مرتزِقةُ تعز يتظاهرون بالدبابات مطالبين بإقالة قائد إصلاحي واجتثاث حزب الإصلاح من المدينة
صدى المسيرة – خاص
حوَّلَ مرتزِقةُ العدوان الأمريكي السعودي، مدينةَ تعز إلى ساحة للصراع وتصفية الخصومات بين أطيافهم وفصائلهم المختلفة التي يحرِصُ كُلُّ فريق منها على أن يستأثرَ بأكبر مساحة للركوع أمام العدوان الأمريكي السعودي وأوفر قدر من رَيْع العمالة، وإنْ تطلب ذلك توجيهَ فوهات المدافع نحو الأطياف والفصائل الأُخْـرَى.
أبو العباس، أبو الصدوق، عارف جامل، عدنان رزيق، خالد فاضل، صادق سرحان، عدنان الحمادي وأسماء أُخْـرَى من قادات المرتزقة والجماعات الإرهابية لا يكاد يمر عليهم وقتٌ قصير دون أن تنشَبَ بينهم المعارك وتسيل بينهما الدماء.
وفيما تشيرُ معلوماتٌ شبهُ مؤكَّدةٍ إلى توجُّــهِ تحالف العدوان وعلى رأسه الإمارات بالدعم لفصائل المرتزقة باستثناءِ فصيل حزب الإصلاح “الإخوان المسلمين” الذي يتهمُه تحالُفُ العدوان والفصائل الأُخْـرَى بالعمل لصالح حزبه نزّل عشرات المسلحين التابعين لما يسمى بلواء الحمزة وكذلك التابعين لجماعة أبي الصدوق، أمس الأول الثلاثاء، وسط المدينة بالدبابات والأسلحة الثقيلة للتعبير عن احتجاجهم وغضبهم من رفض دَمْجِهم في كشف القوات الرسمية التابعة لمرتزقة العدوان.
واحتشد المسلحون على متن الدبابات والمدرعات إلى شارع جمال وسط مدينة تعز واحتلوا المنطقة التي يقع فيها مكتبُ المحافظة والإدارة المحلية ومقر شركة النفط موجّهين فوهات المدافع نحو مكتب قائد ما يسمى بمحور تعز “خالد فاضل” المنتمي إلى حزب الإصلاح “الإخوان المسلمين”.
وطالب المسلحون الغاضبون بإقالة فاضل، موجّهين له تُهمة العمل لصالح حزبه وترقيم آلاف الأشخاص الآخرين ممن هم نائمون في المنازل، حد قولهم، وعدم تنفيذ وعوده بدمجهم في الكشف الرسمي لقوات المرتزقة مع المئات ممن تم جمعُهم تحت قيادة “أبي الصدوق” وعددُهم 800 مسلح.
وقال المحتجون: إن الوعود التي قطعتها قياداتُ المرتزقة لم يتم تنفيذها، وأنها بالإضافة إلى ذلك أوقفت مخصّصاتهم من الأسلحة والذخيرة والمواد الغذائية.
كما وجّه “أبو الصدوق” جُملةً من الاتهامات لقيادات المرتزقة، وقال إنها تنكّرت له ولرجاله وأهملت الجرحى الذين يعانون من جراحات متفاوتة منذ أكثر من عام ونصف عام دون أن يتم علاجهم.
وتُظهِرُ الشعاراتُ التي رفعها المسلحون الهجومَ على حزب الإصلاح “الإخوان المسلمين” ومطالبة العدو الإماراتي بإزاحته عن الساحة في تعز، وهو ما جعل المرتزق حمود المخلافي يستنكرُ هذه الشعارات ويدعو إلى القبض على هؤلاء المسلحين ومحاسبتهم.
المخلافي ظهر في فيديو بُـثّ مُباشِراً على وسائل التواصل الاجتماعي مهزوزاً تقنياً ولم يظهر على قناة فضائية، كما كانت عادته، الأمر الذي اعتبره مراقبون مؤشراً على طي تحالف العدوان لصفحة المخلافي إلى الحد الذي لم يعد يسمح لأيّة قناة فضائية أن تنقل تصريحاته.
وكانت مصادرُ مطلعةٌ قد أفادت أن فرار زعيم المرتزقة حمود المخلافي من تعز كان بسبب تعرُّضه أكثر من مرة لمحاولات اغتيال من قبل جماعة أبي العباس وجماعة عدنان رزيق، على خلفية خصومات بينهما وتصفيات سابقة أسفرت إحداها عن مصرعِ حمزة سعيد المخلافي وأُخْـرَى عن مصرع قيادي مقرّب من أبي العباس.
وكان صراعٌ سابقٌ قد نَشَبَ مطلعَ الشهر الماضي بين القيادي الإصلاحي صادق سرحان قائد ما يُسمّى بالمجلس العسكري للمرتزقة والمحافظ المعيّن من قِبل تحالف العدوان علي المعمري، على خلفية تسلم الأخير للدعم من تحالُف العدوان وإخفائه عن باقي فصائل المرتزقة.
وأسفر هذا الصراعُ عن مصرع العديد من القيادات من ضمنها أشخاصٌ مقربون من كُلٍّ من المعمري وسرحان.