عصاباتُ الشرعية في “العبر” مستمرّةٌ في قتل ونهب الأبرياء (تقرير)
-
مسلحون على متن “شاص” يقومون بعمليات القتل والتقطع والنهب بشكل علني
-
استمرارُ الجرائم في الخط الدولي يؤكّد كذبَ وزيفَ مرتزقة العدوان
-
استهدافُ عائلة من عدن أَدَّى إلى مقتل 4 أَطْفَال وإصابة الأب والأم
صدى المسيرة| تقرير:
لم تتوقفْ جرائمُ مرتزقة العدوان وعملائه داخل اليمن عند استهداف أَبْنَاء هذا الشعب في أمنه واستقراره وفي اقتصاده ولقمة عيشه فحسب، بل لا يزال كُلّ يوم يثبت هؤلاء المجرمون المدثرون بغطاء ما يسمى “الشرعية” القاتلة، بأنهم لم يعودوا يمتلكون ذرة من الإنْسَانية والأَخْلَاق والرحمة، وما وجود عصابات القتل والتقطع المسلحة على امتداد الخط الرئيسي لمنطقة العبر حضرموت المؤدي إلى محافظات أُخْـرَى، التي تستهدف المسافرين الأبرياء وقتلهم بدم بارد إلا خير دليل على ذلك.
ويشهد خط العبر جرائم نهب وقتل وسطو مسلح على المسافرين وسياراتهم خلال الفترة الماضية تقف وراءها عصابات بات يطلق على عناصرها “لصوص الشرعية” وبات يطلق على الطريق “طريق الموت وقطاع الطرقات”، وغالباً ما يكون هؤلاء الضحايا الأبرياء مغتربين خارج الوطن قادمين إلى وطنهم وإلى أحضان أسرهم بعد غياب دام لسنوات بحثاً عن لقمة العيش، حيث صار هذا الخط الدولي الواقع تحت شرعية المرتزقة وقيادات هادي العسكرية والأمنية، يحكي عشرات القصص والمآسي لمواطنين عائدين عبر منفذ الوديعة وأسر يمنية لقت حتفها ظلماً وعدواناً بعد أن عجزت هذه الشرعية الكاذبة الخاطئة أن تؤمن خطا رئيسيا لا يتعدى 217 كيلومترا يقع تحت سلطاتها.
آخر هذه الجرائم المأساوية التي هزت كُلّ المحافظات اليمنية وقعت يوم أمس الأول الاثنين، حيث قام مجرمو خط العبر بمطاردة وإطلاق النار على سيارة تقل أسرة كاملة، فقتلوا ثلاث فتيات وطفل وأصابوا الأبَ والأُمّ.
وبحسب مصادر إعلامية تناولت جريمة القتل، فإن الأسرة تنتمي إلى مديرية المنصورة بمحافظة عدن، وقد أقدم المسلحون على قتل الفتيات الثلاث وطفل صغير رابح تتراوح أعمارهم بين 7 – 18 عاما، بينما أصيب الأب والأم بجروح خطيرة.
وفي تأريخ 31 مايو 2017 المنصرم، لقي أربعة مواطنين مغتربين حتوفهم، وأصيب خامس في حادثة تقطع على طريق العبر أثناء عودتهم من السعوديّة على يد عصابات التقطع والقتل المنتشرة في الطريق، على مرأى ومسمع قيادات المرتزقة.
وقال أحدُ أقارب الضحايا بأن سيارة “شاص “عليها عدد من الأفراد المسلحين حاولوا إيقاف السيارة التي تقلُّ الخمسة المغتربين فلم يتمكنوا فقاموا بمطاردتهم وإطلاق النار على السيارة التي كانوا يستقلونها، ما أَدَّى إلى انقلابها ومقتل أربعة وإصابة الخامس، موضحاً أن العصابة قامت بسرقة كُلّ ما كان لدى هؤلاء المغتربين الخمسة المضرجين بدمائهم والمنتمين إلى مديرية الملاجم محافظة البيضاء.
