فشل الأدوات الخليجية يدفع أمريكا لبحث احتلال الحديدة والساحل الغربي عسكرياً
-
محلّل سياسي أَمريكي: القواتُ الأَمريكيةُ تسانِدُ السعوديّة في حرب اليمن وتظهَرُ وكأنها تحارب القاعدة
-
مجلة “ذي اتلانتك” الأَمريكية: إدارةُ ترامب تسعى لتصعيد باهظ الثمن في اليمن
صدى المسيرة: إبراهيم السراجي
مع دخول العدوان عامَه الثالث، ليس هناك مَن يحتاج لرفع المعنويات أَكْثَـر من النظام السعوديّ الذي مر عليه يوم 26 مارس ثقيلاً، فقد حوصر بالتحليلات التي لم يتضمن أيٌّ منها إشارةً لوجود أي نجاح لعدوانه، ولذلك تقدم بطلب إلى الولايات المتحدة لتوسيعِ مشاركتها المباشرة في العدوان، بحسب ما ذكرت صحيفة “واشنطن بوست”، نقلاً عن وزير الدفاع الأَمريكي جميس ماتيس الذي بدوره تبنى طلب دول العدوان وطرحه على البيت الأبيض.
بالنسبة للشعب اليمني والرأي العالمي في معظم دول العالم، فإن الدور الأَمريكي الكبير في العدوان على اليمن لم يعُدْ بحاجة لدليلٍ أَكْثَـرَ من الأدلة التي تم الكشفُ عنها خلال العامين الماضيين والتصريحات المباشرة للمسؤولين الأَمريكيين، إلا أن الطلبَ السعوديّ بتوسيع المشاركة الأَمريكية في الحرب على اليمن، يمكن اعتبارها دليلاً إضافياً على أنه عدوان أَمريكي بالدرجة الأولى، ومن جهة أخرى يمكن اعتباره دليلاً على إقرار قوى العدوان بفشلها خلال العامين الماضيين، وكذلك إدراكه لعجزه عن تحقيق التقدم المطلوب خلال الفترة المقبلة من العدوان.
على مدى الأسبوع الماضي انشغل المسؤولون السعوديّون والإماراتيين والفاران عبدربه منصور هادي وعلي محسن الأحمر، باللقاءات مع الأَمريكيين، وإطلاق التصريحات المتباهية بإعلان الولايات المتحدة نيتها توسيعَ مشاركتها المباشرة في العدوان على اليمن، والذي كشفت عنه صحيفة الواشنطن بوست.
وقالت الصحيفة الأَمريكية إن دول تحالف العدوان طلبت مساعدة عسكرية أَمريكية أوسع في معارك الساحل الغربي في باليمن بالتزامُن مع دخول الحرب عامها الثالث، مشيرةً إلى أن وزيرَ الدفاع الأَمريكي جميس ماتيس تقدم بطلب إلى البيت البيض لرفع القيود التي فرضتها إدَارَة أوباما على توريد الأسلحة للدول المشاركة في الحرب على اليمن والاستجابة للطلب بتوسيع المشاركة الأَمريكية.
مسؤولون أَمريكيون صرّحوا لوكالة رويترز أن واشنطن تدرس بشكلٍ جدي توسيع دورها في الحرب على اليمن وتقديم المزيد من المساعدات المباشرة في معركة الساحل الغربي واحتلال محافظة الحديدة.
وتعاملت دول العدوان الخليجية مع الإعلان الأَمريكي باهتمامٍ كبير وتصريحات أوحت أن الموافقة الأَمريكية بتوسيع المشاركة قد تمت وأن الحديث عن وضعها تحت الدراسة مجرد محاولة لجس نبض الرأي العام الأَمريكي.
وأظهر الناطق باسم العدوان أحمد عسيري، ترحيباً كبيراً بتوسيع الدور الأَمريكي في الحرب على اليمن والحملة العسكرية لاحتلال محافظة الحديدة، وعلى الرغم من أن ذلك الاحتفاء يكشف شعور النظام السعوديّ ودول العدوان بالعجز والهزيمة بعد دخول العدوان عامه الثالث، إلا أنه يكشف أيضاً حجم وأهمية الدور الأَمريكي المباشر في العدوان والذي يعبر عنه عسيري بشكل واضح، مؤكداً أنه لا غنىً عن الدور الأَمريكي.
وقال عسيري في مقابلة مع قناة “فوكس نيوز” الأَمريكية إن المملكة ترحب باهتمام الإدَارَة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس دونالد ترامب، بدعم أصدقائها الذي يقاتلون ما وصفه “التدخل الإيراني في اليمن”.
وأضاف عسيري أنه لا غنىً عن دعم واشنطن، مشيرًا إلى أنّ الرئيس ترامب حرص على إبداء حماسه الواضح لمحمد بن سلمان ولي ولي خلال الاجتماع الثنائي في واشنطن، حيال ما وصفه بحملات التحديث، التي من شأنها أن تجعَلَ السعوديّة شريكًا استراتيجيًا أَكْثَـر قيمة لواشنطن.
تذكيرُ عسيري باللقاء الذي جمع بين بن سلمان وترامب يؤكّدُ التقاريرَ التي أكّدت أن الإعلانَ عن استثمار سعوديّ في أَمريكا بقيمة 200 مليار دولار لم يكن إلا ابتزاز أَمريكي جديد للنظام السعوديّ مقابل توسيع المشاركة الأَمريكية المباشرة في العدوان على اليمن.
- لقاءاتٌ متعددةٌ تجمع الأَمريكيين بمسؤولين خليجيين ومرتزقة الرياض
تحت مزاعم محاربة إيران في اليمن، والذي كان الشعار الذي انطلق به العدوان على اليمن، شهد شهر مارس الجاري لقاءاتٍ مكلفةً للخزائن الخليجية مع الأَمريكيين، وأبرزها لقاء بن سلمان مع ترامب الذي كلّفه بضربة واحدة 200 مليار دولار.
الفار هادي خلال الشهر ذاته وفي مقر إقامته بفنادق الرياض عقد ثلاث لقاءات مع السفير الأَمريكي ولقاءً رابعاً مع مساعد وزير الخارجية الأَمريكي.
أما يوم الأحد الماضي، وبالتزامن مع خروج الشعب اليمني في الذكرى الثانية للعدوان، أجرت صحيفة الرياضِ السعوديّة حواراً آخرَ مع الفار هادي والذي كشف في معظم إجاباته أنه لم يقدم على أية خطوة دون أن يتصلَ بالرئيس الأَمريكي أَوْ السفير الأَمريكي بصنعاء.
كما وصف الفار هادي خلالَ المقابلة، موقفَ إدَارَة الرئيس الأَمريكي دونالد ترامب بأنه رائع وأن أمريكا ترفض أن يكون هناك أي نفوذ لمن وصفهم “الحوثيين” وأنها تعهدت له بأنها لن تسمح بأي توسع لإيران في الشرق الأوسط.
- الصحفُ الأَمريكية ودورُ واشنطن في العدوان
بالتزامن مع إكمال العدوان السعوديّ عامَه الثاني والحديث عن دور مباشر وأوسع لواشنطن، علّقت صحيفة “فورين بوليسي” الأَمريكي بأنها الذكرى الثانية للتخريب الأَمريكي المخجل في اليمن، مشيرة إلى أنه بعد عامين وآلاف من الضحايا المدنيين، تحتاجُ إدَارَة ترامب لمعرفة الحقيقة التي تؤكّدُ أنه لا يمكن الانتصارُ في الحرب التي ليس لها أي مبرر. وأضافت أنه وفي نهاية المطاف فإنَّ الحلَّ للحرب التي تشارك فيها الولايات المتحدة بشكل مباشر هو وقفها، مشيرة إلى أن القصفَ الذي يتعرض له اليمن بطريقة غير أخلاقية وعشوائية منذ البداية، بما في ذلك الذخائر العنقودية التي تزودها الولايات المتحدة، أَصْبَـح مُداناً على مستوى واسع من قبل العالم.
مجلة “ذي اتلانتك” الأَمريكية فرأت أن توسيع المشاركة الأَمريكية يعبر عن سعي ترامب لتصعيد حرب أخرى باهظة الثمن في بلد تكون التداعيات الجانبية بالنسبة للعديد من القتلى البريئين أَكْثَـرَ احتماليةً من جني مكاسبَ دائمة.
وتشير الصحيفة إلى أن الواقع يؤكد أن الولاياتِ المتحدة تحالفت مع السعوديّة في الحملة العسكرية الوحشية ضد اليمن.
ولأن الحديثَ عن توسيع المشاركة الأَمريكية مجرد مظهر جديد لتواجُد أَمريكي واسع في الحرب على اليمن منذ عامين؛ بغرض رفع معنويات قوى العدوان بأنه سيكون هناك متغيرٌ جديد يخرِجُها من حالة الهزيمة فيما الحقيقة أن ذلك لن يغيرَ شيئاً سوى مئات المليارات الإضافية التي سيقدمها النظام السعوديّ للولايات المتحدة.
وفي هذا السياق تنقل المجلة عن المحلل السياسي “مايكل برندان دوغيرتي” قوله “إن دور الولايات المتحدة في الحرب يعتبر أساسياً، حيث وَأن السعوديّة تشتري معظم الأسلحة من الولايات المتحدة إلى جانب أن الولايات المتحدة هي من درّبت الطيارين السعوديّين وتقوم خلال هذه الحرب بتزويد الطائرات المقاتلة بالوقود في الجو”.
ويكشِفُ المحللُ الأَمريكي حقيقةَ الحرب الأَمريكية على القاعدة في اليمن بأنها غطاءٌ لمساعدة أَمريكية للسعوديّة في اليمن، حيث أشار لوجود اعتقاد على نطاق واسع بأن الجيشَ الأميركي يساعد السعوديّين في تحديد الأَهْدَاف وباتت قواتُ العمليات الخَاصَّـة تنفذ عمليات على الارض في اليمن لمحاربة- ظاهريا- جماعات القاعدة”.