موقع انترسبت الأمريكي يفضح دور سفير واشنطن في عرقلة الحل في اليمن ونقل البنك المركزي وشن حرب اقتصادية
المسيرة| متابعات:
نشَرَ موقعُ انترسبت الأمريكي تقريراً مطولاً، أمس الأول، تحدث فيه عن دور ونشاط المريب للسفير الأمريكي لدى اليمن، ماثيو تولر، خلال جولات الحوار بين الوفد الوطني المفاوض وبين مرتزقة الرياض، والعمل على إفشال ثلاث جولات حوار.
وقال التقرير: إنَّ واحدةً من ليالي منتصف أغسطس 2014، شهدت قيامَ طائرات تحالف العدوان السعودي الأمريكي بقصف أربع رافعات لنقل البضائع في ميناء الحديدة، والذي يشكل نقطة لدخول لما يقرب من 80 بالمئة من الأغذية المستوردة في اليمن، مما أَدّى إلى تباطُؤِ تدفق البضائع إليه وسارع المجتمع الدولي إلى درء المجاعة المتوقعة، مشيراً إلى أن برنامج الغذاء العالمي قام بشراء رافعات جديدة واستغرقت أشهراً للوصول، ولكن منعت سفينة الشحن من دخول الميناء وتم إعادتها إلى دبي.
وبحسب التقرير، قال السفير ماثيو تويلر “إنه لا جدوى من تسليم المعدات؛ لأنه إنْ لم يتم تدميرُها من خلال قنابل تحالف العدوان سيتم عبر هجوم عسكري في المستقبل لدولة الإمارات”.
يؤكد التقرير أن “تولر” كان ولا يزال شخصية مركزية في إعاقة مفاوضات السلام، التي لم تسفر عن اتّفاق سلام أَوْ وقف دائم للأعمال القتالية، مشيراً إلى أن “صورة تولر ودوره في إفشال مفاوضات السلام تستندُ إلى ستة من كبار المسؤولين الأمريكيين الحاليين والسابقين في وزارة الخارجية والأمن الوطني الذين عملوا بشكل وثيق مع تولر، وطلبوا جَميعاً أن يظلوا مجهولين؛ لأنهم سيشاركون تفاصيلَ حساسةً دبلوماسياً”.
يواصِلُ التقريرُ تتبُّع دور السفير الأمريكي، ويقول إنه دعم بقوة خطة الحل التي قدّمتها السعودية والذي كان يطالب من وصفهم “الحوثيين” بتسليم الأسلحة قبل التوصل إلى أي حل سياسي وإنهاء الحرب.
وينقل الموقع عن مسؤولين في وزارة الخارجية الأميركية، أن تولر الذي مثّل الولايات المتحدة في محادثات السلام لم يضغط على السعوديين أَوْ الفار هادي لتقديم شروط أفضل لمن وصفوهم “الحوثيين”، بل عارض أي دور لهم في الحكومة اليمنية المقبلة، وطالبهم “أي الحوثيين” بالقبول بالخطة قبل تفاقم الوضع الإنْسَاني وكان ذلك تهديداً ضمنياً بالحرب الاقتصادية.
كما ينقل التقرير ما جاء في كلمة الناطق الرسمي لأنصار الله محمد عبدالسلام في لقاء حكماء وعقلاء اليمن عندما قال إنه في اللقاء الأخير خلال المفاوضات قال السفير الأمريكي “أمامك اتّفاق يمكنك إما التوقيع عليه أَوْ أنك سوف تواجه الحصارَ الاقتصادي وسنقوم بنقل البنك، ونمنع الواردات، ونغلق مطار صنعاء”.
ويكشف التقريرُ أن مصادرَ متعددةً في واشنطن تحدثت عن المفاوضات اليمنية، وقالت إنَّ كلام عبدالسلام هو بالفعل ما كان عليه موقف السفير الأمريكي بأن على أن من وصفهم “الحوثيين” قبول الخطوة “وإلا فإن الشعبَ اليمني سيواجه تفاقمَ الأوضاع الإنْسَانية”.
كما يكشف التقرير عن رسالة إلكترونية مسرَّبة من وزير الخارجية الأمريكي آنذاك جون كيري إلى السفير تولر يسأله لماذا لم يؤيد الحل بأن يتم تشكيل حكومة تجمع كُلّ الأطراف اليمنية.
وأضاف التقرير أنه “مع استمرار المفاوضات، بدأ مسؤولو وزارة الخارجية في العاصمة يشعرون وكأنهم في الظلام حول ما فعله تولر بالضبط، مما دفع موظفي كيري لتلقي تحديثات أكثر تواتراً عندما ظهرت تقاريرُ صحفية حول توقّف المفاوضات”.
هذه المرة، وبحسب التقرير، “أعطى تولر إجابةً مختلفةً ونقل إلى العاصمة الأمريكية أنه يعتقد أن حكومة الوَحدة ستكون أقلَّ استعداداً لخدمة مصالح الولايات المتحدة في اليمن، وسيكون أقلَّ تقبلاً للجهود الأمريكية لمحاربة ما يسمى تنظيم القاعدة في اليمن، ولن يضمنَ تأمينَ الحدود الجنوبية للمملكة العربية السعودية”.
كما ينقل التقريرُ تصريحاً سابقاً للسفير تولر محاولاً تبريرَ نقل البنك المركزي لمسؤولي الخارجية؛ بحُجَّة أنه من المرجَّح استخدام الأموال في المجهود الحربي، زاعماً أن نقله إلى عدن سيخدم الجمهور اليمني على نطاق أوسع.