ناطق أنصار الله : الآن أقلعت الطائرة إلى جنيف والأمم المتحدة عجزت في تأمين مسار الرحلة الجوية وهناك إعاقة وموقف أهوج يهدف إلى عرقلة المشاورات
صدى المسيرة خاص:
أقلعت الطائرة الأممية الآن من مطار جيبوتي متوجهة إلى جنيف بعد أن كان هناك منع وعرقلة لما يقارب 24 ساعة يهدف إلى عرقلة مسار المكونات السياسية المتجهة إلى جنيف لعقد المشاورات السياسية اليمنية برعاية الأمم المتحدة.
وأكد الناطق الرسمي لأنصارالله محمد عبدالسلام أن هناك إعاقة واضحة وموقف أهوج يهدف إلى عرقلة مسار المكونات السياسية المتجهة إلى جنيف لعقد المشاورات السياسية اليمنية برعاية الأمم المتحدة.
وقال محمد عبدالسلام في منشور له على مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: أن الأمم المتحدة عجزت في تأمين مسار الرحلة الجوية وتقاعست حتى عن التحرك لتغيير مسارها أو إيجاد بدائل.
وكشف عبدالسلام أن القيادة العمانية بذلت جهوداً واسعة لتأمين مسار الرحلة لمواصلة سيرها إلى العاصمة السويسرية جنيف.
وطالب عبدالسلام الأمم المتحدة بتوضيح الموقف وأسبابه وإدانة مثل هذا التصرف الساعي إلى عرقلة جهودها في عقد المشاورات السياسية.
وغادَرَ مساء أمس أعضاء وممثلو المكونات والأحزاب السياسية الـيَـمَـنية صنعاءَ متجهين إلى سويسرا؛ للمشاركة في مشاورات “جنيف” والتي من المقرَّر أن تنطلقَ يومنا هذا برعاية الأُمَـم المتحدة.
ويضُمُّ الوفدُ أعضاءً من الأحزاب السياسية: الاشتراكي، المؤتمر الشعبي العام، حزب الحق، الحراك الجنوبي، أحزاب التحالف الوطني، أنصار الله، وَاتحاد القوى الشعبية، والبعث العربي الاشتراكي.
الناطقُ الرسمي لأنصار الله محمد عَبدالسلام تمنَّى لوفود المكونات السياسية المشارِكة في مؤتمر جنيف التوفيقَ والوصولَ بالسلامة ولشعبنا الـيَـمَـني العزيز الأمن والاستقرار.
وقال عَبدالسلام بمنشور له في صفحته على “الفيس بوك”: إن المكونات السياسية غادرت صنعاء متجهةً إلى جنيف بعد توضيح مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى الـيَـمَـن إسماعيل ولد الشيخ في ما يخُصُّ المكونات السياسية.
وقال عضوُ المجلس السياسي لأنصار الله حمزة الحوثي: إن المشارَكةَ في مشاورات جنيف تأتي بدعوة من الأُمَـم المتحدة للمكونات السياسية الـيَـمَـنية وبدون شروط مسبقة، وتهدفُ إلى إحياء العملية السياسية وإيجاد حلولٍ لما يمر به الوطن.
وأكد الحوثي أَن المشاورات ستكونُ بين المكونات السياسية وفقَ ما حدده بيانُ الأُمَـم المتحدة الصادر يوم أمس الأول (السبت)، فضلاً عن أنها مشاوراتٌ تخصُّ الشأنَ الـيَـمَـني الداخلي، معرباً عن أمله في أن تَصل المشاوراتُ إلى حلول ترفع المعاناة عن الشعب الـيَـمَـني وتوقف العُـدْوَان.
فيما أعرب أمينُ عام حزب الحق حسن زيد، عن أمله في أَن تكونَ مشاوراتُ جنيف منبراً إعلامياً دولياً؛ لعرض حجم العُـدْوَان وآثاره على الشعب الـيَـمَـني، وأن تتمكنَ المكوناتُ من خلاله رفعَ مظلومية الشعب الـيَـمَـني، لافتاً في تصريح لوكالة سبأ للأنباء إلى ما يتعرَّضُ له الشعبُ الـيَـمَـني من جرائمَ غير مسبوقة وبتواطؤ إقْليْمي ودولي.
من جهته قال أمينُ عام المؤتمر الشعبي العام عارف الزوكا لوكالة سبأ: “نحن ذاهبون إلى جنيف ومستعدون للذهاب إلى أقصى نقطة في العالم؛ من أجل شعبنا الصامد الذي يعاني الأمرّين من القصف البربري والحصار الجائر”.
