بعد 1000 يوم عدوان أمريكي وصمود يمني مرتزقة السودان ينسحبون والنظام السعودي يناشد أمريكا وداعش والقاعدة إنقاذه من مستنقع اليمن
المسيرة| إبراهيم السراجي
يُكمِلُ اليمنُ وشعبُه اليومَ 1000 يوم من الصمود الأسطوري، وهم على مشارف عام ميلادي جديد يتزامن مع أكبر صفعة تلقتها دولُ العدوان بإحراق ورقتها الأخيرة بعد سقوط مؤامرة الفتنة، لتكتشفَ تلك الدولُ أن اليمنَ فعلاً مقبرة الغزاة والمرتزقة، في وقت ينسحب لواء كامل من مرتزقة السودان، حيث وزير دفاع نظام البشير يبحث عن مرتزقة جدد بعد رفض عشرات الضباط ومئات الجنود العودة إلى اليمن، وفي وقت تناشد أبواق النظام السعودي الولايات المتحدة للتدخل المباشر لتحقيق ما عجز عنه تحالفها ودعم واشنطن الاستراتيجي، وتدعو في الوقت ذاته عناصر تنظيمَي داعش والقاعدة للانضمام إلى المرتزقة أَوْ ما تسميها تلك الأبواق “قوات الشرعية”، في مشهد يعكسُ حجمَ الخيبة واليأس الذي يسيطر على كيان النظام السعودي.
وفقاً لمصادرَ سودانية ومقطع فيديو، وصلت سفينةٌ محملةٌ بأفراد لواء عسكري من مرتزقة البشير إلى ميناء “بورتو سودان” قادمين من اليمن، حيث تشير تلك المصادر إلى أن وزير الدفاع السوداني عوض بن عوف يعكف على تجميع قوات من المرتزقة لإرسالها إلى اليمن بعد رفض عشرات الضباط ومئات الجنود الذهاب إلى اليمن، وكذلك يرفض الجنود الذين عادوا إلى بلادهم في إجازة مؤقتة أن يعودوا مجدداً إلى محرقة اليمن، في وقت تتزايد وترتفع الأصوات السياسية والقبلية التي تطالب نظام البشير بالانسحاب من العدوان على اليمن.
دولُ العدوان مدفوعةً بطول المعركة وتعثرها، وفيما يصل عمر هزائمها في اليمن إلى 1000 يوم، وجدت نفسها أمام أفق مسدود وبعد سقوط مؤامرة الفتنة باتت ترى في أي طرف أملاً قد يُخرِجُها من الهزيمة وهي التي زعمت أنها من جاء يحمل الأمل لمرتزقتها، فوصل بها الأمر لدعوة تنظيمَي القاعدة وداعش للانضمام إلى مرتزقتها عَلَّهم يحققون لها النصر وهم منها أعجز؛ لأنهم مجرد أدوات، كما هي، تحَـرّكهم الولايات المتحدة الأمريكية.
في هذا السياق استضافت قناة الحدث السعودية العميدَ الدكتور علي التواتي بوصفه محللاً عسكرياً واستراتيجياً سعودياً، الذي وجد أنه لزامٌ على تحالف العدوان الاعترافُ بقوة الجيش واللجان الشعبية، كما أقر بالصدمة التي أصابت قوى العدوان بعد سقوط المؤامرة.
وقال التواتي: “مقتل صالح مثّل صدمة لدول التحالف؛ لأنه بنى كَثيراً على تغيير موقفه، لكن مصرعه المفاجئ أَدَّى إلى أن يتبين التحالف أموراً استراتيجية بأنه صالح لم يكن يسيطر على صنعاء ولم يكن له دعم شعبي”.
وكعادة المتحدثين باسم النظام السعودي الذين ينكرون واقع أن الشعب اليمني يقف بأغلبيته وقبائله ضد العدوان؛ ولذلك قال إن “قبائل طوق صنعاء التي تمت المراهنة عليها لدعم انقلاب صالح اتضح أنها موالية للحوثيين”، بحسب قوله.
لكن التواتي من جانب آخر دعا تحالف العدوان للاعتراف بقوة الجيش واللجان الشعبية بقوله ”إذا كنا نريد نهزم عدواً ونحن نستخفُّ به بهذا الشكل فلا أعتقد أننا نستطيع أن نستخف بمن يطلق صاروخاً مداه 1000 كم يصل للرياض”.
وتعبيراً عن حجم اليأس الذي أصاب تحالف العدوان لم يجد العميد السعودي حرَجاً من توجيه دعوة لتنظيمَي داعش والقاعدة للانضمام للمرتزقة، فقال “أطالب المنظمات الجهادية في اليمن أن تغلِّبَ المصلحة لليمن أَوْ أن تحل نفسها وتنضم للشرعية كمقاتلين وتصبح المحافظات الجنوبية نظيفةً من أي مبرر خارجي أمريكي للقصف بالطائرات بدون طيار مثلما يحصل في البيضاء”.
خبير عسكري استراتيجي آخر سعودي الجنسية يُدعى “أحمد الشهري” ظهر، أمس الاثنين، عبر قناة سكاي نيوز الإماراتية، ليعبر مجدداً عن يأس وهزيمة تحالف العدوان، داعياً الولايات المتحدة للتدخل المباشر لإنفاذهم من المستنقع الذي علقوا فيه باليمن.
الشهري زعم أن المسرحية التي جسّدتها السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة حول الصاروخ اليمني الذي ضرب الرياض باعتبار أنه صناعة إيرانية، وبالتالي يدعو أمريكا لضرب اليمن لمواجهة النفوذ الإيراني، متناسياً أن الولايات المتحدة تقدم الدعمَ العسكري المعلَن لتحالف العدوان منذ ثلاثة أعوام تحت مزاعم “محاربة النفوذ الإيراني”.
وقال الشهري إنه بدأ يفقد الثقة بأمريكا التي قال “إذا لم تضرب أمريكا مصانعَ الصواريخ في لبنان واليمن وتنزع أسلحة حزب الله والحوثيين فإن أمريكا لن تكونَ في مأمن”.
أمَّا العميد السعودي عبدالله القحطاني فكان أوضح في التعبير عن المشهد اليائس لقوى العدوان، حيث دعا، عبر قناة العربية السعودية، الولايات المتحدة لغزو الحديدة بشكل مباشر قائلاً إنها تستطيعُ السيطرةَ على ميناء الحديدة خلال ساعات، متناسياً كغيره أن أمريكا حاضرة في العدوان وأن نظامَ بلاده يقود تحالفاً من أكثر من 10 دول تقفُ اليومَ عاجزة أمام الشعب اليمني.