1000 يوم ويوم.. اليمن تحترق
سيف عطية*
تمُرُّ علينا مناسبةُ مرور أَكْثَر من ألف يوم ومن دون توقف على جرائم تدمير اليمن السعيدة.. هذه الجرائم الإنْسَانية التي قادتها السعودية وأذنابها ضد أفقر واكرم واوفى بلد عربي لا لشيء إلّا من اجل السيطرة والمصالح والنفوذ ونشر الفكر الوهابي العنصري الموبوء بالحقد والسموم والكراهية ضد كُلّ من لا يريد أن ينتمي إليها وتحت ذرائع ومسميات عاث بها الدهر وانكشف المستور. أوقفوا عاصفة الذل والهوان اوقفوا عاصفة الموت والغدر وجرائم العصر اوقفوا نزيف الدم كفى.. كفى بحق الله، بحق وهابكم، بحق دينكم اذا عندكم منه القليل، بحق اوثانكم، بحق نعراتكم، بحق قبائلكم، بحق شرفكم لو بقي منه جرعة، اوقفوا قتلكم لليمن. لو كان عندكم ذرة شرف ونبضة قلب إنْسَاني لما قتلتم الطفولة وذبحتم البراءة واستهترتم بأرواح الناس تبجحاً وفخراً واستخراء. إلى من تنادي وقيادات العرب نائمون في سباتهم وانبطاحهم وغارقين ببذخهم وفسادهم وجمع ثرائهم وشعوبهم تأكل الوحل اذا حصل وتؤمن بالشفاء من بول الجمل.
صحيفة “الغارديان” البريطانية نشرت الأربعاء الماضي وصفت فيها السعودية بأنها ارتكبت أَكْبَر الجرائم على وجه الأرض في الوقت الذي تتحدث فيه التقارير عن تدمير بلد كامل ومذابح لم تسلم منها حتى بيوت الله من أسلحة عنقودية محرمة استخدمت فيها آلاف الأطنان من المتفجرات والقنابل، حيث أصبحت اليمن ساحات للتجارب الحربية والقتالية من دون رحمة. والجدير بالذكر تتحدث التقارير أَيْضاً عن شراء ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لقصر في فرنسا تبلغ قيمته 300 مليون دولار وشراء أغلى لوحة في مزادات العالم هي لوحة مرسومة “المسيح المخلص” بمبلغ أَكْثَر من 450 مليون دولار ويخت بسعر 500 مليون دولار. وهل ننسى زيارة الرئيس الأمريكي ترامب للسعودية الأخيرة التي حمل فيها الهدايا الباهظة الثمن والولائم والبذخ حتى رفض بعض الهدايا لأنها كانت مخالفة للقانون الأمريكي، ناهيك عن توقيع عقود شراء السلاح بأَكْثَر من نصف ترليون دولار لكسب ود الرئيس الأمريكي والرضا عنهم.
فمن يتحمل مسؤولية مقتل أَكْثَر من 60 ألف شخص في اليمن في حرب ضروس لا ترحم وما زالت مستمرة منذ نحو ألف يوم ويوم ومعاناة نحو 18 مليون شخص من تشريد وجوع ونقص الماء والدواء.
لقد طال انبطاحكم وصمتكم وعظم تفرقكم وضاعت أوطانكم، وبعتم القدس وَجنوب السودان وتناحرتم شققاً في سورية والعراق وليبيا واليمن والقادم أعظم يا أمة ضحكت من جهلها الأُمَـم، كما قالها المتنبي:
سادات كُلّ أناس مـن نفوسهـم * وسادة المسلمين الأعبـد القـزم
أغاية الدين أن تحفوا شواربكـم * يا أمة ضحكت من جهلها الأُمَـم
ولكن لا حياة لمن تنادي كما قال الشاعر عمرة بن معد:
لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي
ولو نار نفخت بها أضاءت ولكن أنت تنفخ في رماد
ولو آمنتم بربكم وبكتاب الله الكريم لما فسدتم في الأرض وما قتلتم يا أشباه المسلمين وأشباه الرجال.
“من قتل نفساً بغير نفس أَوْ فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جَميعاً، ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً”
- أستاذ وباحث وكاتب عربي، حاصل على شهادة الدكتوراه والماجستير من الولايات المتحدة في التعليم العالي والبحث العلمي.