مشايخ صنعاء: مواقف محافظة صنعاء مشهود لها على مر التأريخ وهي السياج الآمن للعاصمة التي يسكنها الملايين من كل المحافظات
المسيرة/ خاص:
عقد صالح الصمّاد -رئيس المجلس السياسي-، أمس الأول، لقاءاً موسّعاً مع مشايخ ووجهاء محافظة صنعاء، بحضور رئيس اللجنة الثورية العليا، محمد علي الحوثي، ومحافظ صنعاء حنين قطينة وقيادات السلطة المحلية وعدد من القيادات العسكرية والأمنية.
وفي اللقاء رحّب رئيسُ المجلس السياسي الأعلى بالحاضرين، كاشفاً لهم بكل شفافية ووضوح الوقائعَ والحقائقَ التي وقعت خلال الفترة التي سبقت تنفيذ مليشيات الغدر والخيانة للمؤامرة والفترة القصيرة التي أعقبتها.
وقال الرئيس الصماد مخاطباً مشايخ ووجهاء محافظة صنعاء “ما يجب أن يعرفه الجميع أن الفتنة لم تكن وليدة اللحظة، وربما بعضُكم استدعيناه أكثر من مرة ومنذ أكثر من ثمانية أشهر، وأكدنا لهم أن هناك مُخَطّطاً كَبيراً يستهدفُ تقسيمَ الأمانة إلى مربعات عسكرية وأمنية؛ بحجة وجود مخاوف”.
وأوضح أنه “وقبل شهرين من الفتنة قلنا للمشايخ الذين التقينا بهم بأن يذهبوا ويسألوهم ما هي المخاوف التي جعلتهم يخططون لهذه الترتيبات الأمنية، كما أننا فوّضناكم في تقديم كامل الضمانات لوقف هذه المخاوف والتي تدفعهم إلى تبرير تحشيداتهم، وفعلاً ذهب عدد منكم لكنهم عادوا دون أية فائدة “.
وأضاف “لولا حكمتكم ودوركم البارز ونصيحتكم لنا وفضل الله سبحانه وتعالى لما حسمت هذه الفتنة في زمن قياسي التي تعتبر الأخطر في تأريخ العدوان”، مُشيراً إلى أن ما حصل في الأيَّام الأخيرة “كان مؤلماً جداً ولم نكن نريده أن يحصل.. لافتاً إلى أن ذلك كان يمثل كابوساً قادماً من أمانة العاصمة للقيادات الأمنية والعسكرية يهددهم وهم يقاتلون في جبهات العزة”.
وأكد رئيسُ المجلس السياسي الأعلى أنه لم تكن هناك مواجهة مع المؤتمر الشعبي العام، وإنما كانت هناك مجموعة قيادات لديها مُخَطّط أمني وعسكري، كما أن مرحلةَ الشراكة السابقة حصلت فيها الكثير من المحطات والمنعطفات التي لم يكن لبعض قيادات المؤتمر فيها أي دور وكانوا يعارضون الكثير من قرارات اللجنة العامة، أَيْضاً البيان الذي أصدره الرئيس الأسبق بإثارة المشاكل والفتنة في كُلّ محافظة وقرية وعزلة وحي، كان بدون استشارة اللجنة العامة ولم يكن يعلم به عضوٌ واحدٌ من اللجنة العامة، غير الشلة الذين حوله، مما يؤكد أن هذا البيان ليس باسم المؤتمر ولم يكن يعلم به.
كما أوضح الرئيس كيف كان تعامله خلال التجاذبات التي وقعت في الفترة الماضية، وأنه عمل على مسافة واحدة من الجميع، وتعهد بأنه لن يسمحَ بأية مؤامرة تستهدفُ المؤتمر الشعبي العام، وقال في هذا السياق “أنا كنتُ أقسمتُ على نفسي أن لا أكونَ مظلّةً لأية مؤامرة تستهدفُ المؤتمر، وأوفيت بقسَمي، وأطفأتُ الكثيرَ من المشاكل التي كادت تعصف بالبلاد، إلا أن الخطابَ الأخيرَ لزعيم المؤتمر أخرج الأمور من أيدينا ولم نستطع تبريره أمام القيادات الأمنية والعسكرية عندما طالب بالخروج في كُلِّ مديرية ومدينة وحارة وعزلة ماذا نقول؟”.