وأضاف “نحن في المؤتمر الشعبي العام ومعنا كُلّ القوى الوطنية في المجتمع سنظل صامدين أمام هذا العُـدْوَان وسنعملُ بكافة السبل لرفع العُـدْوَان على بلادنا”.
الأمينُ العام للحزب الاشتراكي الـيَـمَـني عبدالرحمن السقاف، من جهته، أكّد في تصريح خاص لوكالة الأنباء الـيَـمَـنية (سبأ) أن النقاط الرئيسية التي يجب أَن تناقَشُ في مشاورات جنيف، هي وقف الحرب وإزالة الحصار الجائر على الشعب الـيَـمَـني. وأوضح السقاف أَن الحربَ والحصار سبّبَا كارثةً على الشعب الـيَـمَـني من خلال حرمانه من احتياجاته الأساسية، كالمواد الغذائية والطبية والمشتقات النفطية والمياه والكهرباء وغيرها.
وقال إن “الحربَ تسبّبت في تدمير منازل المواطنين وقتل الأَطْفَال والنساء، وتلوث البيئة وانتشار الأمراض والأوبئة على رأسها حُمَّى الضنك”، معرباً عن أمله في أن تخرُجَ مشاورات جنيف بقرارات تصب في مصلحة الشعب الـيَـمَـني.
وكان المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد قد أعلن عن بدء المشاورات الشاملة الأولية برعاية الأُمَـم المتحدة في مقرها بمدينة جنيف، مشيراً إلى أن هذه المشاورات ستكون بين المكونات السياسية الـيَـمَـنية وهي المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه وأنصار الله وحلفاؤهم والمشترك وشركاؤه والحراك الجنوبي السلمي.
وأهاب البيانُ بالمكونات السياسية الـيَـمَـنية المشاركة في هذه المشاورات “بحُسن نية وبدون شُرُوط مسبقة وفي جو من الثقة والاحترام المتبادل للعمل معاً من أجل إيجاد سُبُل لإحياء العملية السياسية والتوصل إلى حل ينقذ الـيَـمَـن وشعبه من الأزمة الحالية الخطيرة”.
ويبدي الكثير من المراقبين السياسيين تخوفهم من احتمال نجاح هذه المشاورات لا سيما والسعودية تعمل على تعطيله بكافة الوسائل المتاحة.
وكان الأمينُ العام للأمم المتحدة بان كي مون قد عقد يوم أمس الأحد لقاءً مع مبعوثه الخاص إسماعيل ولد الشيخ أحمد ولقاء آخر مع الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عَبداللطيف الزياني قبل انطلاق مشاورات جنيف يومنا هذا.
وطالب الزياني بان كي مون بتطبيق قرار مجلس الأمن 2216، معتبراً أنه هو الحل الوحيد لإخراج الـيَـمَـن إلى بر الأمان، وهو ما اعتبره سياسيون مقدمةً وضغطاً سياسياً وشروطاً موضوعة على طاولة المشاورات، وهو ما ترفُضُه المكوناتُ السياسية داخل اليمن والذي يصرون على أن تتم هذه المشاورات تحتَ شروط مسبقة.
واستبق الشعبُ الـيَـمَـني هذه المشاورات بالخروج بمسيرة شعبية حاشدة في العاصمة صنعاء طالبت العالَمَ بالضغط على السعودية لفك الحصار، وهي رسالة واضحة لكل قوى العالم بأن الشعب هو صاحب الكلمة الأولى ولن يقبل بأية تنازلات تنتقص من حقه في الحياة والعيش الكريم.
وبالتوازي مع الصمود الشعبي، فإن الميدان كما يرى آخرون- هو المعوَّل عليه لردع العُـدْوَان ومجابهته وقطع دابر المعتدين؛ كون هزيمة أدوات السعودية سيفتح البابَ للاعتراف بثورة الشعب وسياسة الأمر الواقع.
وكانت الأُمَـمُ المتحدة قد أجّلت عقْدَ هذه المشاورات أَكْثَرَ من مرة، حيث كان من المقرر عقده في الثامن والعشرين من الشهر الماضي غيرَ أن السعودية تدخلت بكل ثقلها لعرقلة هذه اللقاء، وشنت غاراتٍ جوية مكثفة على عدد من محافظات الجمهورية أدت إلى سقوط المزيد من الضحايا المدنيين.
وعقب هذه المذابح الدامية أعلن بان كي مون عن موعد جديد لهذه المشاورات وذلك ابتداءً من يومنا هذا الاثنين 15 يونيو.