“حراك” باعوم لـ”رفاق النضال”: ألم نقل لكم؟!
وتجسد موقف تيار باعوم الذي لم تهرول قياداته إلى الرياض في التصريحات الصريحة لرئيس “الحركة الشبابية والطلابية” في الحراك الجنوبي، فادي باعوم، الذي وجه في منتصف أبريل 2015م رسالة لـ”التحالف العربي” أكد فيها أن تياره لن يخوض “حرباً بالوكالة”، مطالباً “التحالف” بـ”تحديد موقفه من قضية الجنوب، كي يحدد التيار موقفه تجاهه بناء على ذلك”.
وجدد فادي باعوم موقف تياره مما يعتمل في الجنوب باتهامه للسعودية بـ”تغذية صراع بين قبائل يافع والضالع من جهة، وبينهما وبين قبائل أبين من جهة أخرى، لشغل هذه القبائل ببعضها وفصل حضرموت تلقائياً، وذلك طمعاً في حضرموت وأنبوب النفط الممتد حتى بحر العرب”، مؤكداً أنه “لا قوة لحضرموت إلا في ظل الجنوب، ولا قوة للجنوب دون حضرموت”.
وأعلن باعوم، في مقابلة تلفزيونية على قناة “الميادين”، نهاية سبتمبر 2016م ، رفضه لـ”الغزو الخليجي الجديد للجنوب”، قائلاً “كنا نرفض رفع العلم اليمني، والآن ترفع الأعلام الإماراتية والسعودية، ويوجد مندوب سام في حضرموت يُدعى أبو يوسف، وهو ضابط إماراتي صغير، ومثله آخر سعودي في عدن يُدعى أبو محمد، وهما من يتحكمان في البلاد”، مضيفاً أنه “لا أحد من أبناء الجنوب يمتلك القرار اليوم، القرارات تأتي من السعودية والإمارات”.
الضربة القاضية
وظل تيار باعوم متمسكاً بموقفه المناهض لـ”عاصفة الحزم”، من خلال امتناع قواعده في المحافظات الجنوبية كافة عن الإنخراط في أي مشاريع سياسية مؤيدة لـ”التحالف” أو “الشرعية” اليمنية، باعتبار موقف الطرفين ضبابياً تجاه قضية الجنوب، التي يعتقد التيار أنها تلقت “ضربة قاضية بانخراط بعض قياداتها تحت مظلة ما يسمى بالشرعية اليمنية”. وفي أكثر من مناسبة، نعت التيار تلك المواقف بـ”التناقض والإنفصام”، على لسان رئيس “الحركة الشبابية”، الذي يرى أنه “لا يعقل أن يكون الجنوبي صاحب قضية التحرر والإستقلال يقاتل في صف الشرعية اليمنية التي لا تعترف بهذه القضية”.
وفي منشور له على صفحته في “فيس بوك”، أوضح باعوم أن “الحكومة الشرعية في اليمن ودول التحالف لم يخدعا الجنوبيين، بل كانوا واضحين للغاية فيما يخص مشاريعهم السياسية المتمثلة باستعادة الحكومة الشرعية لسيطرتها وعدم وجود أي حديث فيما يخص القضية الجنوبية، نحن الجنوبيون لا نستطيع أن نتهم التحالف بأنه خدعنا ولا حتى ما تسمى الشرعية! فلا دول التحالف تبنت الحق الجنوبي ولا ما تسمى الشرعية، ولا توجد ولو إشارة واحدة للحق الجنوبي”، متابعاً أن “الحرب كما أعلن عنها هي لإعادة الشرعية إلى عدن وكل ما سمعه شعبنا في الجنوب كان المحلل الإقليمي قال والكاتب السياسي كتب، ناهيك عن كمية الخداع التي مورست على شعب الجنوب من قبل بعض أبنائه، والنتيجة إعادة شرعية إلى عدن وحذف لكل ما يمت للقضية الجنوبية من أي مفاوضات”.
بدورهم ، يعتقد أنصار باعوم بصوابية موقف التيار من الحرب المستمرة في اليمن، مشددين على عدم الإلتفات إلى من “يحاول الإساءة أو التشكيك” بمشروع زعيمهم. وفي هذا السياق، يرى الناشط، جلال العرز، أن التنكر لـ”تضحيات مفجر الثورة الجنوبية خلق غير حميد، فبعض الجنوبيين فقد البوصلة، إما بسبب الإغراءات أو بسبب تعقيدات وتداخل القضية الجنوبية، لذا يجب على كل جنوبي أن يحترم الزعيم باعوم، لأنه لم ينحنِ لعفاش في زمن كان فيه الكثيرون يمسحون حذاءه”.
ويعتبر الناشط، ياسر الحبيشي، من جهته، أن زعيم التيار، حسن باعوم، “شخصية وطنية جنوبية من الطراز الأول، فلم يقبل أن يكون الجنوب شيكاً مفتوحاً على بياض، يسلم على طبق من ذهب لمن يملك النفط والمال والنفوذ السياسي دون أفق واضح ومعلن يحقق أهدافه، وقد أدرك باعوم ذلك مبكراً، فسقوط المحافظات في الشمال بكل سهولة دون حروب أوغارات ودمار، علاوة على فرار هادي إلى الجنوب وبالتحديد عدن مبعث للشك، فكل تلك الخطوات والأحداث المشبوهة توحي بأن الغرض منها كان استدارج الحوثيين إلى عدن ليتم بعدها إطلاق ما سميت بعاصفة الحزم، لتصبح عدن والجنوب مسرحاً لحرب طاحنة يكون وقودها خيرة شباب الجنوب”.
بدوره، يدعو الناشط، محمد الحسني، إلى احترام موقف التيار، و”عدم تبرع بعض الجنوبيين بمنح صكوك الوطنية والخيانية لمن شاءوا، فموقف التيار من عاصفة الحزم كان ثابتاً منذ البداية، إذ تبنى موقفاً واضحاً يتمثل في أن يقف الجنوبيون مع دول الخليج بشرط أن تقف مع استقلال الجنوب وتمنح الجنوبيين ضمانات حول ذلك، لكن يبدو أن السعودية وبعض دول الخليج لم يرق لهم هذا الموقف، الذي يتعارض مع موقفهم المتمسك بالوحدة اليمنية”.
ويُذكر أنه في يناير 2015م، كان لتيار باعوم قصب السبق في تشكيل شرطة مدنية وحراسات أهلية مسلحة في مدينة المكلا، قبيل سقوطها بقبضة تنظيم “القاعدة”، حيث عقد التيار عدداً من الإجتماعات بهذا الصدد برئاسة فادي حسن باعوم وعبد العزيز أحمد باحشوان، رئيس “مجلس الحراك الثوري لتحرير واستقلال الجنوب بمحافظة حضرموت” ونخبة من قيادات “الحراك” في حضرموت، من أجل “حفظ أمن المواطنين وممتلكاتهم بمدينة المكلا، ولتفويت الفرصة على الجماعات المتطرفة التي كانت تتربص بالمدينة منذ وقت مبكر”.