وتتزايدُ هذه الجرائم يوماً بعد يوم على خط العبر الرابط بين اليمن والسعوديّة، وهو الخط الوحيد للمسافرين بعد توقّف عمل جميع المنافذ البرية والبحرية والجوية؛ بسبب العدوان على اليمن والحصار الخانق عليه منذ ما يقارب العامين والنصف باستثناء معبر الوديعة الحدودي بمحافظة حضرموت.
وفي بداية الشهر الجاري تعرض ثلاثة مواطنين من أهالي مديرية يافع للتقطع والنهب في طريق العبر من قبل عصابة مسلحة على متن “شاص”، حيث قامت العصابة وتحت تهديد السلاح بنهب كُلّ ما بحوزتهم من أَمْوَال ومواد ثمينة، وذلك خلال وَضَحِ النهار.
وبالرغم من تكرار هذه الحوادث الإجْرَامية خلال الأشهر الماضية، إلا أن طريق العبر الرئيسي المؤدّي إلى مأرب وشبوة لا يزال خالياً من تواجد الأجهزة الأمنية والعسكرية، رغم أنه الطريق الدولي الهام الذي يسلكُه الآلافُ المسافرين يومياً، ما يساعد تلك العصابات المسلحة على الاستمرار في ارتكابها لجرائم القتل وإزهاق أرواح الأبرياء ونهب كُلّ ما بحوزتهم.
وكانت “صدى المسيرة” قد نشرت بوقت سابق شكاوى عددٍ من المغتربين اليمنيين العائدين إلى الوطن عبر منفذ الوديعة، من تَفشّي الانفلات الأمني على الطريق العام الرابط بين مديرية العبر بحضرموت ومحافظة مأرب، الأمر الذي يشكل تهديداً كبيراً على حياتهم.
وتناول عدد من الناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي كثيرا من الحوادث الجنائية التي أودت بحياة العشرات من المغتربين اليمنيين في طريق العبر مأرب، حيث كشفت تلك الحوادث عن تعرض السائقين لأعمال تقطع ونهب من قبَل عصابات مسلحة تتوزع على جنبات الطريق تستهدف المغتربين العائدين من المملكة.
وأظهرت عدد من الصور التي نشرها الناشطون، تعرُّض عدد من سيارات المغتربين إلى إطلاق نار مباشر باتجاههم، ما يؤدي إلى تقلب تلك السيارات ومصرع سائقها وركابها.
واستهجن كثيرٌ من المسافرين العائدين إلى اليمن، تزايُدَ مثل هذه الأعمال الإجْرَامية لعصابات تمارس عمليات التقطع والحرابة في أراضيَ يدّعي مرتزقة الرياض تحريرَها والسيطرة عليها وإعَادَة الأمن والأمان اليها، وأشاروا إلى عجز ما يسمى عملاء الشرعية ومرتزقة الجيش الوطني من تأمين هذا الخط الرئيسي والحيوي الذي يعبره ملايين المغتربين سنوياً.
ووجّه عددٌ من المغتربين اليمنيين، رسالةً تطالِبُ قادة الجيش والمسئولين المرتزقة في مأرب، بتسليم خط العبر مأرب لجماعة أنصار الله أَوْ القبائل الموالية لها؛ من أجل تأمينه وتوفير الحماية لكل المسافرين على هذا الخط الرئيسي، خصوصاً بعد أن تمكن أنصار الله من تأمين كُلّ الطرق والمدن والمحافظات التي يتواجد فيها وصارت تنعم بالأمن والأمان والاستقرار حالياً أَكْثَر من أي وقت مضى، بعكس قوات شرعية هادي الزائفة التي لم تستطعْ تأمين طريق بطول 217 كيلو، وهي المسافة المقدّرة بين مديرية العبر ومدينة مأرب.