سوريا تقتربُ من استعادة كامل حلب وإسرائيل تتدخلُ بغارات قُرب دمشق
متابعات..|
استكملت قواتُ الجيش السوري مدعومةً بحلفائها، أمس الأربعاء، من استعادة سيطرتها على كامل مناطق حلب القديمة بعد التقدم السريع المباغت الذي شنته على مواقع المسلحين.
وأفاد نشطاءُ في المعارضة ومصادرُ ميدانية بأن قوات الجيش السوري اخترقت خطوط المسلحين وسط حلب القديمة، ما سبب وقوع حالة من الفوضى في صفوفهم واضطرارهم إلى الانسحاب باتجاه الجنوب.
وسبق أن أعلن الجيش السوري مساءَ الثلاثاء سيطرتَه على عدة أحياء في شرق حلب القديمة، بما فيها الشعار والمرجة وكرم القاطرجي، ما يعني عزله لآخر جيب للمسلحين داخل المدينة.
وأفادت مصادر في مواقع التواصل الاجتماعي بأن عشرات المسلحين بدأوا بالانسحاب من حلب الشرقية ليسلموا أنفسهم إلى قوات الجيش.
ولم يعد أمام مسلحي الأحياء الشرقية في مدينة حلب من خيارات سوى القبول بتسوية بشروط الدولة السورية، أو الذهاب نحو قتال يائس في بقعة تتآكل بسرعة يوماً بعد آخر.
عملياً، عجلات هذه التسوية دارت منذ أيام وأنتجت اتصالات عديدة بين مسؤولين معارضين وممثلين عن الجيش السوري، إذ يعيش المسلحون منذ أسبوع أياماً عصيبة تحت ضغط نفسي وعسكري كبيرين، مع تواصل الهجمات والقصف على مواقعهم، وتمكّن الجيش والقوى الرديفة من تحرير أحياء إضافية من المدينة، بأسرع ممّا كان يتوقع أكثر المراقبين تفاؤلاً. مصادر عليمة بالجبهة في حلب تروي أنّ قادة المسلحين، بسبب وضعهم السيّئ للغاية، علّقوا آمالهم على إصدار مجلس الأمن الدولي، أول من أمس، قراراً بهدنة في المدينة. أكثر من ذلك، حاول حلفاؤهم في ريف حلب فتح جبهة جمعية الزهراء، غرب المدينة، في محاولة للقول إنّ المحاصرين في الأحياء الشرقية غير متروكين، لكن لم يحدث أيّ تغيير هناك، بل إنّ المصادر تؤكد أنه حتى لو نجح الهجوم جزئياً، فإنه لن يغيّر شيئاً في قرار المعركة. كذلك عمل المسلحون على خلق معادلة شبيهة بمعادلة «كفريا والفوعة ــ مضايا والزبداني»، عبر قصفهم المركّز والعنيف على قريتي كفريا والفوعة الإدلبيتين المحاصرتين من قبلهم، وإزهاق أرواح عشرات المدنيين هناك، لكن أيضاً من دون نتيجة. القرار محسوم، يقول أحد القادة الميدانيين، بإعادة كل أحياء المدينة إلى سلطة الدولة السورية وقرارها. هذا القرار الذي تدعمه موسكو، وصل عبر قنواتها إلى واشنطن وأنقرة، والأخيرتان أبلغتا مسؤولي المجموعات المحاصرة بذلك، وهذا ما زاد الضغط النفسي عليهم، وأكد أنّ لا مجال لهم في حال أرادوا النجاة سوى القتال أو التسليم.
وقالت مصادر إعلامية سورية: “إن غارات جديدة نفذها الطيران الإسرائيلي على موقع قرب مطار دمشق العسكري، فجر أمس الأربعاء”.
ونقلت القناة “العبرية الثانية”، عن شهود عيان سوريين قولهم، “إن ألسنةَ الدخان تصاعدت من المكان المستهدَف دون معرفة الهدف الحقيقي أو حقيقة وجود ضحايا بالمكان”.