الناطق الرسمي لأنصار الله: الأمريكي هو المعتدي وهو يمثّلُ السعوديةَ والإماراتِ والمرتزِقةَ الكبارَ والصغار.. تفاصيل اتفاق مبادئ مسقط
* جادّون من أجل السلام ولن نقبَلَ بأيّة تجاوُزات أو إجحاف بحق الشعب اليمني
* الأبجدياتُ الأولى تتمثّلُ في وقف العدوان ورفع الحصار البري والجوي واستئناف المشاورات
* المرتزِقةُ ليس لهم أيّ دور عسكري أو سياسي والجلوسُ معهم مضيعةٌ للوقت
* استئنافُ المشاورات نهايةَ هذا الشهر يؤدي إلى تشكيل حكومة نهاية هذا العام
أجرى الناطقُ الرسميُّ لِأَنصار الله ورئيسُ الوفد الوطني محمد عَبْـدالسلام، مساءَ أمس الأربعاء، اتصالاً هاتفياً مع قناةِ المسيرةِ وَضَّحَ فيه كُلَّ ما يتعلقُ بتوقيع اتفاق إطلاق النار، والذي سيدخُلُ حيّزَ التنفيذِ اليوم الخميس.
ولأهميّة الحوار نُعيْدُ نشرَه:
– قناة المسيرة: وزير الخارجية الأَمريكي جون كيري التقى بكم بحضور الوسيط العماني في مسقط وأعلن عقب ذلك التوصل لوقف إطلاق النار، لكن الشعب اليمني يريدُ أن يسمَعَ منكم.. ماذا دار خلال هذا اللقاء؟
بالتأكيدِ نحنُ في نشاطنا العام من خلال لقاءاتنا بالمجتمع الدولي، سواءٌ في مشاورات جنيف أَوْ بيِّل سويسرا، أَوْ اللقاءات التي تَمَّتْ في الكويت، وكذلك اللقاءات المتكرّرة التي تمّت في مسقط كُنا نعرف يقيناً أن الولايات المتحدة الأَمريكية التي أعلنت الحربَ من واشنطن هي التي تتحكَّمُ بمجرياتِ الأمور في المنطقة، كما هو الحال في بعض وبقية دول العالم.
وَفي الآونة الأخيرة قدّمت سلطنة عمان مقترحاً عبر وزير خارجيتها، السيد يوسف بن علوي، على أساسِ أن الأَمريكان يَرَون بأهميَةِ أن يكونَ هناك تحريكٌ لمسار المشاورات، وأن يكونَ هناك أَيْضاً تفاعُلٌ مع الخطّة التي قدّمها المبعوثُ الأممي، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، على أساس أن سلطنة عُمان ممكن أن تقومَ بدور في هذا الجانب لما لها من دور حيادي وأن تقومَ بجمع الأطراف وأن تقدم رؤيةً مشتركة، ووصلنا إلى مسقط والتقينا أَيْضاً بالقيادة العُمانية وبعددٍ من السفراء، وكانت القيادةُ العمانية تدرك تَمَاماً النفوذَ الأَمريكي على دول العدوان أَوْ ما يسمى بالدول الرباعية، هو شيء مهم جداً؛ ولهذا كان الاجتماعُ برعاية الوسيط العُماني الذي أدار النقاشَ والذي أَيْضاً كان محدَّداً للملامح التي يجب الاتفاق عليها.
وقُدِّمت إلينا على إثر ذلك الكثيرُ من النقاط التي قُمنا بالرد عليها وتوضيحها بشكل واضح وشفّاف والدور الأَمريكي في الحرب، وماذا تعمَلُ من دعمٍ، سواء على الآثار الإنسانية والاقتصادية، وما هو الذي يجبُ أن تفعلَه في هذه الظروف محاسبةً لأخلاقها التي تدّعيها في وسائل الإعلام بَعيداً عن الواقعِ العسكري والإنساني والاقتصادي الذي نعرفُهُ يقيناً، كما عرفناه من خلال مسارنا الطويل في النقاش، ثم بعد ذلك قدمت بعض الأفكار وقمنا بتعديلها بقدر المستطاع مع القيادة العُمانية وقمنا بنقلها إلى القيادة اليمنية وإلى المجلس السياسي الأعلى ممثلاً بالأستاذ صالح الصماد على أساسِ النقاشِ مع حُلفائنا للخروج برؤية موحَّدة، وهذا الذي تمَّ، وعلى أساس أن يكونَ هناك وقفٌ للأعمال القتالية بشكل شامل، وعلى غرار اتفاق 10 أبريل واجتماع لجان التهدئة والتنسيق، واستئناف المشاوَرات؛ باعتبارِ أن الخطّة التي قدّمها المبعوثُ أرضيةً للنقاش، وكذلك أن يكونَ هناك مسارٌ آخر يؤدّي إلى تشكيل الحكومة في نهاية هذا العام، باعتبار أن هذه محدداتٌ زمنيةٌ ومحددات لاستئناف المشاورات في نهاية هذا الشهر، وهذه محدداتٌ رئيسية ليست تفصيلية.
