معادلة الانتصار اليمني من رحم مجازر العدوان!
صارم الدين مفضل
أعتقدُ ان تحالُفَ العدوان الأمريكي السعودي يريدُنا ان نتحدَّثَ كيمنيين عن مآسينا في ظل صمت وتواطؤ دولي؛ ولهذا يستمرُّ بقصفِ وحصارِ اليمنيين، ليس لشيء سوى التشفّي بآهات وأنين وبكاء وآلام الملايين من أبناء شعبنا الحُر والمظلوم..
وليس من الحكمة ان نتركَ -كيمنيين وأحرار عرب وأجانب- تداوُلَ ونشرَ أخبار قصف طائرات وصواريخ العدوان للمدنيين والبُنية التحتية في اليمن، جنباً إلى جنب مع أخبار الجبهات وما يحققه الأبطال المجاهدون من انتصارات على مدار اليوم والساعة.
فمن يتابع إعلام العدوان يدرك انه يتكتم على انتصارات اليمنيين في جبهات المواجهة؛ بقصد إخفاء هزائمه العسكرية الكبيرة والمتتالية.. وهذا ما درجت عليه الدولُ على مر التأريخ، وهو شيءٌ يمكنُ تفهُّمُه كسياسة طارئة في زمن الحروب والمواجهات؛ خوفاً من انهيار الجيش والجنود وخسارة المعركة بكلها..
لكن ما لا يجوزُ قبولُه ولا يمكن تفهُّمُه هو ما يقومُ به تحالفُ العدوان من تبرير جرائمه الكثيرة والمتتالية بحق المدنيين منذ ما يقارب ثلاث سنوات، حتى صارت أسطوانة مشروخة وحديثاً سمجاً لا يصدقه عاقل؛ بسبب ان أحداً لم يشاهد ولو جثةً واحدةً لعنصر واحد من عناصر الحوثي في كُلّ الأماكن التي ارتكب فيها التحالُفُ السعوأمريكي جرائمه بحَقِّ المدنيين في طول وعرض البلاد خلال فترة العدوان كلها..!
ومع استمراء تحالُفِ العدوان في سَوْقِ تبريراته السمجة، التي تعتبر دليلاً على إدانته واعترافاً بارتكابه جرائم حرب وإبادة ضد الإنْسَانية، الا ان وقاحته فاقت كُلّ تصوّر وتجاوزت كُلّ حَدٍّ، عندما يصر على تقديم جرائمه تلك بحق المدنيين (أطفالاً ونساء) على أنها انتصارات، معلناً عن أرقام مزورة واحصاءات مكذوبة عن عدد مَن قُتلوا في غاراته من عناصر وقيادات الميليشيا الحوثية، بينما الناسُ والعالَمُ لا يشاهدون سوى أشلاء الأطفال والنساء لا غير!!
لقد بلغ العدوانُ (الصهيوأمريكي السعوإماراتي) منتهى درجات الوحشية على مستوى العالم وأخطر مستويات الإجرام على مر التأريخ.. ومع كُلّ ذلك بل ومن خلاله يتجلّى مستوى صمود الشعب اليمني الذي -رغم فقره وشُحة إمكاناته- استطاع ان يواجهَ قوى العدوان وجنودَ الطاغوت طوالَ كُلّ هذه المدة.. ولا زال يُدهِشُ العالم يوماً فيوم بتطوير قدراته العسكرية المختلفة (من صواريخَ بالستية متوسطة وبعيدة المدى، ومنظومات دفاعية جوية وبحرية، وصناعة أسلحة متوسطة وخفيفة، وذخائر مختلفة… إلخ)..
كما لا زال شعبُنا يفاجِئُ العالَمَ بتعزيز الصمود وترسيخ تماسُك جبهته الداخلية في ظل سياسةِ التحالف بتكثيف القصف وتشديد الحصار، وشاهد العالم كيف بات شعبنا اليوم قادراً على تحقيق وفرض معادلات صعبة مقارنةً بإمكانات تحالف العدوان، بدءاً باقتحام الحدّ الجنوبي للمملكة، وتنفيذ الخيارات الاستراتيجية وإسقاط وتدمير المواقع والرقابات والسيطرة على المعسكرات وفرض المجال الناري على مُدُنٍ وقطاعات واسعة داخل الأراضي الخاضعة للمملكة، مروراً بفرض معادلة القادم أعظم والتي شاهدنا خلالها استهدافاً لعواصم العدوان في الرياض وأبوظبي، ووصولاً لمعادلات أهم وأقوى من قبيل التصعيد مقابل التصعيد، وَالسن بالسن والجروح قصاص، والتي لن تكون الأخيرة، بل ستلحقها بإذن الله قريباً معادلة البادئ أظلم والتي سيعقبُها مباشرةً معادلة الانتصار الكبير التي تُعادُ معها حقوقُ الشعب اليمني كاملةً وغيرَ منقوصة، القديمةُ والجديدة