مديرُ المستشفى الجمهوري بصعدة لــ “صدى المسيرة”: نستقبلُ أسبوعياً 4 حالات من ضحايا مخلّفات القنابل وأغلبُهم من الأطفال والنساء
مخلفاتُ القنابل العنقودية.. الموتُ يعشعشُ في صعدة
صدى المسيرة| خاص:
لا يزالُ الموتُ يعشعشُ في كُلّ زاوية من زوايا الحياة في محافظة صعدة التي كان لها النصيب الأكبر في عدد الغارات الأمريكية السعوديّة على اليمن والتي يفوق عددها الغارات على العراق وأفغانستان، حيث استخدم العدوانُ في حربِه على هذه المحافظة المعروفةِ عند اليمنيين قديماً وحديثاً بأنها محافظة “السلام” كُلَّ أنواع الأسلحة المحرمة دولياً من القنابل العنقودية المصنعة في أمريكا، مستهدفةً البشر والشجر والحجر في هذه المحافظة، وصار الكل مهدَّداً فيها بالموت، فمن استطاع أن ينجوَ من الغارات الإجرامية فلن يستطيعَ الإفلاتَ من مخلفات تلك القنابل العنقودية المنتشرة على سفوح الوديان وجنبات الطرقات وعلى امتداد المزارع التي أصبح لكل شبر منها حكاية لطفل أو طفلة أو امرأة وقعت ضحية لمخلفات الموت.
آخرُ هذه المآسي هي إصَابَة الطفل يونس فايد، بجروح خطيرة وبالغة، نتيجة انفجار قنبلة من مخلفات القنابل العنقودية للعدوان في منطقة وادعة بمديرية الصفراء بصعدة أمس الأحد.
بدوره قال الدكتور محمد حجر – مديرُ عام المستشفى الجمهوري بمحافظة صعدة، بأن المستشفى يستقبلُ بصورة مستمرة حالات من ضحايا مخلفات القنابل التي يكونُ ضحيتها غالباً من الأطفال أو النساء الذين يقومون برعي الأغنام والمواشي في المزارع والوديان، مشيراً إلى أن تلك المخلفات تتسبّب في بَتْر أطراف القدمين أو اليدين وبعضها تكون قاتلة.
وأوضح لــ “صدى المسيرة” الدكتور حجر، أن مخلفات القنابل العنقودية أمريكية الصنع تنتشرُ بأشكال وأحجام مختلفة وأغلبها تُشبِهُ لعب الأطفال، وهو ما يدفع الطفْلَ بصعدة إلى أخذه بدافع الفضول قبل أن يصبحَ ضحيةً من ضحاياه، مبيناً أن مديرياتِ محافظة صعدة كلها متضررةٌ من هذه المخلفات التي تنتشر في جميع المزارع والوديان والطرقات وبالقُرب من مصب السيول، والتي تعمد العدوانُ السعوديّ من خلال غاراته الهستيرية استهداف صعدة وإحراق مزارعها؛ كون هذه المحافظة تعد السلة الغذائية لكل محافظات اليمن، موكداً أن هذه الاستهداف الحاقدَ على صعدة نتيجةٌ لفشل العدوان عسكرياً في المعارك وعدم تمكنها من تحقيق أي إنجازٍ يُذكَر.
وكشف مديرُ المستشفى الجمهوري بصعدة، أن المستشفى يستقبلُ أسبوعياً 4 حالات لضحايا مخلفات القنابل العنقودية، أغلبُهم من الأطفال والنساء، من بينها حالة وفاة واحدة، والبقية تكون إصابتُهم غالباً بتر أحد أطرافهم، وتتفاوت عددُ الحالات من أسبوع إلى آخر، لافتاً إلى أن هناك حالاتٍ عديدةً يكونُ فيها المصابون إخوةً أشقاءً كانوا يتشاركون معاً في رَعْي الأغنام والمواشي عندما يقعون ضحيةً لهذه المخلفات القاتلة.