ونحن نعتبر أننا من خلالها نكون قد أثبتنا مصداقيتَنا في حرصنا على إيقافِ العدوان الغاشم على بلدنا وفَكّ الحصار، والتدخل العُماني الذي كان واضحاً هذه المرة ومباشراً من أعلى القيادة يدُلُّ أن هناك جديةٌ يجبُ أن نتحرَّكَ من خلالها لنرميَ الكرة في ملعب الطرف الآخر، هذا هو الذي تم ربما بشكل مختصر.
– قناة المسيرة: طيب، أستاذ محمد، ما الذي أدّى لِأَن تقبلوا بلقاء الأَمريكي؟، هل هو فشلُ تجربة الحوار مع الأطراف الأدنى منه أم ماذا؟
بالنسبة للقاء الأَمريكي نحن كما تعلمُ قد التقينا في كثير من اللقاءات في السابق، ولكن نحن ندركُ أن الأَمريكي هو مَن يقودُ هذه الحرب، الحرب أعلنت من واشطن والأَمريكان هم مَن يمثّل السعودية ومن يمثّل الإمارات ومَن يدور في فلكهما من المرتزِقة الصغار والكبار، ولهذا نحن ندرك تَمَاماً أنه عندما نجلسُ مع الأَمريكان نجلس بوجود الوسيط العُماني كضامِن ومراقِب، وندركُ تَمَاماً أن الأَمريكي هو الطرَفُ المعتدي، إذا لم نجلس نحن مع الأطراف مباشرةً، سواءٌ أكانت السعودية أَوْ الأَمريكان، فمع مَن نجلس، هل نجلس مع أدوات لا يعلمون ولا يعرفون ماذا يدور ولا بيدهم شيء! لم يعرفوا عن إعلانِ الحرب على اليمن، ولا يعرفون ما هي التفاصيل، وليس لديهم أيٌّ دور لا عسكري ولا سياسيّ، هذا مضيعة للوقت، وهذا حتى تضييع للجهود التي يبذُلُها الجيش واللجان الشعبية، من جهود جبّارة، ثم نحن ندرك أن الأَمريكي هو الذي يتحمّل المسؤولية التأريخية والأخلاقية بعدوانه على اليمن، بغضِّ النظر لماذا يريد أن يوقف هذه الحرب؟ وما هي التفاصيل ولماذا وغير ذلك، لكن نحن ندرك أننا نجلسُ نحن لنمثّلَ هذا الوطن في مواجهة عدوان له تداعياتٌ خارجية وهو عدوانٌ خارجي وليس عدواناً داخلياً، هذه حربٌ من الخارج، حصار من الخارج، فرض حظر جوي من الخارج، بإمكانات أَمريكية وبأسلحة خارجية أيضاً، وبتحالف من بعض الدول التي لها أَيْضاً مصالح في استجلاب الأموال السعودية على حساب ما يعانيه الشعب اليمني من معاناة كبيرة، ولهذا من الطبيعي أن نجلسَ نحن مع الطرف المعتدي ومَن بيده القرار، وأن تجلسَ الدولُ التي لها القرارُ السياسي والعسكري مباشرة، هذا هو الاتجاه الصحيح، والذي يهمنا أن الوسيط العماني؛ لِأَننا ندرك أنه قد لا يكون هناك أن يتحقق شيء، وهذا أمر محتمل، لكن نحن نعتقد بأن وجودَ العمانيين جيّد؛ لما لهم دور إيجابي خلال هذه الفترة والرغبة بأن يكون هناك حل سياسي في اليمن، لما للحرب في اليمن والعدوان في اليمن من تداعيات على أمن دول الجوار، بما فيها سلطنة عمان، قد يكونُ ذلك حافزاً أولاً في إثبات مصداقيتنا مع القيادة العمانية التي بذلت جهداً مشكورةً عليه، وكذلك في إثبات أننا أصحابُ قرار، لا أحد يمثّلنا، نحن من نمثّل أنفسنا من أبناء اليمن.
– قناة المسيرة: أستاذ محمد، الحديثُ عن تشكيل حكومة نهاية العام يبدو أنه جاء مجتزأً من خارطة حَلٍّ كاملة، هلا وضعتم لنا تفاصيل تلك الخارطة؟
ليس مجتزأ وإنما قُــدِّمَ على أساس أن هذه الحكومة هي جزءٌ من الخارطة التي قدمها المبعوث الأممي، ونحن ندركُ أن تشكيلَ الحكومة يحتاجُ إلى مؤسسة رئاسية تُحسَمُ في التفاصيل اللازمة بكيف تكونُ هذا الحكومة ومتى، وربما أن هناك رغبةً لتضييق مساحة الزمن؛ لِأَنْ لا يكونَ المجال مفتوحاً لمشاورات طويلة، وأن نصلَ في نهاية العام وقد تحققُ السلام وقد شُكلت الحكومة، ونحن نعلم أن تشكيلَ حكومة الوحدة الوطنية هو من مطالبِنا الأولى التي كنا نتحدثُ عنها في فترات سابقة، وكذلك إيجادُ سلطة تنفيذية توافقية بما فيها أَيْضاً الحكومة ومؤسسة الرئاسة، ولهذا هو لا يعني أن هناك استثناءً خاصّاً عن خارطة الطريق؛ لِأَننا عندما نذهبُ للمشاورات نحن سنذهبُ لنقاش كامل الأزمة السياسية والإنسانية والاقتصادية والأمنية والعسكرية، ومن ضمنها أَيْضاً المؤسّسة التوافقية المتمثلة في الرئاسة والحكومة والترتيبات الأمنية والعسكرية والمعالجات الإنْسَانية والاقتصادية المتمثلة في الحصار والعقوبات أَوْ القيود المفروضة ظُلماً وعدواناً على شعبنا اليمني.
