ميدي والجوف وتعز تتصدّى لزحـوفات الرمـــق الأخـيـر وَدائرة الخلافات بين قيادات المرتزقة تتسع
صدى المسيرة- يحيى الشامي
تصدّى الجيشُ اليمني واللجان الشعبية لثلاثةِ زحوفاتٍ وُصفت بالكبيرة باتجاهِ منطقة ميدي الساحلية، وهي محاولاتٌ تأتي ضمن مُخَطّطات عسكريةٍ مستميتة يسعى من خلالها النظامُ السعودي، عبر حشودٍ كبيرة من المرتزقة والمأجورين، للسيطرة على مدينة ميدي المُطلة على البحر الأحمر.
وأفاد مصدرٌ ميدانيٌّ لصدى المسيرة أن انكسارَ الزحوفات الثلاثة جاء بعد ضربات مسدَّدة تلقّاها مرتزِقةُ ومنافقو النظام السعودي عقب محاولة تقدمهم باتجاه صحراء ميدي وساحلها، وذكر المصدرُ أن أعداداً كبيرة من منافقي العدوان شاركت في العملية التي انطلقت من أَكْثَر من محور في صحراء ميدي وشاطئها البحري.
ووفق رواية المصدر فإن مرتزِقةَ الجيش السعودي تكبّدوا خسائر بشرية كبيرة قُدّرت بخمسين قتيلاً، فضلاً عن عشرات الجرحى وعدد من الأسرى وقعوا في قبضة مقاتلي الجيش واللجان، مؤكّداً أن قياداتٍ عسكريةً من الجيش السعودي أشرفت على العملية وفق خطط رَسَمَتْها قيادات عسكرية يمنية موالية لهادي متواجدة داخل معسكرات التدريب وغرف العمليات في منطقة جيزان، مشيراً إلى أن الطيرانَ الحربي نفذ قبل انطلاق العملية سلسلة غارات تجاوزت الثلاثين غارةً استهدفت مواقع وتحصينات مفترضة للجيش واللجان الشعبية، على إثرها باشرت جموعُ المرتزقة الزحف نحو تلك المواقع التي تُمثّل خطوطَ الدفاع، مُطمئنين إلى أن الطيران قضى عليها بغاراته الاستباقية، الأمر الذي مثّل كميناً استُدرج إليه المرتزقة.
واستمرت محاولاتُ الزحف لأَكْثَر من عشرين ساعة من يومَي الاثنين والثلاثاء وانتهت بتنفيذ القوات اليمنية كميناً مُحكَماً قضى على العشرات من جموع المرتزقة بعد محاصرتهم لساعات شمال صحراء ميدي، وقد وزّع الإعلام الحربي مشاهدَ مطولة تُظهر تفاصيلَ العملية العسكرية التي شملت مناطق واسعة من الصحراء والساحل وتوثّق لحظات تصدي القوات اليمنية لجموع الزاحفين المرتزقة، ويظهَرُ في المشاهد عددٌ من جثث المرتزقة ممّن لقوا مصارِعَهم في العملية، فيما وثقت مشاهد أُخْــرَى فرار المرتزقة إثر تصدي مقاتلي الجيش اللجان الشعبية لهم في أطراف الصحراء، وساحل المدينة.
وتحدّث قياديٌّ ميداني عن تحشيدات قتاليّة ضخمة كانت السعودية قد أعدّتها خلال الشهر الماضي؛ بغرض تنفيذ عملية اجتياح واسعة لميدي، مضيفاً أن النظام السعودي كان قد تلقّى تعهدات من قيادات عسكرية موالية لعلي محسن وهادي بإخراجِ الجيشِ واللجان الشعبية من المدينة والسيطرة عليها، وأشار المصدرُ إلى أن هذه التعهّداتِ جاءت في أعقاب الانتكاساتِ المتتالية التي تلقّاها مرتزِقةُ الرياض في محورَي حرض وميدي، وتسببت بمجازر لجموع المجندين إبان معارك الأشهر الماضية التي دارت في تلك المناطق المحاذية لجيزان من الجهة الغربية.
