عربُ (العـاصفة) وما بعـدَها !
* عـبد الله عـلي صـبري
– في مثل هذا اليوم أفاقت صنعاءُ على خطب كبير ، بعد أن اشتعلت أرضها وسماءها بغارات جوية أعلنت عبرها مملكة آل سعود عن تحالف عربي وخليجي انضوى في إطار ما يسمى بعاصفة الحزم ، التي أراد لها مخططوها أن تنجز حرباً خاطفة وحاسمة تحت شماعة ( استعادة الشرعية ) و(حماية الأمن القومي العربي)، فجاءت النتائج على الضد تماماً.
يغرق آل سعود في الدم اليمني ، وتغرق معهم أحلام مملكة كانت ترفل في نعيم الاستقرار والرخاء. وعلى قارعة الدم المسفوح ظلماً وعدواناً تتشظى مشاريع التضامن العربي ، وتتبعثر الملفات الجامعة لهذه الأمة ، بفعل حماقات ملوك وإمراء النفط الذين منحتهم الأقدار فرصة القيادة فلم يرعوا حقاً للإسلام ، ولا للعروبة والجوار .
أدارت الرياض وعواصم الحزم ظهرها لإسرائيل ، وانخرطت بالنيابة عنها في حرب عشواء على يمن العروبة والإسلام ، فأوغلت في القتل والحصار ، ودبجت في وسائل إعلامها انتصارات “دينكوشتية” سرعان ما تبخرت ، ليكتشف المعتدون حجم الورطة التي وقعوا فيها. وفي المقابل وعلى مدار عامين سطر الشعب اليمني العظيم ملحمة صمود تاريخية تحدى فيها الصعاب والمعوقات ومختلف الظروف البائسة التي يعيشها شعب موغل في الأمجاد والحضارة .
استجمع شعبنا قواه المتاحة ونفخ فيها من إيمانه وصبره ، فتكلل صموده بآيات الانتصار في مختلف الجبهات. وإذ أراد الأعداء لنا ولشعبنا الهوان والاستسلام ، فقد شاء الله أن تكون يوميات العدوان ضاجةً بصور العزم والبأس اليماني، وشهد الأعداء قبل الأصدقاء للفارس الذي يقاتل وحيداً في معركة غير متكافئة فينتصر لذاته ويقهر أعدائه. !
تدخل الحرب عامها الثالث، واليمنيون كلهم ثقة بالنصر الموعود ، فيما عدوهم يتخبط فلا يجد مخرجاً آمنا تستعيد فيه المملكة بعضاً من التوازن والهيبة اللتان خسرتهما في حربها على اليمن.
وأما عرب ( العاصفة ) وعيالها ، فإن ( العواصف ) الداخلية والخارجية باتت تهدد عروشهم واقتصاداتهم، وتنذر بسيناريوهات كارثية، وأيام سوداء تنتظر كل المتورطين في حمام الدم اليمني، وكل حاكم عربي استبدل صداقة الشعب اليمني بالولاء والتابعية لإسرائيل !!