مسيرات حاشدة في “جمعة الغضب” الثانية بفلسطين وحركات المقاومة تدعو لتصعيد الانتفاضة
المسيرة | فلسطين المحتلة
شهدت عددٌ من مناطق فلسطين، أمس الجمعة، “يوم غضب” شعبي لأبناء الشعب الفلسطيني، على خلفية إعْلَان أمريكا القدس عاصمة للكيان الصهيوني، حيث يواصل الفلسطينيون احتجاجاتهم ومواجهاتهم مع قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ ذاك الإعْلَان، تعبيراً عن رفضهم للقرار الأمريكي، ودفاعاً عن عاصمتهم وأرضهم، فيما تواصل قوات الاحتلال استهدَافهم وشن حملات اعتقال واسعة ومداهمات لمنازلهم.
وأفادت مصادر إعلامية أن ما يقارب 30 ألفَ مُصَلٍ فلسطيني، أدوا صلاة الجمعة، أمس، في المسجد الأقصى، لينطلقوا بعد ذلك في مظاهرات حاشدة، وقد حاولت قوات الاحتلال منعهم بعد أن عززت من قواتها وإجراءاتها المشددة، ولكن المتظاهرين نجحوا في تجاوز الحواجز البشرية لجيش الاحتلال عند مدخل باب العامود، واشتبكوا مع جنود الاحتلال، ما أَدَّى إلى سقوط إصابات في صفوف المتظاهرين، واعتقال 2 منهم.
وأصيب فلسطيني جراء اعتداء قوات الاحتلال على المتظاهرين في البلدة القديمة أْيْضاً، حيث انطلقت مسيرات غاضبة أدت على مواجهات مع جيش الاحتلال في اليوم نفسه، فيما أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني، أنه نقل 23 إصابة على الأقل في القدس ورام الله، مُشيراً إلى أن قوات الاحتلال اعتدت بالضرب على أحد المتظاهرين في باب العامود بالقدس وألحقت به إصابة بالغة في الرأس.
وفي مدينة الخليل، تصدى الفلسطينيون لاعتداءات جيش الاحتلال على المدخل الجنوبي لبلدة سعير شمال المدينة. فيما قالت مصادر إعلامية إن الشبان الفلسطينيين اشتبكوا مع قوات الاحتلال في شوارع بيت لحم، واستشهد أحدُهم برصاص الاحتلال بذريعة شروعه بعملية طعن جندي إسرائيلي في البيرة برام الله.
كما أفادت المصادر أن جندياً إسرائيلياً وعدداً من المستوطنين أصيبوا قرب رام الله والقدس المحتلة بحجارة المتظاهرين الفلسطينيين.
على صعيد آخر، أفادت مصادرُ إعلامية أن قواتِ الاحتلال شنت، الخميس الفائت، حملة اعتقالات طالت 367 عاملاً فلسطينياً في الداخل الفلسطيني، في الوقت الذي تجددت فيه الاحتجاجات والتظاهرات المناهضة لقرار الرئيس الأميركي بشأن القدس في كُلّ من بيت لحم والبيرة في الضفة الغربية والشجاعية في غزة.
وشن طيران الاحتلال سلسلة غاراتٍ على مواقع عديدة للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، في اليوم نفسه، حيث وصف الإعلامُ الإسرائيلي الغارات بأنها تُعَدُّ الأقوى منذ العدوان على القطاع عام 2014.
من جهة أُخْرَى، دعت حركتا حماس والجهاد الإسْلَامي إلى تصعيد الانتفاضة واستمرار الغضب الشعبي في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، حيث طالبت حماس برفع مستوى المواجهة مع الاحتلال وبإشعال المواجهة في كُلّ نقاط التماس، فيما دعت حركة الجهاد ليكون يوم أمس الجمعة يوم غضب تصعّد فيه الانتفاضة في الضفة والقدس والداخل المحتل.
وكان رئيسُ المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنيّة قد طالب جميع المسلمين يوم الخميس بالخروج كُلّ يوم جمعة في تظاهرات غضب، مؤكداً أن الحركة ستعزز علاقاتها في المنطقة للتصدي للمشروع الأميركي الصهيوني، داعياً إلى بناءٍ تحالفات قوية على المستويين العربي والإسْلَامي.
وبدوره، حث عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، جميل مزهر، كافة فصائل المقاومة الفلسطينية على الاتّفَاق على استراتيجية مشتركة لمواجهة قرار ترامب.