السيد عبدالملك الحوثي في خطاب بمرور 1000 يوم من الصمود في وجه العدوان..سنفرض معادلة جديدة
القصر الجمهوري بصنعاء مقابل قصر اليمامة بالرياض والسن بالسن والجروح قصاص
سنسعى بكل جد ومسؤولية لابتكار كل وسيلة للدفاع عن شعبنا ومواجهة عدوانكم
مسؤوليتنا جميعاً الحفاظ على وحدة الصف الداخلي ومن يشذ عنها فهو خائن
آمل أن تراجع الدول والشعوب في المنطقة مواقفهم تجاه مظلومية الشعب اليمني
الواقع مُلِحٌّ لتفعيل النقاط الاثنتي عشرة أكثر من أي وقت آخر
المسيرة| خاص
أكد قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي أن الشعب غير نادم على اتخاذ قرار مواجهة العدوان والتصدي له، وأن ما بعده لن يكون كما قبله.
وقال في خطاب تأريخي بمناسبة مرور ألف يوم من العدوان على الشعب اليمني أن “يمن اليوم بعد الألف يوم ظهراً يمناً مختلفاً، والشعب اليمني الذي ارادوه ذليلاً مستعبداً ومقهوراً وهيناً وخانعاً ومستسلماً لهم ها هو اليوم شعب شامخ عزيز صامد ثابت حر بما تعنيه الكلمة، ويمكن لكل العالم أن يتغنى بحرية الشعب اليمني، وأن يفاخر بصمود الشعب اليمني، ويمكن للإنسانية بكلها ان تنظر بإعزاز الى هذا الشعب الصامد مع عظيم المعاناة وكبير التحديات وعميق الجراح.
وأشاد السيد عبدالملك الحوثي بجهود القوة الصاروخية مدشناً معادلة صنعاء مقابل الرياض، قائلاً “بعد الألف يوم تصل صواريخه البالستية الى وسط معاقلهم، إلى وسط الرياض إلى قصر حكمهم، إلى حيث رمزية حكمهم”، مشيراً إلى أن أي قصف على “صنعاء سنقصف الرياض ونقصف ابو ظبي”، وأي اعتداء على “القصر الجمهوري في صنعاء ستصل صواريخنا البالستية إلى قصر اليمامة في الرياض”، محذراً العدوان بأن أي اعتداء على منشآتنا الاقتصادية والحيوية بالرد بالمثل “السن بالسن والجروح قصاص”.
وتابع السيد عبدالملك الحوثي قائلاً: “التجربة الصاروخية اليمانية تجربة مثلى، تجربة فيها درس مهم لكل ابناء هذا البلد، من صاروخ الصرخة إلى بركان 2، من الصاروخ الذي يحمل إلى الجبهة إلى الصاروخ الذي يعبر أكثر من ألف كيلومتر والمدى مستمر، ومتوسع وهي اليد الطولى التي ستنال أماكن أخرى”.
وفي هذا السياق أكد السيد القائد على تكريس الجهود لتوفير عوامل القوة في مواجهة العدوان قائلاً “معنيون اليوم إلى الاهتمام بكل عوامل القوة التي نزداد فيها قوة في مواجهة هذا العدوان”، مشدداً على أهمية “تعزيز وحدتنا الداخلية وألا نصغي أبداً لكل دعوات الشر والتفرقة التي منبعها قوى العدوان”.
وفي ذات السياق قال السيد: “الحفاظ على وحدة الصف الداخلي مسؤولية على الجميع ومن يشذ عنها فهو الخائن والعائب، ومن يقبل لنفسه ان يخون وطنه وشعبه هو المتحمل لكل تبعات موقفه الخاطئ”.
وفي سياقٍ متصل أكد السيد عبدالملك على ضرورة استثمار الوحدة والتمسك بالشراكة بين الدولة والشعب قائلاً “يجب ان نسعى في المرحلة القادمة إلى تثمير هذه الوحدة والتعاون والتآخي عملياً من خلال أنشطة عملية تشترك فيها الدولة مع الشعب وتتحرك فيها مؤسسات الدولة ضمن أنشطة مشتركة مع كل الكفاءات والمبدعين والمفكرين من أبناء هذا البلد، فنحن في مرحلة استثنائية وتأريخية المسؤولية فيها مسؤولية الجميع”.
وتوجه قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي بدعوة الشعب اليمني العظيم إلى دعم الجبهات بالرجال والمال والامكانات، وتظافر الجهود في الوضع الداخلي لتجاوز المحنة الاقتصادية الشديدة” بالتكافل الاجتماعي.