وأوضح أنه خلال الفتنة “كانت خطوط الجبهات قُطعت لحوالي 12 ساعة؛ بسبب قطع خط عمران وخط الحدود وخط حجة وأيضاً الخطوط الأُخْرَى، لم نستطع تبرير ذلك، كما خرجت أَيْضاً مجاميع أحرقت وداست على صور الشهداء ورفعت شعارات مقيتة جداً مثل (لا حوثي بعد اليوم.. لا روافض.. لا مجوس)، وهذا عبارات لم نكن نسمعها، وهذا بالتأكيد لا يعبر عن المؤتمر الشعبي؛ لأننا نعرفُ قياداتِ المؤتمر وتوجههم وانفتاحهم”. وأضاف أنه “ولو انتصرت تلك المجاميع لرأينا الرؤوس على أعمدة الإنارات في الشوارع كما يحصل في الموصل”.
وأكد أن ما يحصل حالياً من كذب وافتراءات وقلاقل إعلامية بأن هناك اقتحاماتٍ واعتداءاتٍ الهدفُ منها تخويف المشايخ والشخصيات الاجتماعية والمجتمع بشكل عام للدفع بهم إلى قيادة العدوان، ونرد على هذه الافتراءات الكاذبة بانه كان هناك مشكلة وأخمدت، والمؤتمر الشعبي إخوتنا وفوق رؤوسنا، ولم نكن في مواجهة معهم أبداً فقط تم اقتحام حوالي خمسة عشر منزلاً من منازل المطلوبين أمنياً، وقد انتهت تماماً وكل هذا التهويل يضعه العدوان ومرتزقته”.
ووجّه الرئيس الصماد، المسؤولين الأمنيين والعسكريين في المحافظات منْحَ الكثير من الشخصيات التي تورطت في الفتنة الأمان، وأن “على هذه الشخصيات العودة إلى مناطقهم آمنين ومعززين ومكرمين، بالرغم من استشهاد خيرة شباب اليمن من أفراد الأمن والجيش، وذلك إذا أظهروا توبتهم ونيتهم للاستقامة والوقوف في صف الدولة وبدورنا نترفع عن تصفية الحسابات والانتقام”.
وكشف الرئيس أنه وجّه الأجهزة الأمنية والعسكرية “بإعداد قوائم محدودة للقيادات المطلوبة وقوائم بالمغرر بهم من الأفراد الذين ساء بهم الحال وارتموا في أحضان هذه الفتنة، هذه القيادات المطلوبة وهؤلاء المغرر بهم سيتم الرفعُ بها إلى قيادات المحافظات والجهات الأمنية للالتزام واتخاذ الإجراءات ليعودوا إلى مناطقهم وقراهم آمنين ومستقرين لهم ما للناس وعليهم ما عليهم، ولن نسمحَ بتصفية الحسابات”.
وتابع الرئيسُ خطابَه للمشايخ قائلاً “ما نريده هو أن نكون إخوةً مشايخ وشخصيات اجتماعية وقيادات سلطة محلية ومواطنين، وأن يكون الجميعُ فقط في مواجهة العدوان، خاصة أن هناك تصعيداً كَبيراً للعدوان في مختلف الجبهات”، وأضاف مؤكداً أن “النصر حتماً لا بد منه، لكن نحن أمام خيارات إما أن نعجل بساعة النصر أَوْ أن يستمر القتل فينا حتى نتوحد ونتحرك جميعاً وننتقل من مرحلة التصدي والدفاع إلى معركة التصعيد لمواجهة هذا العدوان”.
بدورهم أشار مشايخُ ووجهاءُ محافظة صنعاء إلى أهمية هذا اللقاء لرأب الصدع وتوحيد الصف وجمع الكلمة في المحافظة التي دائماً تقدم خيرة أبنائها فدىً للوطن وَدفاعاً عن الأرض والعرض.. لافتين إلى أن مواقفَ محافظة صنعاء مشهود لها على مر التأريخ ليس في هذه الموقف فحسب، وإنما في مختلف المواقف والظروف التي يمر بها الوطن وأنها الطوق والسيّاج الآمن للعاصمة صنعاء التي يسكنها الملايين من كُلّ المحافظات.. مشددين على أهمية الاستمرار في رفد الجبهات بالرجال والعتاد وقوافل الدعم.