ونشرت قبلَ أيّـام مواقعُ صحفيةٌ تابعة للعدوان تقريراً مطوّلاً كشف جانباً من الخسائر البشرية التي تكبّدها العدوان في معارك حرض وميدي، بلغت الـ 600 قتيل وما يزيد عن 1200 جريح، ووفقاً للمصدر فإن اتهامات متبادلة بين القيادات العسكرية الموالية لهادي تصاعدت في الآونة الأخيرة، ونسبت المصادر إلى جهات وصفتها بالمقربة من هذه القيادات أن عملية اجتياح منفذ حرض – قبل أشهر – الفاشلة والتي انتهت بمجزرة كبيرة قُتل فيها العشرات من مرتزقة الرياض كانت سبباً في إقصاء اللواء القميري عن المشهد، على خلفية فشله في قيادة العملية واتّهامه بالزج بالمقاتلين دون مُخَطّط عسكري واضح.
يُذكر أن المناطق الساحلية الغربية تشهد منذ بداية العدوان محاولات عسكرية مُستميتة من قبل الجيش السعودي ومرتزقته الموالين لهادي وعلي محسن بغرض السيطرة على المنطقة، وتسعى المملكة لتحقيق أي اختراق في هذه المناطق الحدودية وتسويقها كانتصارات إعلامية من شأنها التخفيفُ من الضغط اليومي الذي تتعرض له المملكة إعلامياً وعسكرياً، ولا يتردد النظامُ السعودي في إنفاق الملايين لتدريب وتسليح مجاميع المرتزقة ممن يتم استقطابُهم عبر قيادات مرتبطة أَوْ منتميّة لحزب الإصلاح.
وبموازاة الهزائم المُتكررة لمرتزقة النظام السعودي في مناطق ميدي وَحرض وفشل السعودية في اختراق الجبهة الغربية الشمالية، نجح المقاتلون اليمنيون في تكريس انتصاراتهم وحضورهم العسكري داخل أراضي ومعسكرات سعودية تتواجدُ قُبالة منطقتَي حجة وميدي، كما هو الحالُ في منطقة الموسَّم، حيث يُسيطر المقاتلون اليمنيون على معسكراتٍ ومواقعَ سعودية كما هو الحالُ في معسكر الحثيرة غربي جيزان مقابل منطقة ميدي، بالإضافة إلى مواقعَ ونقاطٍ عسكرية مقابلة لمنفذ الطوال السعودي وفي محيطه.
ويُفسّـر مراقبون تكرُّر الغاراتِ الجوية السعودية التي تستهدفُ تجمّعاتِ المرتزِقةِ المقاتلين تحت إمرة قادةٍ عسكريين سعوديين في منطقتَي ميدي والخوبة، تأتي كردّة فعلٍ عقابيةٍ إزاء الهزائم المتلاحقة التي يُمنَى بها مرتزِقةُ العدوان في معارك الساحل الغربي.
وفي سياق الامتهان الذي يمارسه الجيش السعودي في نجران بحق المرتزِقة المجلوبين من المحافظات الجنوبية ومأرب، وقعت اشتباكاتٌ وتبادُلُ إطلاق النار بين منافقي العدوان من المحافظات الجنوبية والشرطة السعودية بمنطقة خباش قُرب منفذ الخضراء في نجران.
وأوضح مصدرٌ عسكري مطلع، أن الاشتباكاتِ بين رُفقاء السلاح تصاعدت، مما استدعى تدخُّلَ جيش العدو السعودي، ما أدّى إلى مصرع عشرة سعوديين وخمسة يمنيين، كما أصيب تسعةٌ آخرون من المرتزِقة، وإثر انتهاء تلك المواجهة، أقدم الجيش السعودي على اعتقال أكثر من 22 منافقاً وإيداعهم السجن.. وأشار المصدر إلى أن الوضعَ في خباش لا زال متوتراً.
يُشار إلى أن تحالُفَ العدوان الأمريكي السعودي يعمَلُ على الزجِّ بأبناء المحافظات الجنوبية في محرقة نجران، حيث يسقطُ العشراتُ منهم بين قتلى وجرحى على مدار اليوم.