– قناة المسيرة: وماذا عن العدوان والحصار أستاذ محمد؟
بالتأكيد وَقْفُ العدوان وفَكّ الحصار من الأولويات التي يطالِبُ بها الشعبُ اليمني، وإذا كانت هي الأبجديات الأولى لوقف العدوان فإنها تتمثّلُ بتوقف العدوان وعودة المشاورات، أن يتوقفَ الحصار، أن يُرفعَ الحصار، ويتوقف الحظر الجوي، هذه قضايا مُسَلّمٌ بها، ونحن ندرِكُ أن هذه المبادئ التي تم التوقيع عليها اليوم في العاصمة العمانية مسقط هي مبادئ عامة، وليست تفصيليةً، والتفاصيلُ هي تعودُ للنقاش الذي يجبُ أن يكون نقاش واضحاً في فترة زمنية محددة تصل بإيجاد حلٍّ سياسي لمَلْء الفراغ الذي أوجده العدوان، وكذلك على أساس أن تكونَ كُلُّ القوى الوطنية مشاركةً في أيَّة تفاعلات سياسية قادمة.
– قناة المسيرة: أستاذ محمد، سؤالٌ أخير، طبعاً على غير المعتاد لم يأتِ الأَمريكي على ذكر ما يسميه الشرعية، وتحدّث عن الاتفاق بينكم وبين تحالف العدوان، هل نسيهم الأَمريكي؟!
هو في الواقع الأَمريكي يتعامَلُ مع السعودي والإماراتي، الإماراتي الذي هو له قواتٌ موجودةٌ على الأرض، سواء في الجُزُر اليمنية أَوْ في السواحل. السعوديُّ أَيْضاً هو الذي له طائراتٌ وقواتٌ موجودة في مناطقَ مختلفة، للأسف نحن عندما نقول عن أبناء جلدتِنا أنهم وصلوا إلى هذه الحال، أنهم أصبحوا مرتزِقةً يقاتلون بالأجر اليومي في البُقع وفي ميدي وفي بعض المناطق من أجلِ إكساب هذه الدول مصالحها، هذا هو الواقع، ولهذا هذا شيءٌ نتيجةٌ طبيعة عندما يكون هناك حَلٌّ، ماذا تريد ممن يرى أنه بعد شهر، هو اليوم وزيرٌ في حكومة، أَوْ يدّعي أنها حكومةٌ شرعيةٌ أنه بعد شهر لن يكونَ في هذا المكان، وأنه سيكونُ هناك تحالُفٌ جديد وطني توجدُ فيه أطرافٌ سياسية أخرى، أَوْ لن يعودَ في هذا المكان، لم تعد لديه المكاسبُ المادية والسياسية، هذا أمرٌ طبيعي، ولكن نحن نعتقدُ أن الذي باع ذِمَّتَه ووطنَه من الطبيعي ألّا يُحترَمَ، وهذا شيء لسنا نحن معنيين به، نحن معنيون أن نتحدثَ مع مَن هو معنيٌّ بالعدوان المباشر على اليمن، وأن نقولَ له أن يتوقفَ وأن ننظُرَ في ما هي الحلول عبر وَسطاء، وهذا سُنةٌ معروفة في الحروب، وهم ليسوا هم أصحاب القرار، لا هم أصحاب القرار في الحرب العسكرية، ولا هم أصحاب القرار في الجانب السياسي، وإنما هم أدواتٌ استخدمهم العدوانُ للحرب بالأجر اليومي في مناطقَ مختلفةً من بلدنا إلى جانب السوداني، إلى جانب الإماراتي، إلى جانب السعودي في حرب عدوانيةٍ غاشمة لا مبرِّرَ لها، ماذا يريدُ هؤلاء من حربهم على اليمن، ولهذا من الطبيعي ألا يعرفوا مثلَ هذه المجريات، ولسنا نحن معنيين بمثلِ هذه التفاصيل، هذا شأنٌ يعنيهم، هو شأنٌ يخُصُّهم مع مَن يتحركون معه.
قناة المسرة: أفهم أستاذ محمد أنه تم التوقيعُ اليوم على المبادئ؟
نعم، نحن وقّعنا اليوم على مبادئ مسقط، نحن والإخوة في حزب المؤتمر الشعبي العام، وأصبح الآن الدورُ لدى الوسيط العُماني بالتواصُل مع الأَمريكان ومَن إليهم في تحديدِ الخطواتِ اللازمة والمتبقية لاستكمال هذا المسار.