دول العدوان تمنع الأمم المتحدة من نقل صحفيين أجانب إلى صنعاء، وحكومة المرتزقة تبرر ذلك ببيان فاضح
صدى المسيرة| متابعات:
نقلت وكالةُ رويتزر، يوم الثلاثاء الفائت، أن تحالُفَ العدوان منع طائرةً تابعةً للأمم المتحدة تنقل موظفي إغاثة من السفر؛ بسبب وجود ثلاثة صحفيين دوليين من هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) على متنها، حيث كان يفترض بالطائرة أن تقلع من جيبوتي.
ونقلت الوكالة عن المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن، أحمد بن الأسود قوله “إنه أمر مؤسف ويفسر إلى حد ما سبب عدم حصول اليمن، الذي يواجه واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، على اهتمام كافٍ في وسائل الإعلام الدولية”.
كما نقلت الوكالة عن مصادر في تحالف العدوان تهربها من مسؤولية ذلك وإلقاءها بالقضية على عاتق حكومة المرتزقة، في دليل واضح على الدفع بحكومة المرتزقة لتبرير ذلك الفعل.
وفي أغرب بيان حكومي في تأريخ حكومات العالم كلها، بررت وزارة الإعلام في حكومة المرتزقة قيام دول العدوان بمنع الطائرة تابعة للأمم المتحدة من السفر إلى صنعاء.. مقدمة حججا عجيبة، لم يكن الأعجب فيها أنها صادرة عن وزارة معنية بـ “الإعلام”.
“الإعلام اليمنية تأسف لمحاولة بعثة الأمم المتحدة نقل صحفيين إلى اليمن”.. هكذا عنونت “الوزارة” بيانها على موقع وكالة سبأ التابعة للعدوان، بكل أريحية، وكأنها تتحدث عن إحباط عملية تهريب أسلحة أَوْ مواد غير شرعية!
البيانُ المخزي لوزارة إعلام المرتزقة عبّر بوضوح عن خوف دول العدوان من وجود أية وسيلة لنقل جرائم العدوان وآثاره الكارثية إلى العالم، كما أكد استمرار حكومة المرتزقة في لعب دور المطية المخلّصة التي يستخدمها العدوان لتحمل كافة أعماله الإجرامية الواضحة، وقد سبق وتحملت حكومة المرتزقة وزر الكثير من المجازر التي ارتُكبت بحق المدنيين بكل إخلاصٍ نيابةً عن دول العدوان التي لم تجد بُدًّا من الاعتراف بها.
وقد قدّم البيان تبريرَه الخارق لذلك قائلاً “دأبت الميليشيا الانقلابية على الترويج لمشروعها التخريبي عبر القصص الإنسانية واستغلال الوضع المأساوي للشعب اليمني الذي يعيش ظروفا صعبة منذ انطلاق الانقلاب المخزي على الشرعية ويجد فيه الاعلام الغربي مادة دسمة لتقديمها لمشاهديه وقُرّاءه”.
وكأن وزارة إعلام المرتزقة تريد أن تقول بأن مواطني صنعاء سيسحرون الصحفيين القادمين بقصص إنسانية ليس لها وجود؛ لأن أولئك الصحفيين أغبياء وسذج إلى هذه الدرجة، وهم بدورهم سينقلون هذه القصص إلى الإعلام الغربي الغبي والساذج والباحث عن مواد دسمة فقط.. هذا هو التفسير الوحيد لتخريفات البيان الذي أبدى بكل وضوح خوفه من نقل الوضع الإنساني الذي سببه العدوان في اليمن.
ودعا البيان العجيب الصحفيين الأجانب إلى “عدم منح الشرعية للانقلابيين بزيارة المناطق التي تقع تحت سيطرتهم مثل العاصمة صنعاء، ففي المدن اليمنية الأُخْـرَى ما يستحق التغطية الإعلامية” غير أنه لم يوضح كيف سيمنح ثلاثة صحفيين الشرعية للانقلاب المزعوم في حين أن معظم دول العالم لا توافق على ذلك، وبغض النظر عن ذلك ينتقل البيان على منافسة سوقية سخيفة على زيارة الصحفيين، واعداً إياهم بظروف إنسانية صعبة “أصلية” وغير مقلدة في حال زيارتهم لعدن!
لو صمتت وزارة إعلام المرتزقة عن منع صحفيين دوليين من السفر إلى صنعاء لَكان ذلك عيباً في حق كلمة “الإعلام” التي تميّزها، ولكنها نطقت بما هو أخزى من الصمت مصرة على الظهور بأرخص مظهر يمكن أن يظهر به مرتزق في العالم بكله.
الجديرُ بالذكر هنا أيضاً، أنه وبالتزامن ذلك البيان قصف طيران العدوان في اليوم نفسِه منازلَ ثلاث أسر من النازحين في مديرية موزع بمحافظة تعز التي يعدها العدوان من المناطق المحرّرة، مخلفاً 22 شهيداً بينهم نساء وأطفال؛ ولأنها كذلك فقد استمر قصف الطيران على موقع الجريمة لعدة ساعات؛ لكي لا تصل أية صور للمجزرة، كما لو أنه توضيح فعلي لمغزى بيان وزارة إعلام المرتزقة بأن القضايا الإنسانية التي يخشى العدوان أن تصل إلى الإعلام الأجنبي كـ “مادة دسمة” هي بالمقام الأول صور ضحايا جرائم العدوان، وأن الصحفيين الأجانب لا يجب أن ينقلوا ذلك.