ياسر الأحمر.. مسجلاً بصماتٍ ذهبيةً وفاتحاً آفاقاً شامخةً للمشايخ المتعذرين
الشيخ ضيف الله يحيى رسام*
*رئيس مجلس التلاحم الشعبي القبلي
أحدُ عظماء مشايخ قبائل حاشد الأبيّة ومن صناديد العصيمات الوفية، اتَّسَمَ بالصدق والكرَم والصراحة والشجاعة، حاملاً في وجدانه كنوزاً ثمينةً من المبادئ والقيم القبلية الأصيلة، امتلك عُنْصَرَ المبادرة والإقدام والمروءة، طموحاً شَغوفاً بمواجهة الأعداء ونيل الوسام، إنه الشهيد الشيخ ياسر بن فيصل الأحمر.
يعتبر الشهيد خيرَ ملبٍّ لداعي الدين والوطن والقبيلة.. مناضلاً ما قبل وخلال الثورة ومتصدراً خطوط المعارك الأولى لمواجهة وردع العدوان والغزاة، فإذا اشتدت الظروف وحمي الوطيس وَجَدَه رجالُ الرجال مقداماً صنديداً من الهابِّين وفي مقدمة الصفوف.
صحيحٌ أنه باستشهاد الشيخ ياسر فقد التلاحُمُ أحدَ العناصر القيادية الأبية المؤسِّسة للبناته الأولى، وقد مثّل استشهادُه خسارةً كبيرةً ليس على قبيلة حاشد وحسب، بل على الشعب اليمني الذي فقد هامةً وطنيةً كبيرة، إلا أن ما يزيدُنا سموّاً وفخراً واعتزازاً أن نيلَه ذلك الوسامَ العاليَ بعد أن وضع بصماتٍ ذهبيةً في التصدِّي للغزاة من مختلف شُذَّاذِ الآفاق، مُجَسِّداً بهذه الخاتمة المَرْضِيَّة تأريخَ أجداده العِظَام في ردع كُلِّ الطامعين باحتلال تُرابنا الغالي عبرَ الأزمان.
فهنيئاً هنيئاً له نيْلَ وسامِ الدفاع عن الأرض والعِرض والدين والمصير.. ومخلّفاً لأهله ومحبيه وللقبيلة اليمنية تأريخاً مجيداً حافلاً بالفخر والناموس، ومحققاً به رقماً قياسياً في العِزّ والإباء.. وفاتحاً آفاقَ الشموخ لمشايخ اليمن المتعذرين لنيل ما ناله هذا العظيم، فتغمّده اللهُ وكل شهداء الوطن والواجب بواسع رحمته، وألحقنا بهم صالحين مصلحين، والعاقبة للمتقين.