المرأة اليمنية في ألف يوم
سعاد الشامي
ألفُ يوم من العدوان والمرأةُ اليمنيةُ حجرةٌ صمَّاءُ تتكسَّرُ عليها أحلامُ وأوهامُ الأعدَاء الذين خافوا من أخيها الرجل ولم يخطر ببالهم بأن هذه المرأة اليمنية ستكون سدًّا منيعًا في عاصفة إجْرَامهم وأنها السند الأقوى الذي أتكئ عليه الرجل اليمني في الصمود والثبات.
هذه المرأة اليمنية هي أُم الشهيد التي ما أن رأت هذا العدوان ينهشُ بجسد الوطن حتى ركنت أعظمَ عاطفة بالوجود على جنب وقررت أن تنفق أغلى ما تملكه في سبيل الله والوطن فلم تجد أغلى من فلذة كبدها لتقدمه هبة خالصة.
هذه المرأة اليمنية هي الفتاة الشابة زوجة الشهيد التي أهدت حبيبها وردةً وهي تودّعه إلى ساح الجهاد بنظرة رضا تشوبُها فجيعةُ الفراق ومرارةُ الغياب الذي قد يطولُ ويطولُ إلى الحياة الآخرة.
ثم تستقبله شهيداً بالورود ودموع جمعت بين تناقض الفرح لنيل زوجها شرف الشهادة مع حزنها الفطري كامرأة فقدت حبيبها وشريك حياتها.
هذه المرأة اليمنية المجاهدة التي لم يشغلها بيتها وعملها الخاص عن الانطلاق في شتى ميادين الجهاد ثقافيا وإعلاميًا وأمنيًا وكانت السباقة في الإنفاق وصنع الكعك للجبهات والمتواجدة في الفعاليات والوقفات.
هذه المرأة اليمنية الأنيقة والتي في ألف يوم لم يعد يغريها موديل الفستان وماركة الحقيبة ولون الحذاء بعد أن خلعت ثوب الدلال على مناظر الدماء والدمار لتنسج من خيوط العزة والكرامة ثوب الجهاد وهو الأَكْثَر مناسبة لحالها وهي ترسم لوحات المجد على تراب وطنها الملتهب بالأسى.
هذه المرأة اليمنيةُ المعسرة التي أرهقتها قسوة الحرب والحصار وأفقرتها لأبسط مقومات العيش فلم تخضع للذل والاستسلام بل بحثت جاهدة عن البدائل التي ستمكنها من مواصلة الحياة وهي المستعدة أن تأكل الأوراق والأحجار على أن تفرط بعزة وكرامة هذا الوطن.
هذه المرأةُ اليمنيةُ التي لولا صمودُها وتضحياتُها لكانت تغيَّرت موازينُ الأحداث ولكنها أثبتت في ألف يوم بأن دورَها لا يقل أبدًا عن دور أخيها الرجل في مواجهة العدوان ورفع بيرق النصر.