ماذا وراء الاستهداف الأمريكي للحشد الشعبي؟
صدى المسيرة| عربي ودولي:
تفتخر امريكا عادةً بصناعتها العسكرية، وتعتبر اسلحتها من اكثر الاسلحة تطورا في العالم، وكثيرا ما يسخر قادتها من الصناعة العسكرية للبلدان الاخرى؛ لأنها لا تضاهي الصناعة الامريكية وخاصة صناعة الصواريخ والقنابل.
أما الحديث عن تكنولوجيا الرادارات والرصد للأهداف مهما كانت صغيرة او مموهة، فان امريكا تعتبر صاحبة الصوت الاعلى في هذا الشأن، حيث يؤكد القادة العسكريون الامريكيون، أن رادراتهم ترصد كل صغيرة وكبيرة على الارض وفي السماء وفي اعماق البحار والمحيطات.
تفتخر امريكا ايضا بدقة صواريخها، حتى تلك العابرة للقارات، والتي تسقط على اهدافها بهامش خطا يصل الى امتار قليلة جدا، اما قنابلها التي اطلقت عليها صفة “الذكية” فانها لا تخطيء هدفها مطلقا، كما يدعي العسكريون الامريكيون، فهي لا تسقط على هدفها كما تسقط القنابل العادية؛ لأنها تظل تطارد الهدف حتى تسقط عليه، فعيون هذه القنابل ترى كما ترى اكبر وادق الرادارات!.
اما على الارض وفي ميادين القتال، لا سيما قتال الجماعات التكفيرية في العراق وسوريا وفي مقدمتها جماعتي “داعش” والقاعدة، فان الاسلحة الامريكية المتطورة والذكية تصبح عمياء صماء عرجاء، فكثيرا ما تسقط الصواريخ والقنابل الامريكية الذكية عن طريق “الخطأ”، لا على اهداف في اعالي السماء او في اعماق البحار، بل على القوات التي تحارب “داعش” والقاعدة.
الملفت ان القصف الامريكي “الذكي” كثيرا ما يستهدف القوات التي تحارب الجماعات التكفيرية في العراق وسوريا، عندما يتم محاصرة هذه الجماعات من قبل الجيش السوري والقوات الرديفة او من قبل الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي، الامر الذي تكرر مرارا، حتى اثارت هذه الغارات الجوية العديد من علامات الاستفهام حول جدية امريكا وحلفائها في محاربة الجماعات التكفيرية وفي مقدمتها ” داعش” والقاعدة.
اخر هذه “الاخطاء الامريكية الذكية” كانت المجزرة الشنيعة التي ارتكبتها الطائرات الامريكية يوم امس الاثنين، عندما اسقطت قنابلها “الذكية” على مقاتلي كتائب سيد الشهداء المنضوية تحت لواء الحشد الشعبي في منطقة عكاشات على الحدود العراقية السورية،، واسفر القصف عن استشهاد 30 مقاتلا واصابة اكثر من 40 اخرين بجروح.
مجزرة عكاشات ليست “خطأ امريكيا ” ارتكبته القنابل الامريكية الذكية، بل هي جريمة نفذت مع سبق اصرار وترصد، بسبب تصدي قوات الحشد الشعبي للمخطط الامريكي الرامي الى تجزئة العراق وسوريا عبر اعتبار الحدود بين البلدين خطا امريكيا احمر، لا يُسمح امريكيا لاي جهة عراقية او سورية الاقتراب منها.
كلنا يتذكر الغارات التي شنتها الطائرات الامريكية وفي اكثر من مرة ضد الجيش السوري والقوات الرديفة عندما حاولت الاقتراب من منطقة التنف على الحدود مع العراق وتطهيرها من الجماعات التكفيرية، واسفرت الغارات عن استشهاد العديد من الجنود السوريين ومقاتلي القوات المتحالفة مع الجيش السوري.
المجزرة التي نفذتها الطائرات الامريكية في منطقة عكاشات العراقية على الحدود السورية ضد قوات الحشد الشعبي، لم تقع سهوا، فهذه المجزرة جاءت وفقا للمخطط الامريكي الرامي الى جعل المناطق الواقعة على جانبي الحدود العراقية سورية، خالصة للمرتزقة والعصابات التكفيرية، ولا يحق للقوات المسلحة العراقية والسورية بفرض سيادة الدولة عليها، لتبقى خنجرا مسموما في جسد البلدين، بهدف اضعافهما وانهاكهما وصولا الى تجزئتهما.
العدوان الامريكي المتواصل على القوات المسلحة العراقية والسورية على جانبي الحدود، يحتم قيام تنسيق وثيق بين العراق وسوريا على الصعيدين الامني والعسكري بالتعاون مع محور المقاومة وروسيا، من اجل افشال المخطط الامريكي الذي يستهدفهما، والرامي للإبقاء على “اسرائيل” قوة مهيمنة في منطقة تسودها الصراعات والفوضى.
*شفقنا العربي