازات وأي أعمال عسكرية من شأنها أن تهدد سلامة هذا الممر، وأن على جميع الأطراف العمل على أن يكون آمنا أمام حركة الملاحة الدولية.