ووصف السيد القائد المرحلة بالمصيرية قائلاً: “بلدنا يواجه تحدياً مصيرياً نكون أولا نكون”، مشدداً على ضرورة التحرك الجاد والمسؤول من قبل مؤسسات الدولة باعتبارها “اليوم معنية بتصحيح وضعها، والنهوض بالاقتصاد اكثر من أي وقت مضى، لان الوضع الماضي لم يكن مبنياً لمواجهة تحديات بهذا المستوى.
وطالب السيد القائد مؤسسات الدولة بتفعيل النقاط الاثنتي عشرة، باعتبار وقتها اليوم ملح أكثر من أي يوم اخر”.
وأوضح السيد عبدالملك الحوثي أن المعاناة التي يعاني منها شعبنا اليوم ليست وليدة العدوان بل هي امتداد لسياسات خاطئة ادير بها البلد وعشناها ازمات، اهمال الحكومة في مرحلة ما قبل العدوان شكل عاملاً أساسياً في كثير من الصعوبات, مسؤولين معينين حسبت نفسها على الارتهان بالخارج، فلا بنت اقتصاداً محلياً”، متساءلاً: أين هو الانتاج الوطني، اين هو الاكتفاء الذاتي”.
وأضاف السيد عبدالملك الحوثي قائلاً: “نحن امام واقع عانينا فيه من ارث الماضي، الذي كان حالة من الاهمال وحالة من انعدام البناء الحقيقي، لم يبنوا لنا اقتصاداً وطنياً، كان الاستيراد هو المعتمد والانتاج “صفر”، مع اننا بلد نمتلك كل المقومات المهمة، بلد زراعي بكل ما تعنيه الكلمة، ومحاصيلنا الزراعية من افضل المحاصيل في العالم”.
وحول فشل الحكومات السابقة في البناء قال السيد عبدالملك الحوثي: “لم يبن لنا مستشفى واحد يكفينا من السفر إلى الخارج, ومن يأتي ليصور وكأن الواقع نتاج لهذه المرحلة ثم يقول أنتم سبب في مشاكلنا الحالية”.
ودعا السيد عبدالملك الحوثي إلى تدشين مرحلة جديدة “نوائم فيها جنباً إلى جنب حريتنا وكرامتنا واستقلالنا نهضتنا، لنبني نهضة من واقع مواجهة التحدي وبكرامة، وبالاستفادة من كل الطاقات وبكل الموارد وبكل ما هو متاح، وبالتوكل على الله وبالتقوى لله، ومن يتوكل على الله فهو حسبه، لنكون اكثر قوة في مواجهة هذا التحدي وهذا العدوان، بمسار البناء ومعالجة المشاكل، وتكاتف وتظافر الجهود”.
وفيما يخص القضية الفلسطينية والقدس الشريف انتقد السيد عبدالملك الحوثي الإعلام الخليجي قائلاً:” الكثير من الاعلاميين الخليجيين لا يختلفون عن المحللين الاسرائيليين، يتحدثون بطريقة سيئة ويهاجمون الشعب الفلسطيني ويهاجمون الأمة الاسلامية، وينصبون العداء لكل من له موقف حر من القضية الفلسطينية والقدس، وباتوا مفضوحين في مدى انحطاطهم وعمالتهم ضمن الانشطة الامريكية بفجور وبدون ضوابط, اصبحوا عراة بسوأتهم القبيحة بالعمالة والخيانة”.
وطالب السيد القائد شعوب العالم بالالتفات الى الوضع الانساني في اليمن قائلاً “نأمل ان تراجع الدول والحكومات والشعوب في المنطقة مواقفهم تجاه شعبنا اليمني العزيز فهي مظلومية غير مسبوقة، وأن تنظر بعين المسؤولية الى معاناة شعبنا ومظلوميته”.
وتابع السيد القائد قائلاً: “إن الواجب الاسلامي والانساني يفرض على كل الأحرار وكل من بقي معهم إنسانية ان يتعاملوا بطريقة مختلفة مع مستوى المعاناة التي يعاني منها شعبنا”.
وفي ختام كلمته قال السيد “ليثق شعبنا انه بصموده وثباته وتوكله على الله وصبره العظيم وبقراره المسؤول والمبدأي والانساني طالما ثبت وطالما صبر واعتمد بالله أن العاقبة له بالنصر والحرية وأن العاقبة على عدوه بالهوان والخزي”.
وفيما يلي تنشُـرُ صحيفة “المسيرة” نَصَّ الخطاب: