الجيشُ الأمريكي يبدَأُ بإنشاء قاعدة عسكرية في جزيرة حنيش الكبرى بغطاء العدوان
صدى المسيرة: متابعات
بشكلٍ متسارِعٍ يواصِلُ القناعُ الأمريكيُّ سُقوطَه واختباءَه وراء العدوان الذي كُلِّفت السعوديّةُ بقيادته ضد الشعب اليمني منذُ أكثرَ من عامين، حيث بدأت واشنطن خطواتِها العملية للسيطرة على البحر الأحمر عبر إنشاء مزيد من القواعد العسكرية في الجزر اليمنية الواقعة تحت الاحتلال.
وكشفت مصادر إعلامية عربية، أن الولايات المتحدة الأمريكية بدأت عمليةَ إنشاء قاعدة عسكرية للجيش الأمريكي في جزيرة حنيش اليمنية في البحر الأحمر، ونقلت عبر طائرات عسكرية معداتٍ عسكريةً وتقنية إلى الجزيرة.
وكشفت صحيفة الأخبار اللبنانية، أن طائرتين عسكريتين حطّتا مؤخّراً في جزيرة حنيش، وكانت تحملان معداتٍ مختلفة، منها المخصّص للتنصّت والرصد الاستخباري. الموقع هو جزيرة حنيش الكبرى.
ونقلت الأخبارُ عن مصادرَ خاصةٍ أن عَدَداً من الخُبَراء الأميركيين، فور وصولهم الجزيرة، سعوا إلى تركيب أجهزة رادار، علماً بأن حنيش سبق أن تعرَّضت خلال العام الأول من الحرب لقصف جوي أدَّى إلى مغادرة الصيادين. وأشارت مصادر الصحيفة إلى أنه ومنذ ذلك اليوم، صارت حُنَيش منطقة عسكرية مغلقة.
وأضافت مصادرُ الصحيفة أن الطائرتين الأمريكيتين هبطتا على مدرج تُرابي تم توسعته أخيراً، في الوقت الذي بدأت فيه فرقٌ أخرى تسوير مواقعَ في الجزيرة تتمتع بمرتفعاتها الصخرية (أعلى مرتفع 430 متراً عن سطح البحر).
ولفتت الصحيفة إلى أسباب اختيار الأمريكيين للجزيرة التي قالت إن من بينها خلوَّها من السكان، إضافةً إلى موقعها الحيوي ووجود منشآت عسكرية بناها الجيش اليمني سابقاً مطلع التسعينيات. وهي سبق أن تعرضت للاحتلال من إريتريا نهاية 1995، قبل أن تعودَ إلى اليمن بعد التحكيم الدولي.
وبحسب الصحيفة، وبالتزامُن مع وصول طائرتي النقل التابعتين للجَيش الأمريكي إلى الجزيرة (الثلاثاء الماضي)، منعت قواتُ تحالف العدوان كافة قواتها العاملة في بقية الجزر، وكذلك الموجودة بالقُرب من السواحل اليمنية، من الاقتراب من حنيش، من دون أن تكشفَ عن أسباب المنع، لكن من الواضح أن الهدفَ هو الحفاظُ على سرية التحرّك العسكري الأمريكي الذي يأتي في ظل حديث وسائل الإعلام التابعة للعدوان عن عملية عسكرية تستهدفُ ميناء ومحافظة الحديدة.
في سياق متصل، تقولُ الصحيفة إن السيطرة الفعلية للإمارات على سقطرى (جزيرة على مدخل خليج عدن وبحر العرب والمحيط الهندي) كانت قد أدت إلى فتح شهية السعوديّة في السيطرة على جزر أخرى في البحرين العربي والأحمر؛ ونظراً إلى ما تمثله ميون، المشرفة على باب المندب، قررت السعوديّة بناء قاعدة عسكرية لها في الجزيرة قبل أن تباشر قياداتٌ يمنية موالية لها مهمةَ إجبار سكان الجزيرة على المغادرة، عبرَ أساليب الترغيب والترهيب؛ لإخلاء المنطقة والبدء ببناء أسوار القاعدة العسكرية المزمع إقامتها.
أما زُقَر، وهي إحدى جُزُر أرخبيل ــ حنيش، وبحسب الصحيفة اللبنانية، فكانت ضمن أهداف دول تحالف العدوان، حيث يوجد فيها حالياً المئات من المجنَّدين الجدد، إضافةً إلى ضباط من جنسيات مختلفة يتولّون إدارة العمليات العسكرية من الجزيرة ويقومون بمهماتٍ أخرى تتعلق برصد حركة الملاحة.
وزُقَر من أقرب المواقع لباب المندب، وتُشرِفُ على ثلاثة من خطوط الملاحة، وسبق أن تعرَّضت للاحتلال الإسرائيلي قبل حرب 1973 وفقَ مصادر تاريخية متعددة.
وزقر وحنيش من أهم الجزر ذات الموقع الاستراتيجي التي سبق أن حاولت واشنطن بشأنها توسيعَ الخلاف اليمني ــ الإريتري منتصف التسعينيات؛ بهدف تدويل تلك الجزر ووضعها تحت إدارة الأمم المتحدة.
وتكمُنُ أهميةُ الجُزُر اليمنية في البحر الأحمر في إشرافها على خطوط الملاحة الدولية وقُربها من المضيق المهم باب المندب، فضلاً عن تمتُّعِها بتضاريس متنوعة وثروات بحرية متعددة.